ارشيف من :آراء وتحليلات
لماذا يصر فريق 14 شباط على اعتبار الانتخابات مفترق طرق مصيريا؟

كتب مصطفى الحاج علي
لماذا يصرّ فريق 14 شباط على اعتبار الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية بالنسبة اليه؟ هل الاعتبارات النفسية والتحفيزية هي التي تقف وراء هذا الإصرار، أم أن الاعتبارات الحقيقية تتجاوز الحاجة التعبوية إلى حقل الحسابات الحقيقية التي تبدأ بنتائج الانتخابات، وتنتهي بالتحولات المقبلة عليها المنطقة، والتي أخذت مؤشراتها تتوالى؟ ثم ما هو المسكوت عنه، أو المضمر في ثنايا الإصرار على مفردة المصيرية؟
هذه الأسئلة وإن اتخذت منحى مباشراً خاصاً، إلا أنها بدورها تستبطن جملة من الأسئلة التي تلامس الكثير من الأوضاع الداخلية التي هي موضع تجاذب اليوم.
اعتبارات فريق 14 شباط:
يمكن الجزم بأن اعتبارات فريق الرابع عشر من شباط لا تقف عند حدود الحاجات التحفيزية، وبالتالي لا يشكل وصف المصيرية للانتخابات مجرد نداء استغاثة باتجاه الداخل والخارج معاً، بل هي تتجاوزها مجتمعة إلى حدود الدائرة التي تتموضع فيها الانتخابات في حسابات الموقع والدور اللذين بات يحتلهما لبنان في سياق خريطة الصراعات والتجاذبات التي تشمل المنطقة بأسرها.
وفي هذا الإطار لا بد من ملاحظة التالي:
أولاً: ان لبنان هو البلد العربي الأول الذي سجل انتصارات كبيرة وذات مفاعيل استراتيجية على العدو الإسرائيلي. والفضل الأول في ذلك يعود إلى مقاومته التي باتت تشكل اليوم أهم وأقوى خط دفاع رئيسي في وجه هذا العدو، ولا يستطيع أحد أن يتجاوزها في حسابات أي خطوة عدوانية يريد الإقدام عليها، لا باتجاه لبنان ولا باتجاه أي بلد من بلدان المنطقة.
فالمقاومة أدخلت لبنان في صلب التوازن الاستراتيجي، وفي صلب معادلة الصراع الدائرة في المنطقة بين المشروع الأميركي ـ الصهيوني وحلفائه وأدواته، ومحور المقاومة والممانعة.
ولقد سبق ـ وما زال ـ للكيان الإسرائيلي أن أعلن مرات عدة أن المقاومة في لبنان باتت تشكل عامل تهديد كبيرا لأمنه، وعامل إخلال كبيرا أيضاً لتوازنات الصراع معه.
ومن نافل القول أنه لا يمكن لهذا الكيان أن ينظر باطمئنان الى هذا التطور في لبنان، بل ان القلق مما يجري فيه ينهشه، ما يعني ـ بدوره ـ أنه لا يمكن اعتبار نفسه غير معني بأي تطور سياسي يعزز من قوة المقاومة فيه.
ثانياً: كرّس فشل العدوان الإسرائيلي على غزة الوزن والثقل الاستراتيجي لمحور المقاومة في المنطقة، ولمصلحة هذا المحور في مواجهة المحور المقابل عربياً وإقليمياً ودولياً.
ثالثاً: إن تعامل أميركا و"إسرائيل" ومن معهما من أنظمة عربية وملحقات مع المقاومة في لبنان وفلسطين، كان يستند دائماً إلى رؤية استراتيجية شاملة، أي كان وما زال يجري النظر اليهما بوصفهما يندرجان في نطاق المعطى الجيو ـ استراتيجي الممتد من فلسطين إلى إيران، وإن باستخدامات ترعى اعتبارات الدعائية ـ الإعلامية، كمسمى المحور الإيراني ـ السوري.
