ارشيف من :أخبار عالمية

هذه هي الفرصة الاخيرة امام الدول العربية "المعتدلة" كي تستعيد شيئا من التوازن السياسي

هذه هي الفرصة الاخيرة امام الدول العربية "المعتدلة" كي تستعيد شيئا من التوازن السياسي
صوفيا ـ جورج حداد
تشهد الساحة الدولية احداثا كبرى متسارعة، تنذر بإجراء تغييرات استراتيجية، سياسية واقتصادية وعسكرية، رئيسية، في المشهد الدولي.
اهم تلك الاحداث هي:
هذه هي الفرصة الاخيرة امام الدول العربية "المعتدلة" كي تستعيد شيئا من التوازن السياسي1ـ انفجار الازمة المالية ـ الاقتصادية في اميركا، والتي ترافقت مع مجيء باراك اوباما، ذي الاصل الافريقي، كرئيس للدولة الاميركية.
ان الازمة الاقتصادية الاميركية سوف تزعزع تماما "القطب الاميركي الاوحد"، وتضع اميركا، وهي اضعف من السابق بكثير، على شفير حربين محتمتين: داخليا وخارجيا.
واذا كانت الحرب الداخلية، على خلفية الانقسامات العرقية ـ الاجتماعية العميقة، قد جرى "تنفيسها" و"تأجيلها" مرحليا نتيجة انتخاب رئيس اسود للبيت الابيض، لاجل التهدئة التخديرية المرحلية للجماهير السوداء والملونة التي هي في الوقت نفسه الضحية الاولى للازمة وافقر الفئات في اميركا؛ فالامر ليس كذلك في الاطار الخارجي، حيث ان خصوم "الزعامة" الاميركية سيصبحون اكثر جرأة للتنطح لازاحة الكابوس الاميركي البغيض.
وأهم ما ينبغي التوقف عنده على هذا الصعيد هو الموقف الروسي، او الاصح الاستراتيجية التي ستنتهجها من الان فصاعدا روسيا:
في التسعينات من القرن الماضي، بعد ان فتح غورباتشوف ابواب الاتحاد السوفياتي السابق امام المافيات والاحتكارات الغربية، ولا سيما الاميركية والصهيونية، حاولت تلك المافيات والاحتكارات ان تنصب شركا ضخما لروسيا، وهو النفخ المصطنع للقطاعين المالي والعقاري، تمهيدا لنقل العوامل التفجيرية للازمة الاقتصادية التي كانت تتجمع في اميركا، الى روسيا، وتفجيرها هناك بهدف استراتيجي "قريب" هو النهب التام لجميع الاحتياطات المالية والاقتصادية الروسية، كما جرى للودائع العربية ـ الاسلامية في اميركا خلال الازمة المالية التي عادت وانفجرت في اميركا؛ وهدف استراتيجي "ابعد" هو افقار روسيا وتجويعها واذلالها وتحويلها الى مستعمرة اميركية ـ صهيونية مكبلة بقروض خارجية يقدمها البنك الدولي تتجاوز بضعة الاف مليارات الدولارات، بحيث لا تعود تقوم قائمة لروسيا ليس لعشرات بل ولمئات السنين القادمة.
ولكن هذه الخطة الاميركية ـ الصهيونية الوقحة والمذلة استفزت جميع القوى القومية الروسية، بما فيها البرجوازية الصاعدة والكنيسة الارثوذكسية والتيارات الليبرالية التي كانت موالية للغرب، والتي كان احد ابرز ممثليها الكاتب الشهير سولجنستين، وحفزتها للعمل من اجل مواجهة الاخطار الداهمة. فتمت ازاحة بوريس يلتسين في الساعة 24.00 من 31 كانون الاول 1999. وبدأ عهد بوتين وامتداده عهد الرئيس الحالي ديميتري ميدفيدييف. ويرتكز هذا العهد على ركيزتين ثلاثيتين:
الاولى، سياسية، وتقوم على التحالف بين: الجهاز البيروقراطي والوظيفي للدولة ولا سيما الجيش والاجهزة الامنية وجيوبها واذنابها في المافيا الروسية؛ الكنيسة الارثوذكسية؛ والبرجوازية القومية الصاعدة.
والثانية، اقتصادية، وتقوم على التكامل بين: المجمع الصناعي الحربي، قطاع الطاقة (النفط والغاز والطاقة النووية)، والقطاعات المالية والانتاجية المرتبطة بهما.
بناءً على هذا التحول الروسي يجري الحدث الثاني وهو:
هذه هي الفرصة الاخيرة امام الدول العربية "المعتدلة" كي تستعيد شيئا من التوازن السياسي2ـ التدشين الرسمي، من قبل روسيا، للحرب الباردة الجديدة.
