ارشيف من :أخبار لبنانية

عجقة وفود ورسائل اوروبية واميركية على خطوط دمشق الدولية والمصالحة العربية تطفو على سطح الازمات الاقليمية المتراكمة

عجقة وفود ورسائل اوروبية واميركية على خطوط دمشق الدولية والمصالحة العربية تطفو على سطح الازمات الاقليمية المتراكمة

كتب علي عوباني

فجأة وبسحر ساحر اكتشفت دول العالم قاطبة من ادناها الى اقصاها الدور المحوري لسوريا في قضايا المنطقة ، فازدحمت عجقة الوفود الاوروبية والاميركية والعربية على خطوط دمشق الاقليمية والدولية ، وخفت حدة الخطاب تجاهها ، وتهافتت من كل حدب وصوب الرسائل الخطية والشفوية والدعوات الموجهة للرئيس الاسد لزيارة العواصم الاوروبية والعربية وبدأ الحديث الاميركي عن عودة السفير الاميركي الى دمشق .
فجأة تكسّر طوق العزلة الذي فرضته الادارة الاميركية السابقة على دمشق وما رافقه من تجييش على اعتاب مواقفها الثابتة في الممانعة والتي لم تتزحزح قيد انملة فصمدت امام هول ما جيء به في وجهها الى ان بدأت تترنح اليوم على عرش انتصارات ديبلوماسية لم تشهد مثيلا لها منذ زمن ، وهي التي رأت بأم العين كيف كانت نهاية من حاربها طيلة سنوات عهده ، وكيف انقلب السحر على الساحر ، فاستفاق سفير اميركي سابق في ادارة اميركية سابقة من كابوسه الديبلوماسي الطويل ، ليكتشف بعد طول السنين انه لا تعارض بين الحوار مع سوريا ودعم لبنان .
وفجأة اكتشف الاوروبيون بارود حل ازمات المنطقة ، وتيقنوا ان سوريا بوابتها السياسية والديبلوماسية وانه لا يمكن تجاوزها والمرور من فوق مطالبها .
وفجأة عادت تركيا لتبحث عن دور لها في قضايا المنطقة ، علّ ذلك يشفع لها عند القارة الاوروبية ، ويمنحها عضوية الاتحاد الاوروبي ، فانطلقت بأكثر من تجاه وخط سواء فيما يخص ملف الفلسطيني ، او ملف التفاوض غير المباشر بين سوريا وكيان الاحتلال الصهيوني .  
فجأة ومن دون مقدمات طفت المصالحة العربية العربية على سطح الازمات السياسية والديبلوماسية المتراكمة منذ العام 2005 . وفجأة شحذت الهمم وكثرت القمم ، المصغرة والموسعة ، وانطلقت الحوارات المتنقلة في لبنان وفلسطين وخطوط دمشق الدوحة والرياض والقاهرة .
وفي سياق ما تقدم ، يقوم الرئيس السوري بشار الأسد غدا بزيارة إلى المملكة العربية السعودية يلتقي خلالها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز . وكانت وكالة الانباء السعودية قد اعلنت في بيانين بثتهما اليوم أن الرئيسين السوري بشار الاسد والمصري حسني مبارك سيزوران الرياض غداً الاربعاء لبحث القضايا الاقليمية والدولية مع الملك عبد الله بن عبد العزيز.
وكانت مصادر سورية مطلعة افادت قناة المنار في وقت سابق أن قمة سورية سعودية ستجمع غداً الأربعاء الرئيس السوري بشار الأسد والملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في الرياض.
من جهته نقل وفد أردني اليوم ضم رئيس الديوان الملكي الاردني ناصر اللوزي ووزير الخارجية ناصر جودة رسالة شفوية من الملك الأردني عبد الله الثاني الى الرئيس السوري بشار الأسد . وأشار الديوان الملكي الأردني الى ان الرسالة تتعلق بالتطورات في المنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية. كما نقل اللوزي للرئيس الأسد تحيات الملك عبد الله وتقديره ودعوته لزيارة الاردن حيث وعد الرئيس الاسد بتلبيتها في اقرب فرصة ممكنة . وتناول اللقاء ايضا الاوضاع على الساحة العربية في ظل الاجواء الايجابية السائدة مع اقتراب موعد انعقاد القمة العربية المقبلة في الدوحة والاوضاع على الساحة الفلسطينية وسبل تعزيز المصالحة الفلسطينية . وفي هذا الصدد اكد الرئيس الأسد ضرورة الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني والوقوف على مسافة واحدة من جميع الفلسطينيين وحثهم على توطيد المصالحة لتعزيز موقفهم على الساحة الدولية. كما شدد الرئيس الاسد على اهمية الارتقاء بالعلاقات العربية العربية والاتفاق على التفاصيل والمصطلحات والاعداد الجيد لقمة الدوحة لتوحيد الموقف العربي الذي يحمي مصالح العرب وحقوقهم .
وفي سياق متصل بحث الرئيس الأسد اليوم مع وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان الأجواء العربية خاصة الأوضاع الفلسطينية واعرب عن تفاؤله بأجواء المصالحة وأمله بنجاح القمة العربية . وجرى خلال اللقاء عرض لآخر التطورات والأجواء العربية وأهمية التشاور والتنسيق بين الدول العربية بشأن مختلف المواضيع وخاصة الموضوع الفلسطيني للوصول إلى مصالحة فلسطينية فلسطينية يسودها الوفاق والوئام بين جميع الاطراف ،وأعرب الرئيس الأسد عن تفاؤله بأجواء المصالحة العربية وعن أمله بنجاح القمة العربية .
هذا وتسلم الملك الاردني عبد الله الثاني من جهته مساء امس الاثنين دعوتين من أمير قطر حمد بن خليفة آل ثاني للمشاركة في القمة العربية المقبلة في الدوحة في 30 آذارالجاري، وكذلك في القمة الثانية بين الدول العربية ودول اميركا اللاتينية. واكد الملك عبد الله خلال تسلّمه الدعوة من وزير الدولة القطري عبدالله بن خليفة العطية "اهمية العمل على نجاح القمة العربية".
على صعيد آخر ، وصل الرئيس التركي عبد الله غول إلى طهران لحضور القمة العاشرة لمنظمة التعاون الاقتصادي (إيكو) . وكانت تقارير صحافية ذكرت بهذا الصدد بأن غول سوف يسلم رسالة من الرئيس الأميركي بارك أوباما لنظيره الإيراني محمود احمدي نجاد. وسوف تعقد قمة منظمة التعاون الاقتصادي غدا الأربعاء ولكن من المقرر أن يجتمع غول واحمدي نجاد في وقت لاحق من اليوم في المكتب الرئاسي. وصرح غول قبل مغادرته متوجها إلى طهران بأنه على إيران مراجعة موقفها السياسي وأضاف أن تولي أوباما السلطة في البيت الأبيض كان أمرا هاما للغاية وأنه نتيجة لذلك "يجب علي جميع الدول مراجعة سياساتها". وحذر غول من أنه "بدون الاستقرار والأمن سيصبح النمو الاقتصادي مستحيلا".


2009-03-10