كتب علي عوباني

نهاية الأسبوع الأول من آذار جاءت انتخابية وقضائية بامتياز ، وهذه العناوين يرجح لها ان تبقى طاغية أيضا على جدول الروزنامة السياسية للأسبوع الطالع ، وذلك في ظل تصاعد وتيرة وحدة التحضير للاستحقاق الانتخابي المقبل ، وفي ضوء ملف التشكيلات القضائية والجدل القائم حول تسييسه بعدما صدر بطريقة مفاجئة متضمنا عددا من المفاجآت أبرزها «مكافأة» القاضي صقر صقر لعدم إطلاقه الضبّاط الأربعة ، يأتي ذلك في ظل الوقت الفاصل عن انتهاء اللجنة الوزارية الثلاثية من عملها بدراسة مذكرة التفاهم حول المحكمة الدولية ورفع تقريرها واقتراحاتها إلى جلسة مجلس الوزراء المقبلة .
وفي هذا السياق فقد أدخلت التشكيلات القضائية مادة جديدة على ساحة التجاذبات السياسية وفيما أشادت القوات اللبنانية بهذه التشكيلات ، انتقدها التيار الوطني الحر ووصفها بالمشبوهة وبأنها نوع من الاستفزاز ، هذا الموقف تلاقى مع مواقف كل من حزب الله وحركة امل ، ففيما أكد حزب الله ان هذه التشكيلات صدرت مسيسة وفي توقيت ملتبس مشيرا ان لهذين الأمرين أضرار كثيرة على مصالح الناس ومبدأ العدالة الذي يحكم عمل القضاء ، أكد النائب علي بزي من جهته ان حركة امل لم تطلع على التشكيلات القضائية ولم تتدخل فيها أصلا، ولفت إلى انه على ما يبدو ليست كل الأمور تحصل في إطار التوافق بغض النظر عن رأينا في هذه التشكيلات والتي لدينا ملاحظات على بعض تفاصيلها.
ومن جهة ثانية تتوجه الأنظار هذا الأسبوع إلى اللجنة الوزارية الثلاثية والتي كلفت بدراسة مذكرة التفاهم حول المحكمة الدولية ومدى قدرتها على اجتراح معجزة التوفيق بين الطرفين ، وذلك بعدما سحبت مذكرة التفاهم من جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة  خشية من ان تعصف بحكومة الوحدة . فيما يبقى السؤال المطروح هل ان قرار تأليف اللجنة الثلاثية، كان مجرد تأجيل للانفجار ام  نزع لصاعقه؟.
وفي سياق مختلف  وفي اطار استغلال عطلة نهاية الاسبوع لحشد الهمم والطاقات ، تواصلت عملية اطلاق الماكينات الانتخابية تحضيرا للاستحقاق الانتخابي المقبل لدى كل من المعارضة والموالاة ، والتي كان أخرها اطلاق الماكينة الانتخابية لحزب الله في دائرتي النبطية – الزهراني حيث كشف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد خلالها ان لوائح المعارضة أصبحت ناجزة وستعلن في وقت قريب معلنا ان المعركة الانتخابية "ليست معركة حيازة مقاعد فحسب انما هي معركة قطع الطريق على فرض الهيمنة والوصاية الأجنبية التي تحيك مؤامرتها ضد لبنان .
وفي السياق ذاته أطلق حزب الله وحركة امل ماكنتهما الانتخابية المشتركة في البقاع الغربي وراشيا وذلك خلال احتفال في حسينية بلدة سحمر ، في وقت كان فيه التيار الوطني الحر يطلق ماكينته الانتخابية في دائرة البقاع الغربي وراشيا باحتفال اقيم في خربة قنافار بحضور ممثلين عن حزب الله وحركة امل ، حيث اكد المنسق العام للتيار الوطني الحر بيار رفول الذي مثل العماد عون في الاحتفال ان الانتخابات هي بين نهج يريد الشراكة ودولة القانون والمؤسسات ووحدة لبنان والتفاهم ونهج يريد الاستئثار والهيمنة والسيطرة ولا يريد المشاركة اذا فازت المعارضة .
