ارشيف من :آراء وتحليلات

تموز أعيادنا الآتية..

تموز أعيادنا الآتية..
كتب مصطفى خازم

غداّ ستعود بنا الذاكرة الى الوراء.. الى صبيحة يوم 12 تموز/ يوليو 2006، وعند التاسعة والنصف سنتذكر الدقائق القليلة التي اتاحت للأمة ان تكون اليوم في كبير أعراسها..
دقائق وكان أسرى العدو قد أصبحوا في "مكان بعيد.. بعيد وآمن".. كما أخبر "السيد حسن".. عصر ذلك اليوم.
وعد .. فصدق.. وانتصر لبنان.
وفي الايام المقبلة.. سيزف الشهداء في أعراس العودة وأجراسها التي ستقرع في كل قرية ومدينة صمدت وقاومت وكانت شريكة النصر..
من لبنان إلى فلسطين ..
أما حديث المفاجآت فهو يتابع فصوله..
المفاجآت التي أذهلت كل العقول العسكرية.. وجعلت الالسن تنطق بما في القلوب..
غداً سيبدأ فصل جديد.. من فصول المفاجآت..
وعد "السيد".. وفتح من وعده "وعودا"..
وعد النصر .. وعد الحرية.. وعد الإعمار، وهو يحتاج الى مجلدات لتستوعب ما يجري فيه..
إنه عيد الاعياد لكل من قدم نقطة دم، أو عرق .. لكل من نطق بدعاء وصلى من اجل الوطن ومقاومته..
تموز النصر سيجدد غداً أفراح الأمة..
من شرقها الى غربها..
من المحيط إلى الخليج..
من ذلك العربي الذي خرج في شوارع تونس يوزع الحلوى بنجاح العملية.. إلى ذلك الادميرال الهندي الذي رقص فرحاً يوم ضربت ساعر، إلى البريطانيين الذين تظاهروا دعما للبنان ومقاومته، إلى الايرلنديين الذين هاجموا مصنع القطع الصغيرة الموجهة للصواريخ الغبية التي سقطت على رؤوس اطفالنا.. وسجنوا، إلى كل حر ساهم ولو بكلمة او معلومة.. ولا سيما من كان فرحاً بمنظر الصهاينة الهاربين في مطار بروكسل فمن تمكن من ضبط نفسه، وبدأ يبث أخبار وصور الخوف الذي يعتريهم وهم يديرون وجوههم إلى الحائط في زاوية المطار..
إنه عرس الاعراس..
تموز النصر والانتصار..
عرس سمير ورفاقه وعرس دلال كل الشهداء..
إنه عرس عمادنا الذي ما غادر ولن يغادر..
قائد الانتصارين.. بحق..
مرعب الاعداء بحق..
نبضنا الذي لا يتوقف..
انه عرس الاعراس..
ويوم مذلة العدو.. وهنا علينا انتظار بقية المفاجآت..
التي سيكون وقعها كالزلازل..
يومها ستسكن كل القلوب.. وتطمئن.. بـ"نصر الله".. بشارة أيام العز القادمة..
أما المراهنون على غير الله وقوة ايمانهم.. فلهم ما قاله المفكر الاسلامي الكبير فهمي هويدي قبل ايام: "أكلوا الهواء.. ونالهم الاستحقار..".
وإلى موعد جديد.. مع أعراس فلسطين..
فللأعراس تتمة..
الانتقاد/ العدد 1280 ـ 11 تموز/ يوليو 2008
2008-07-10