في حقيقة الأمر، كانت هذه المقاربة تفترض أن أي هزيمة تلحق بالمقاومة في فلسطين ولبنان من شأنها أن تشكل هزيمة استراتيجية وإضعافا استراتيجيا لكل من سوريا وإيران، كما أن العكس هو الصحيح. وهذا بدوره ما يؤكد القيمة الاستراتيجية للمقاومة في لبنان وفي فلسطين في حسابات المحور الأميركي ـ الإسرائيلي وحلفائه العرب.
رابعاً: طالما اعتبرت أميركياً وأوروبياً وحتى من قبل عرب أميركا، أن القاعدة المركزية لقوة محور المقاومة في المنطقة، ولقوة الدور الإيراني في المنطقة، إنما تتمثل في هذا التحالف المتين القائم بين طهران ودمشق، ولذا شكل استهداف هذا التحالف هدفاً ثابتاً ومستمراً، وهو لا يختلف في مضمونه عن أهداف الحروب التي شنت على المقاومة في لبنان وفي فلسطين.
خامساً: من نافل القول أيضاً ان كل المحاولات التي بُذلت عسكرياً، وتلك التي توسلت الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية والسياسية، لم تنجح في إنجاز أي من تلك الأهداف، بل أفضت الى نتائج مغايرة تماماً.
سادساً: مع وصول الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما إلى سدة الحكم في واشنطن، أخذت تبرز معالم مرحلة مقاربة أميركية جديدة إلى المنطقة، وإعادة رسم الأولويات استناداً إلى أولوية مطلقة هي تحفيز وإنعاش الاقتصاد الأميركي داخلياً، وإيلاء الاهتمام إلى مسألة الانسحاب من العراق لتكريسه على أفغانستان، من دون إغفال التسوية في المنطقة، مع تركيز انتباه خاص للعلاقات مع إيران وملفها النووي.
وفي هذا الإطار أخذنا نشهد عملية إطلاق رسائل أميركية تعبر عن هذه التوجهات الجديدة باتجاه إيران وروسيا والصين وسوريا. كما عبّرت عن نفسها خصوصاً باتجاه سوريا، في زيارات بالجملة لشخصيات أميركية رسمية من مجلسي الشيوخ والنواب.. إلخ.
سابعاً: لم تكن أوروبا ـ وتحديداً فرنسا ـ بعيدة عن هذا التوجه الأميركي الجديد، لا سيما إزاء سوريا، بل كانت سبّاقة اليه، حيث ساهمت في كسر العزلة الأوروبية من خلف دمشق، وإعادة نسج التفاهمات وتوقيع اتفاقيات الشراكة معها.
ثامناً: حملت نتائج الانتخابات الإسرائيلية وتكليف نتنياهو تشكيل حكومة جديدة، رسالة بالغة الدلالة الى كل المراهنين على خيار التسوية، واحتمالات أن تحقق شيئاً ما. وهذا لا يعني أن الحراك على خط التسوية لن يكون، وإنما من المؤكد أنه لن يكون مثمراً.
ثم بدا واضحاً أن الكيان الإسرائيلي قد رسم أولوياته الأساسية، وهي إيران، لا القضية الفلسطينية.
تاسعاً: الجميع يدرك أن إطلاق عملية التسوية في المنطقة له ممر إجباري هو تسوية الوضع الفلسطيني ـ الفلسطيني أولاً، وهذا بدوره يحتاج إلى إنتاج تفاهمات تشمل العديد من الملفات الداخلية التي تتصل بتوازنات المشهد الفلسطيني، خصوصاً لدى الذهاب إلى إجراء انتخابات تشريعية وانتخاب رئيس جديد للسلطة الفلسطينية.
هنا أيضاً العامل الإسرائيلي حاضر بقوة، سواء من خلال تأثيره في الضفة، أو من خلال تعطيله أي اتفاق يشمل الوضع الحالي في غزة.
عاشراً: على خلفية كل ما تقدم، انطلقت عملية المصالحة السعودية ـ السورية، مستبقة القمة العربية العادية التي ستعقد في الدوحة أواخر آذار المقبل.