وفي موازاة ذلك، يفترض ان تفتح عودة الرئيس بري الى بيروت، الباب مجددا لتناول موضوع التنصت، بعدما انجز رئيس اللجنة النيابية للإعلام والاتصالات النائب حسن فضل الله تقريره في هذا الشأن، والذي سيسلمه الى الرئيس بري فور عودته.
وعلم ان التقرير المذكور، يقع في سبع صفحات، ويتضمن عرضا مفصلا لما أحاط موضوع التنصت، والموجبات التي استدعت التصدي الى هذا الموضوع الخطير، كما يتضمن خلاصات النقاشــات النيابية في الجلسات الثــلاث التي عقدتها اللجنة، بالاستناد الى المحاضر التفصيلية لمواقف كل الأطراف من نواب ووزراء ومعنيين وقضاة ورؤساء أجهزة أمنية. ويخلص التقرير الى تبــني مطالبة أكثرية النواب بتشــكيل لجنة تحقيق برلمانية بصلاحيات قضائية.
والى ذلك فان الحركة الأميركية باتجاه المنطقة تواصلت أمس فبعد محادثاته البناءة جدا في دمشق استكمل الوفد الاميركي برئاسة مساعد وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية بالوكالة جيفري فيلتمان جولته على عدد من المرجعيات الدينية والقيادات السياسية في قوى الرابع عشر من اذار  ، و زار الوفد الاميركي نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان الذي دعا  الإدارة الأميركيّة الجديدة لأن تكون على مسافة واحدة من جميع الأطراف، وإلى مدّ جسور الحوار مع الجميع مشيدا بالانفتاح الامريكي الجديد على سوريا .
كما زار الوفد الاميركي مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الذي  اكد   حرصه  على إقامة علاقات طيبة مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا ودول العالم". كما التقى في بكركي البطريرك الماروني نصر الله صفير ومطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة. وبعد اللقاء جدد فيلتمان تأكيده "استمرار الادارة الأميركية الجديدة بدعم استقلال لبنان ووحدته". وقال إن الأوروبيين والأميركيين "سيراقبون العملية الانتخابية وحسن سيرها. ولكن بعد موافقة اللبنانيين على قدومهم . وعن الحوار الأميركي مع السوريين. لفت فيلتمان إلى أنه قد بدأ فعلا يوم أمس في دمشق "وذلك وفقا لسياسة الحوار لادارة أوباما الحالية".
كما زار فيلتمان  رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية  سمير جعجع في معراب ، فيلتمان وردا على سؤال عن الانفتاح البريطاني على حزب الله قال  هذا القرار يعود الى الخارجية البريطانية وتعلمون ما هو موقفنا تجاه حزب الله وسياستنا نحوه لم تتغير ونحن لا نفرق بين جناح عسكري وجناح سياسي وعن مضمون المباحثات التي أجراها مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم رأى فيلتمان ان لا تعارض بين دعم لبنان وإيجاد حلول دبلوماسية مع السوريين ، معتبرا أن مبدأ المجتمع الدولي يرتكز على أن يكون لبنان وطنا للبنانيين .
مساعد وزيرة الخارجية الأميركية بالوكالة جيفري فيلتمان أجرى محادثات أيضا مع وزير الدفاع الياس المر وقال فيلتمان ان الجديد في رسالتنا الى وزير الدفاع مشابه لرسائلنا كافة إلى باقي المسؤولين اللبنانيين وتتمثل في استمرار الدعم القوي في ظل إدارة أوباما خاصة في ما يتعلق بالتزام الولايات المتحدة تجاه القوات المسلحة اللبنانية. والتزام أميركا بالشراكة مع ضباط وجنود الجيش اللبناني وذلك بتزويدهم بمجموعة متنوعة من المساعدات".
فيلتمان اختتم جولته بزيارة النائب بطرس حرب في بالحازمية وفيما غادر فيلتمان. دون الإدلاء بتصريح. اعتبر النائب حرب  أن طريقة تصرف الوفد الأميركي هي لطمأنة اللبنانيين بأن أي علاقة أميركية - سورية ليست على حساب لبنان.