ارشيف من :أخبار عالمية
معطيات اسرائيلية جديدة: عودة الخيار العسكري ضد ايران الى الواجهة
كتب يحيى دبوق
لفت في الايام القليلة الماضية، جملة من المعطيات الاسرائيلية تشير الى تحوّل نوعي في المقاربة الاسرائيلية للموضوع النووي الايراني، تستأهل التوقف عندها ودراستها، تمهيدا لاعادة دراسة اصل التعاطي الاسرائيلي من المسألة، الذي يشير بدوره الى التوجه الاميركي ايضا.
في سياق ذلك، صرح وزير المواصلات الاسرائيلي شاؤول موفاز، وهو المسؤول عن الحوار الاستراتيجي بين الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة الاميركية، انه يقدر "ان لا يكون امام اسرائيل مفر من مهاجمة ايران، كي تمنعها من مواصلة تطوير سلاح دمار شامل". وهو يتقاطع ايضا مع تصريحات لرئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت من واشنطن، الذي قال فيها بعد خروجه من محادثات ثنائية مع الرئيس الاميركي جورج بوش، ان "لديّ مبررات لأكون راضيا جدا من زيارة واشنطن، وأقول لكم إنّ للشعب (الاسرائيلي) سببا لأن يكون راضيا، وليس صدفة انشغال المرشحين الثلاثة لرئاسة الولايات المتحدة بالمعضلة الايرانية".
الى ذلك، تكثفت في الايام القليلة الماضية التعليقات والتحليلات الاسرائيلية التي تتحدث عن ضربة عسكرية لايران، تقوم بها الولايات المتحدة منفردة او بالاشتراك مع اسرائيل. وتحدث اكثر من معلق اسرائيلي، ومن بينهم مقربون من المؤسسة العسكرية الاسرائيلية، ان "الضربة العسكرية لم تعد مستبعدة"، وعلى حد قول احد المعلقين العسكريين الاسرائيليين فانه برغم كون "الرئيس الاميركي بطة عرجاء، لكن شخصا مثله غير طبيعي يمكنه ان يقوم بذلك، خاصة ان المنطق الذي يحركه ويحرك نائبه ريتشارد تشيني هو منطق غير طبيعي".
السيناريو المطروح في تداول المعلقين الاسرائيليين، وبشكل لافت من حيث كمية المقالات التحليلية، انه "في شهر تشرين الثاني، بعد ان يصبح السيناتور باراك اوباما الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، يقوم الرئيس المغادر جورج بوش بتوجيه ضربة لايران، والضربة قد تكون حصاراً بحريا واستعراضا للعضلات العسكرية، او هجمة جوية شاملة على المشروع النووي الايراني"، والتأسيس على هذا السيناريو يعني ان المحافظين الاميركيين يرون في ضرب ايران قبل تولي اوباما في حال انتخابه رئيسا، توريطا مستمرا للادارة الاميركية الجديدة ضد ايران، أي اجبارها على مواصلة الفعل الابتدائي العسكري للرئيس السلف، حيث لا يعود لها خيار بديل سوى مواصلة الفعل الابتدائي العسكري.
في ذلك، من المفيد الاشارة الى جملة من المعطيات المستجدة كما وردت في وسائل الاعلام الاسرائيلية:
ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت، في تقرير مطول اعده المراسل العسكري للقناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي، ونشره في الصحيفة قبل يومين من تاريخ كتابة هذه السطور، انه صادف خلال عودته من بريطانيا رئيس الموساد الاسرائيلي مائير داغان معاً مع رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يدلين، عائدين من الولايات المتحدة في الطائرة نفسها بشكل سري، رافضين التحدث عن مهمتهما والهدف من زيارتهما لواشنطن.
اشارت صحيفة هآرتس الى ان "أرفع شخصيتين في سلاح الجو الاميركي، وزير القوات الجوية مياكل فين وقائد سلاح الجو الجنرال مايكل موزلي، تم اقالتهما أمس بقرار من رئيس الولايات المتحدة الاميركية جورج بوش ووزير الدفاع روبرت غيتس الذي تصادم معهما مؤخرا"، ورأت انه "برغم أن الإقالة بررت بنتائج التحقيق الذي تركز على الاخفاقات بمعالجة السلاح النووي داخل سلاح الجو، فإن هذه الخطوة ستساعد على تحقيق توافق أوسع داخل القيادة الامنية في ادارة بوش حول عملية عسكرية ضد إيران".
نقلت صحيفة هآرتس ايضا، ان "وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الذي تولى منصبه في نهاية العام 2006، كمؤيد للحوار مع إيران، أعرب مؤخرا عن خيبة أمله من تطرفها، واقترب الى مواقف بوش وتشيني. وفي سلسلة خطاباته الاخيرة، دعا غيتس سلاح الجو الى التأقلم مع احتياجات الحرب على الارهاب، والتنازل عن برامجه وخططه في الاستعدادات لمواجهة قوى عظمى".
زيارة وفد اميركي استخباراتي رفيع المستوى، يتضمن المسؤول عن التقدير الاستخباري الاميركي تجاه ايران، سالي ايرلند، حيث قابل الوفد وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك ووزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني، اضافة الى رئيس الموساد الاسرائيلي مائير داغان.
تصريح مصادر مقربة من رئيس الموساد، تعليقا على زيارة الوفد الاستخباري الاميركي عن "امل اسرائيل في اعقاب الزيارة ان لا تعرقل الاستخبارات الاميركية قرار بوش بالعمل ضد ايران".