خلاصة واستنتاجات:
إن فحصا معمقا لكل المعطيات الآنفة يقودنا إلى الخلاصة التالية:
ـ ثمة مرحلة انتظارية ستمتد إلى ما بعد شهر حزيران المقبل، حيث تريد واشنطن توقيت المباحثات مع إيران مع انتهاء الانتخابات الرئاسية فيها. ومن الجدير ذكره أنه في هذه المرحلة أيضاً تكون الانتخابات النيابية في لبنان قد أجريت.
ـ إن الانتظار هنا لا يعني الوقوف من دون حراك، بل إن واشنطن ستعمل مع حلفائها على جمع أوراقها وترتيبها بما يؤدي إلى جلوسها إلى طاولة التفاوض من موقع قوي.
هنا يتخذ التحرك الأميركي جملة مسارات، أبرزها الانفتاح على روسيا والصين لحملهما على دعم أي إجراءات عقوبية ضد إيران. الانفتاح على سوريا عبر محور عربي أوروبي لإبعادها عن إيران، ولتعطيل أوراق قوة إيران في المنطقة. وهذا يشمل بدوره المقاومة في لبنان وفلسطين. وهنا تحريك التسوية يصبح مطلوباً كإجراء تكتيكي، أي مطلوب لغيره لا لنفسه.
ـ من الوضاح أننا إزاء لعبة تفاوض معقدة ومتداخلة تحتل فيها دمشق موقعاً متميزاً، وهنا بيت القصيد بالنسبة الى فريق الرابع عشر من شباط، الذي يخشى أن يذهب "فرق عملة" لحساب مصالح استراتيجية كبيرة. من هنا يصبح الفوز بالانتخابات ممرا إلزاميا لهذا الفريق ليثبت نفسه في المعادلة، كإجراء وقائي، وبما يعزز دوره في أي معادلة تفاوض لاحقة. أما الهزيمة فستؤدي إلى نتائج معاكسة تماماً، ولهذا الاعتبار هي مصيرية بالنسبة اليه.
تبقى كلمة أخيرة، هي أن كلمة مصيرية هنا، تستبطن عمل كل شيء حتى لا يخسر هذا الفريق الانتخابات، وهذا موضوع آخر.
الانتقاد/ العدد 1335 ـ 27 شباط/ فبراير 2009
لماذا يصرّ فريق 14 شباط على اعتبار الانتخابات النيابية المقبلة مصيرية بالنسبة اليه؟ هل الاعتبارات النفسية والتحفيزية هي التي تقف وراء هذا الإصرار، أم أن الاعتبارات الحقيقية تتجاوز الحاجة التعبوية إلى حقل الحسابات الحقيقية التي تبدأ بنتائج الانتخابات، وتنتهي بالتحولات المقبلة عليها المنطقة، والتي أخذت مؤشراتها تتوالى؟ ثم ما هو المسكوت عنه، أو المضمر في ثنايا الإصرار على مفردة المصيرية؟
هذه الأسئلة وإن اتخذت منحى مباشراً خاصاً، إلا أنها بدورها تستبطن جملة من الأسئلة التي تلامس الكثير من الأوضاع الداخلية التي هي موضع تجاذب اليوم.
اعتبارات فريق 14 شباط:
يمكن الجزم بأن اعتبارات فريق الرابع عشر من شباط لا تقف عند حدود الحاجات التحفيزية، وبالتالي لا يشكل وصف المصيرية للانتخابات مجرد نداء استغاثة باتجاه الداخل والخارج معاً، بل هي تتجاوزها مجتمعة إلى حدود الدائرة التي تتموضع فيها الانتخابات في حسابات الموقع والدور اللذين بات يحتلهما لبنان في سياق خريطة الصراعات والتجاذبات التي تشمل المنطقة بأسرها.
وفي هذا الإطار لا بد من ملاحظة التالي:
أولاً: ان لبنان هو البلد العربي الأول الذي سجل انتصارات كبيرة وذات مفاعيل استراتيجية على العدو الإسرائيلي. والفضل الأول في ذلك يعود إلى مقاومته التي باتت تشكل اليوم أهم وأقوى خط دفاع رئيسي في وجه هذا العدو، ولا يستطيع أحد أن يتجاوزها في حسابات أي خطوة عدوانية يريد الإقدام عليها، لا باتجاه لبنان ولا باتجاه أي بلد من بلدان المنطقة.