فبعد توجيه ضربات امنية وسياسية ومالية الى الحلقات والزمر المالية والمافياوية المرتبطة بالغرب والصهيونية، وتطويعها و"تحييدها"، وافق البرلمان الروسي، خلال السنة المنصرمة، على خطة الرئيس الروسي الشاب التي تتمثل في برنامج شامل لتجديد القوات المسلحة الروسية تجديدا كاملا: من حيث التنظيم، وتقسيم القوات والوحدات، والتجديد والتطوير التام لجميع الاسلحة البرية والبحرية والجوية والصاروخية والفضائية. وتعتمد تلك الخطة على مبدأ "الهجوم خير وسيلة للدفاع". وهي تأخذ بالاعتبار الجانب المعيشي ايضا، المتعلق بالمرتبات وظروف المعيشة للعسكريين؛ وقد جرى مؤخرا دفع مساعدات لعائلات العسكريين الذين قضوا في الشيشان وجورجيا وغيرهما بواقع 100 الف دولار للعائلة (ومعلوم ان القيمة الشرائية لـ100 الف دولار في روسيا، هي اضعافها في الدول الغربية). وفي تصريح ادلى به الرئيس ميدفيدييف منذ فترة وجيزة قال فيه: "ليس لروسيا اي نية للاعتداء على احد او تهديد احد، ولكنها لن تسمح ابدا بأن يكون امنها القومي عرضة للتهديد من قبل اي طرف كان".
وقد حشرت خطة اعادة التسليح الروسية، اميركا والحلف الاطلسي في الزاوية، ووضعتهما امام تحدي اعادة النظر في كل تسلحهما وخططهما العسكرية بمواجهة العملاق الروسي، الذي صمم على النهوض من جديد، وطرح قواعد جديدة لـ"لعبة الشطرنج العالمية" بعيدة كل البعد عن القواعد الايديولوجية وعن التزامات "اتفاقية يالطا" السابقة التي تحمل تواقيع ستالين وروزفلت وتشرشل وترومان، والتي صار بامكان باراك اوباما ان يرسل اوراقها المصفرّة لتأكلها الفئران في اي قبو مهجور من اقبية البيت الابيض.
وتتحرك الادارة الروسية الحالية على ثلاثة محاور استراتيجية:
أ ـ خطة التجديد العسكري ـ التسليحي، والتفعيل التام للمجمع الصناعي ـ العسكري، وبناءً على ذلك تفعيل شامل للاقتصاد الروسي بمجمله.
ب ـ التفعيل الاقصى لاقتصاد الطاقة (غاز، نفط، نووي) كإنتاج ونقل وتوزيع؛ والعمل لايجاد شراكة عضوية بين المنتجين والمستهلكين الرئيسيين، في اوروبا واسيا وافريقيا؛ وحتى في اميركا الجنوبية؛ بمعزل عن هيمنة الولايات المتحدة الاميركية.
ج ـ استخدام الموقع الملائم والحجم الضخم للرقعة الجغرافية الروسية، باعتبارها الجسر الاوراسي الاهم والاكبر، وذا البنية التحتية الافضل للمواصلات بكل انواعها، لاجل تدعيم العلاقات البناءة فيما بين جميع بلدان اوروبا واسيا وافريقيا، وتحويلها بالتدريج الى كتلة متكاملة، وتقليص نزعات الهيمنة الاميركية.
هذه هي الفرصة الاخيرة امام الدول العربية "المعتدلة" كي تستعيد شيئا من التوازن السياسي3ـ الحدث الثالث هو عربي بامتياز، ويتعلق بافلاس استراتيجية العدوان الاسرائيلي. وهو ما اكده الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، في خطابه منذ ايام، لمناسبة احتفالات تكريم  القادة الشهداء لحزب الله: الشيخ راغب حرب، والسيد عباس الموسوي، والحاج رضوان (عماد مغنية).
فقد قال السيد نصرالله ان اصابة السفينة الحربية الاسرائيلية المتطورة "ساعر" بأحد صواريخ المقاومة في حرب تموز 2006، "حيـّد" سلاح البحرية الاسرائيلية. طبعا ان اصابة زورق واحد او سفينة واحدة لا يعني القضاء على كل سلاح البحرية الاسرائيلية. ولكن القادة الاسرائيليين، الذين يعرفون النوعية والقدرات التكنولوجية لسفينتهم التي اصيبت، يعلمون ان الصاروخ المتطور الذي اصاب تلك السفينة له من القدرات والمواصفات الالكترونية والتفجيرية انه اذا كان مثل هذا الصاروخ اصبح في حوزة حزب الله، فهذا يعني فعلا انه من الاسلم لاسرائيل عدم المغامرة بتحويل سلاحها البحري الى خردة في اي معركة قادمة.
