ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: إلى من يهمه الأمر

باختصار: إلى من يهمه الأمر
كتب محمد يونس
بلغ التوتر في المنطقة أشده على وقع التهديدات الأميركية والإسرائيلية شبه اليومية بتوجيه ضربة عسكرية لإيران على خلفية برنامجها النووي.
وما كاد المهددون والذين يعولون ويراهنون على تهديداتهم من "أبناء المنطقة" يغمضون أعينهم لتبدأ أحلامهم "الوردية" حتى فاجأت الجمهورية الإسلامية الإيرانية الجميع بمناورات أسمتها "مناورات الرسول الأعظم (ص)" عمادها تجارب ناجحة على الصواريخ البالستية وفي مقدمتها صاروخ شهاب 3، إضافة إلى استعراض مدوّ للقوى الجوية والبحرية وصواريخ البر والبحر والجو.
مناورات أثارت الذعر في قلوب المهددين الأصليين من واشنطن إلى أوروبا مرورا باليابان رجوعا إلى كيان العدو، وإذا بالوعيد ينقلب وعوداً بحماية حق طهران بدور إقليمي يتناسب مع قدراتها، وانقلبت الادعاءات دعوات من واشنطن إلى طهران لبحث ما أسمته المصالح الإقليمية المشتركة.
أما الاتحاد الأوروبي فاستعجل بالإعلان عن إيفاد منسقه للسياسة الخارجية خافيير سولانا إلى إيران لبحث ردها على اقتراحات الدول الست بخصوص ملفها النووي مزينا بتصريحات لم تخل من ملاحظة ايجابيات في رد طهران وبأنه جاد.
طبعا، آثار الذعر ضربت أول ما ضربت مسؤولي الكيان الصهيوني الذين سارعوا إلى الإعلان بأنهم لا ينوون ضرب إيران، ووصلت إلى اليابان التي دعت طهران إلى ضبط النفس، أي أن لا تعطي بالا للبالونات الإعلامية التي دأبت "إسرائيل" وأميركا على نفخها في فضاءات المراهنين المساكين.
هي رسالة أرادت إيران توجيهها بقوة لكل من تسوّل له نفسه بالتفكير بالاعتداء عليها، وإذا بالمهددين يبعثون برسالة أقوى لمن يهمه الأمر أن ما يحكم توجهات الإدارة الأميركية هو مصالحها وليس مصالح أحد آخر، وفي هذا الوقت لا مصلحة من الاستمرار بتصعيد الموقف مع إيران، بل ربما يكون للاعتراف بالمصالح الإيرانية والاتفاق على عدم المس بها.
الانتقاد/ العدد 1280 ـ 11 تموز/ يوليو 2008
2008-07-10