فالمقاومة أدخلت لبنان في صلب التوازن الاستراتيجي، وفي صلب معادلة الصراع الدائرة في المنطقة بين المشروع الأميركي ـ الصهيوني وحلفائه وأدواته، ومحور المقاومة والممانعة.
ولقد سبق ـ وما زال ـ للكيان الإسرائيلي أن أعلن مرات عدة أن المقاومة في لبنان باتت تشكل عامل تهديد كبيرا لأمنه، وعامل إخلال كبيرا أيضاً لتوازنات الصراع معه.
ومن نافل القول أنه لا يمكن لهذا الكيان أن ينظر باطمئنان الى هذا التطور في لبنان، بل ان القلق مما يجري فيه ينهشه، ما يعني ـ بدوره ـ أنه لا يمكن اعتبار نفسه غير معني بأي تطور سياسي يعزز من قوة المقاومة فيه.
ثانياً: كرّس فشل العدوان الإسرائيلي على غزة الوزن والثقل الاستراتيجي لمحور المقاومة في المنطقة، ولمصلحة هذا المحور في مواجهة المحور المقابل عربياً وإقليمياً ودولياً.
ثالثاً: إن تعامل أميركا و"إسرائيل" ومن معهما من أنظمة عربية وملحقات مع المقاومة في لبنان وفلسطين، كان يستند دائماً إلى رؤية استراتيجية شاملة، أي كان وما زال يجري النظر اليهما بوصفهما يندرجان في نطاق المعطى الجيو ـ استراتيجي الممتد من فلسطين إلى إيران، وإن باستخدامات ترعى اعتبارات الدعائية ـ الإعلامية، كمسمى المحور الإيراني ـ السوري.
في حقيقة الأمر، كانت هذه المقاربة تفترض أن أي هزيمة تلحق بالمقاومة في فلسطين ولبنان من شأنها أن تشكل هزيمة استراتيجية وإضعافا استراتيجيا لكل من سوريا وإيران، كما أن العكس هو الصحيح. وهذا بدوره ما يؤكد القيمة الاستراتيجية للمقاومة في لبنان وفي فلسطين في حسابات المحور الأميركي ـ الإسرائيلي وحلفائه العرب.
رابعاً: طالما اعتبرت أميركياً وأوروبياً وحتى من قبل عرب أميركا، أن القاعدة المركزية لقوة محور المقاومة في المنطقة، ولقوة الدور الإيراني في المنطقة، إنما تتمثل في هذا التحالف المتين القائم بين طهران ودمشق، ولذا شكل استهداف هذا التحالف هدفاً ثابتاً ومستمراً، وهو لا يختلف في مضمونه عن أهداف الحروب التي شنت على المقاومة في لبنان وفي فلسطين.
خامساً: من نافل القول أيضاً ان كل المحاولات التي بُذلت عسكرياً، وتلك التي توسلت الضغوط الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية والسياسية، لم تنجح في إنجاز أي من تلك الأهداف، بل أفضت الى نتائج مغايرة تماماً.
سادساً: مع وصول الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما إلى سدة الحكم في واشنطن، أخذت تبرز معالم مرحلة مقاربة أميركية جديدة إلى المنطقة، وإعادة رسم الأولويات استناداً إلى أولوية مطلقة هي تحفيز وإنعاش الاقتصاد الأميركي داخلياً، وإيلاء الاهتمام إلى مسألة الانسحاب من العراق لتكريسه على أفغانستان، من دون إغفال التسوية في المنطقة، مع تركيز انتباه خاص للعلاقات مع إيران وملفها النووي.
وفي هذا الإطار أخذنا نشهد عملية إطلاق رسائل أميركية تعبر عن هذه التوجهات الجديدة باتجاه إيران وروسيا والصين وسوريا. كما عبّرت عن نفسها خصوصاً باتجاه سوريا، في زيارات بالجملة لشخصيات أميركية رسمية من مجلسي الشيوخ والنواب.. إلخ.