كما اعلن السيد حسن نصرالله، ان لجنة فينوغراد التي تشكلت بعد فشل العدوان الاسرائيلي على لبنان في حرب تموز 2006، من وجهة النظر الاستراتيجية الميدانية، قد قدمت توصياتها للجيش الاسرائيلي لدراسة الاخطاء والثغرات، والعمل لتجنبها مستقبلا. وكانت الحرب العدوانية الاخيرة على غزة، مناسبة للقوات البرية في الجيش الاسرائيلي، لاختبار قوتها من جديد بعد اخذ العبر من حرب تموز 2006. ولكن هذه القوات، وبالرغم من كل الدعم الصاروخي والجوي والبحري والمدفعي، فشلت مجددا في اقتحام مدينة غزة في كانون الثاني 2008، كما فشلت في اقتحام الاراضي اللبنانية في تموز 2006. وهذا يعني عمليا ايضا "تحييد" سلاح البر الاسرائيلي.  بقي سلاح الجو الاسرائيلي. وقد اعترف السيد حسن نصرالله بتفوق هذا السلاح على قدرات المقاومة حتى الان. ولكنه فاجأ العالم بالقول: "اننا نمتلك كل الحق بأن نمتلك السلاح الجوي المضاد للطيران، الكفيل بتعطيل التفوق الجوي الاسرائيلي" واكثر من ذلك "اننا نمتلك كل الحق في ان نستعمل هذا السلاح ايضا" لمنع اسرائيل من فرض سيادتها، كما هي الى الان، على الاجواء اللبنانية، التي تخترقها الطائرات الحربية الاسرائيلية يوميا. ورفض الامين العام لحزب الله ان ينفي او يؤكد: هل حصلت المقاومة على السلاح النوعي المضاد للطيران الذي يمنع التفوق الاسرائيلي. فاذا تم "تحييد" سلاح الجو الاسرائيلي ايضا؛ فإن اسرائيل ستصبح مكشوفة تماما لعشرات الاف الصواريخ التي اعلنت المقاومة مرارا انها في حوزتها، دون ان تستطيع ـ اي اسرائيل ـ بعد الان ان تستخدم قوتها التدميرية "بحرّية" كما كانت تفعل حتى الان.
ان هذا الحدث الثالث، العربي بامتياز كما قلنا، يقلب المعادلة الاستراتيجية في الشرق الاوسط رأسا على عقب. فحتى الان كانت الاستراتيجية الاميركية ـ الصهيونية "الشرق اوسطية" تقوم على قاعدة استخدام اسرائيل كعصا غليظة لـ"تأديب" وضرب، وعلى الاقل لتهديد اي بلد عربي "يرفع رأسه" او يزيح عن الخط المرسوم له، ومن ثم لسوق القطيع العربي السايكس ـ بيكوي كله الى حظيرة النفوذ الاميركي. اما الان، بعد "تحييد" القوات الاسرائيلية البرية والبحرية والجوية، بفضل بطولات المقاومة اللبنانية والفلسطينية، وصلابتها ورفع مستواها القتالي والتحسين النوعي لتسلحها، وبفضل صمود الجماهير الشعبية الباسلة التي كسرت نهائيا "عقدة الخوف" من الوحش الاسرائيلي مهما كانت التضحيات؛ ـ في هذه الاوضاع انعكست الآية تماما، واصبح الهم الاستراتيجي لاميركا هو كيفية حماية وجود اسرائيل ومنع الانهيار المريع لبورصة العقارات فيها، اكثر مما انهارت في اميركا.
في هذه الاوضاع "غير الملائمة"، تجد اميركا نفسها مضطرة للدخول في مرحلة جديدة من الحرب الباردة مع روسيا وفي سباق تسلح جديد.
وفي معرض التكنولوجيا العسكرية الذي اقيم مؤخرا في ابو ظبي، اعلنت المراجع الروسية المعنية ان 25 منظمة ومؤسسة روسية تشارك في المعرض، وانها تعرض 500 نوع من انتاجاتها، بما فيها انظمة الصواريخ المتطورة وذات التحكم عن بعد... الخ. وعبرت تلك المراجع عن استعدادها للتعامل مع جميع الدول العربية بلا استثناء، وبدون اي حواجز واعتبارات عقائدية وايديولوجية وسياسية مسبقة.
وفي رأينا المتواضع ان هذه تمثل فرصة تاريخية للدول العربية التي توصف عادة بالمعتدلة، وبالاخص منها "الصديقة" للغرب وحتى التي سبق لها ووقعت "اتفاقات سلام" مع اسرائيل؛ ـ فرصة تاريخية كي تخرج من "الشرك" الذي اوقعت نفسها فيه، وكي تستعيد مكانتها الدولية وتفرض كلمتها على اسرائيل واميركا، والضغط عليهما حتى في ما يسمى "السلام العادل والشامل" مع العدو.
