ارشيف من :أخبار عالمية

ماذا جرى في مباحثات قمة الثمانية الكبار حول الملف النووي الإيراني؟

ماذا جرى في مباحثات قمة الثمانية الكبار حول الملف النووي الإيراني؟
باريس ـ نضال حمادة
اوردت صحيفة اللوموند الفرنسية الواسعة الانتشار تقريرا عن مباحثات الدول الخمس زائد واحد المعنية بالملف النووي الإيراني، وذلك في اجتماعات قمة الثماني الكبار التي تعقد في جزيرة اوكايدو اليابانية.
وكشفت الصحيفة الفرنسية في عددها الذي صدر الخميس (10-7-2008) عن جزء من المباحثات التي جرت بين زعماء الدول الكبار والتي تناولت الملف النووي الإيراني. وقالت الصحيفة ان أول المتكلمين كان الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف الذي اعلن تفضيله لحل عبر التفاوض، مشددا على أهمية عمليات التفتيش التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا انه "ما دام أن المواضيع الدبلوماسية ما زالت قيد الدرس فليس هناك من حاجة إلى عقوبات جديدة".
الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعرب عن حيرته في الأمر متسائلا "هل هناك من مركز للقرار في طهران؟ وما هو مدى صدق العروض الإيرانية التي قدمت؟"، معربا في النقاش الذي حصل أثناء مأدبة الغداء عن اعتقاده "أن نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية يريد الحصول على السلاح النووي، في نفس الوقت الذي تقوم فيه إيران بتطوير ترسانتها الصاروخية". مضيفا أن الجميع يعلم مشاعر إسرائيل في هذا الخصوص. وهذا ما يفرض عقوبات أقسى مع انفتاح على عروض تفاوضية جديدة. متوجها إلى الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف بالقول "ان روسيا تلعب دورا مهما وشجاعا في هذا الموضوع".
وتضيف الصحيفة أن الرئيس الأميركي جورج بوش فاجأ الحضور بحديثه عن الاستحقاق الرئاسي الأميركي وعن الحدث الأبرز وهو التغيير القريب للإدارة الأميركية، قائلا "أنا مهتم بمعرفة الموقف الإيراني غداة خروجي من البيت البيض"، متمنيا "ان يقدم الايرانيون على خطوة كبيرة على غرار ما حصل غداة ذهاب جيمي كارتر من البيت الأبيض"، ملمحا بذلك إلى قضية الرهائن الأميركيين بين عامي 1979-1980 التي وجدت طريقها إلى الحل غداة وصول الرئيس الأميركي رونالد ريغان إلى الحكم في الولايات المتحدة الأميركية.
أما عن موقف رئيس الوزراء  البريطاني غوردون براون فتقول الصحيفة إنه كان مطابقا لموقف ساركوزي، كما وأعلن تأييده لمشروع روسي سابق يتضمن عرضا بتزويد إيران باليورانيوم المخصب في روسيا.
وتلفت الصحيفة النظر إلى التباين في المواقف الغربية عبر سردها لما قالته المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل "يجب التفكير قبل اللجوء إلى عقوبات إضافية".
في السياق أوردت الصحيفة أن الدول الغربية تعول كثيرا على الدور الروسي في هذه القضية، وقد كان ذلك واضحا من أحاديث رؤساء الدول الغربية مع الرئيس الروسي.
وكانت إيران قد تقدمت بمقترحات لحل الأزمة ردا على الحوافز التي قدمتها الدول الأوروبية الثلاث ـ  فرنسا بريطانيا وألمانيا ـ وقد طلب الرئيس الأميركي جورج بوش من نظرائه في الدول الست المعنية بالملف الإيراني اعتماد وقت حدده بشهر للانتقال إلى مرحلة العقوبات الإضافية، غير أن هذا الاقتراح الذي تم التداول فيه لبعض الوقت لم يؤخذ به، وقد استعاض المجتمعون عن ذلك ببيان يدعو إيران الى وقف تخصيب اليورانيوم، والرد بشكل إيجابي على العروض الأوروبية.
جدير بالذكر أن الدول الست قررت إرسال منسق عام السياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى طهران للحصول على توضيحات، حول الموقف الإيراني، وذلك على وقع المناورات التي تجريها الجمهورية الاسلامية والتي أظهرت قدرة صاروخية اقلقت الغرب كله، إضافة إلى كيان العدو الذي ما انفك يهدد بضرب المنشآت النووية الايرانية، هذا القلق ترجمته واشنطن بالحديث عن "المصالح الاقليمية المشتركة بين ايران والولايات المتحدة الأميركية".
الانتقاد/ العدد 1280 ـ 11 تموز/ يوليو 2008
2008-07-10