سابعاً: لم تكن أوروبا ـ وتحديداً فرنسا ـ بعيدة عن هذا التوجه الأميركي الجديد، لا سيما إزاء سوريا، بل كانت سبّاقة اليه، حيث ساهمت في كسر العزلة الأوروبية من خلف دمشق، وإعادة نسج التفاهمات وتوقيع اتفاقيات الشراكة معها.
ثامناً: حملت نتائج الانتخابات الإسرائيلية وتكليف نتنياهو تشكيل حكومة جديدة، رسالة بالغة الدلالة الى كل المراهنين على خيار التسوية، واحتمالات أن تحقق شيئاً ما. وهذا لا يعني أن الحراك على خط التسوية لن يكون، وإنما من المؤكد أنه لن يكون مثمراً.
ثم بدا واضحاً أن الكيان الإسرائيلي قد رسم أولوياته الأساسية، وهي إيران، لا القضية الفلسطينية.
تاسعاً: الجميع يدرك أن إطلاق عملية التسوية في المنطقة له ممر إجباري هو تسوية الوضع الفلسطيني ـ الفلسطيني أولاً، وهذا بدوره يحتاج إلى إنتاج تفاهمات تشمل العديد من الملفات الداخلية التي تتصل بتوازنات المشهد الفلسطيني، خصوصاً لدى الذهاب إلى إجراء انتخابات تشريعية وانتخاب رئيس جديد للسلطة الفلسطينية.
هنا أيضاً العامل الإسرائيلي حاضر بقوة، سواء من خلال تأثيره في الضفة، أو من خلال تعطيله أي اتفاق يشمل الوضع الحالي في غزة.
عاشراً: على خلفية كل ما تقدم، انطلقت عملية المصالحة السعودية ـ السورية، مستبقة القمة العربية العادية التي ستعقد في الدوحة أواخر آذار المقبل.
خلاصة واستنتاجات:
إن فحصا معمقا لكل المعطيات الآنفة يقودنا إلى الخلاصة التالية:
ـ ثمة مرحلة انتظارية ستمتد إلى ما بعد شهر حزيران المقبل، حيث تريد واشنطن توقيت المباحثات مع إيران مع انتهاء الانتخابات الرئاسية فيها. ومن الجدير ذكره أنه في هذه المرحلة أيضاً تكون الانتخابات النيابية في لبنان قد أجريت.
ـ إن الانتظار هنا لا يعني الوقوف من دون حراك، بل إن واشنطن ستعمل مع حلفائها على جمع أوراقها وترتيبها بما يؤدي إلى جلوسها إلى طاولة التفاوض من موقع قوي.
هنا يتخذ التحرك الأميركي جملة مسارات، أبرزها الانفتاح على روسيا والصين لحملهما على دعم أي إجراءات عقوبية ضد إيران. الانفتاح على سوريا عبر محور عربي أوروبي لإبعادها عن إيران، ولتعطيل أوراق قوة إيران في المنطقة. وهذا يشمل بدوره المقاومة في لبنان وفلسطين. وهنا تحريك التسوية يصبح مطلوباً كإجراء تكتيكي، أي مطلوب لغيره لا لنفسه.
ـ من الوضاح أننا إزاء لعبة تفاوض معقدة ومتداخلة تحتل فيها دمشق موقعاً متميزاً، وهنا بيت القصيد بالنسبة الى فريق الرابع عشر من شباط، الذي يخشى أن يذهب "فرق عملة" لحساب مصالح استراتيجية كبيرة. من هنا يصبح الفوز بالانتخابات ممرا إلزاميا لهذا الفريق ليثبت نفسه في المعادلة، كإجراء وقائي، وبما يعزز دوره في أي معادلة تفاوض لاحقة. أما الهزيمة فستؤدي إلى نتائج معاكسة تماماً، ولهذا الاعتبار هي مصيرية بالنسبة اليه.
تبقى كلمة أخيرة، هي أن كلمة مصيرية هنا، تستبطن عمل كل شيء حتى لا يخسر هذا الفريق الانتخابات، وهذا موضوع آخر.
الانتقاد/ العدد 1335 ـ 27 شباط/ فبراير 2009