ويستند هذا الرأي الى الوقائع التالية:
1ـ ان الدول العربية جميعا كانت على الدوام ضحية الاسترٍاتيجية الاميركية، التي كانت تفرض حتمية التفوق الاستراتيجي الاسرائيلي (التسليحي خصوصا والعسكري عموما) على الدول العربية مجتمعة.
2ـ ان صفقات الاسلحة (وبعضها بعشرات المليارات) التي كانت او لا تزال تعقدها مختلف الدول العربية مع اميركا والدول الغربية، لم يكن لها من فائدة سوى الفائدة المالية للدول المصدرة؛ اما عسكريا فان اصغر عسكري في اي جيش عربي يعرف تماما ان تلك الاسلحة، مهما كانت متطورة، فهي صالحة للاستعمال اينما كان وضد اي طرف كان، الا انها ليست صالحة بتاتا للاستخدام ضد اسرائيل؛ بل على العكس تماما ان هذه الاسلحة اذا ارادت الدولة العربية التي تكون اشترتها ان تستخدمها، فهي ستنقلب وبالا على "صاحبها"، لانها ـ اي تلك الاسلحة هي مزروعة بـ"اللواقط" و"الازرار" الالكترونية وغيرها التي تبث عن مكان وجود كل سلاح وتحركه ووجهة سيره، الى "غرفة عمليات" اسرائيلية خاصة بالاسلحة "العربية". وبالتالي ان هذه الاسلحة كانت ولا تزال خطرا على "اصحابها" في حال استخدامها ضد اسرائيل. وهي مواقع تجسسية نموذجية ضد البلاد العربية في حالة "السلام" مع اسرائيل.
3ـ ان اسرائيل، بتشجيع ودعم كلي من اميركا، تعاملت وتتعامل بازدراء واحتقار مع مبادرات "السلام" العربية، التي تحفظ ولو في الحدود الدنيا ماء وجه الدول العربية المعنية. وتريد اسرائيل من جميع الدول العربية، بما فيها "السلطة الفلسطينية" ان تأتي اليها ـ اي الى اسرائيل ـ صاغرة راكعة وقابلة بكل الشروط الاسرائيلية، بما في ذلك التنازل عن القدس الشريف وعن قضية اللاجئين الفلسطينيين وعن المياه... الخ.
4ـ اذا ظلت المواجهة مع اسرائيل مقتصرة على المقاومة الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطينية، فإن هذا سيزعزع تماما الاوضاع السياسية للانظمة العربية؛ وهو ما يقتضي منها محاولة ايجاد حد ادنى من توازن الرعب مع اسرائيل، من اجل التمكن من الدخول في المفاوضات "السلمية" معها، برعاية "الوسيط" الاميركي، انطلاقا من بعض مواقع القوة الفعلية، بهدف ايجاد نوع من التوازن السياسي بين المقاومة، من جهة، والانظمة، من جهة ثانية، في مواجهة اسرائيل.
5ـ ان استعداد روسيا الحالية لتسليح البلدان العربية الراغبة، لا تكتنفه اية عقبات ومحاذير ايديولوجية (شيوعية هدامة) وسياسية (معادية للغرب) كما كان الامر في عهد الاتحاد السوفياتي السابق؛ بل هو يقوم على اسس تجارية محضة، ناهيك عن ان الاسلحة الروسية هي ارخص بكثير من الاسلحة الغربية. والاهم من ذلك كله ان الاسلحة الروسية هي اسلحة "نظيفة" مخصصة للقتال بيد اصحابها، وليست محطات متنقلة للتجسس على البلدان والاطراف العربية التي يمكن ان تشتريها، كما هي الاسلحة الغربية.
6ـ ولاجل عدم تحمل المسؤولية والإحراج السياسي امام "الصديق" الاميركي؛ بإمكان جامعة الدول العربية، وتحت بند "معاهدة الدفاع المشترك العربية" ان تؤسس "صندوقا للتسلح العربي المشترك" و"قوات مسلحة عربية مشتركة"، نوعية وسرية وغير كبيرة العدد. وتقوم جميع الدول العربية الراغبة والقادرة بتمويل هذا الصندوق، ويتم شراء الاسلحة المطلوبة من روسيا ونشرها في دول الطوق العربية (بالدرجة الاولى) وفي البحر الاحمر والبحر الابيض المتوسط.
ربما تكون هذه هي الفرصة الاخيرة امام الدول العربية "المعتدلة" كي تستعيد شيئا من التوازن السياسي، الضروري لاستمرار وجودها؛ فهل ستستطيع استغلال هذه الفرصة، ام انها طأطأت رأسها كثيرا امام اميركا واسرائيل، الى حد انها اصيبت بالتكلس في عظام الرقبة، واذا رفعت رأسها من جديد ولو اقل القليل، فستغامر بكسر او دق عنقها؟!
2009-02-28