كتب علي عوباني

في مشهد وصفه البعض بالتاريخي ، والآخر بالمصيري والمفصلي ، تقبل البلاد في السابع من حزيران المقبل على استحقاق انتخابي نيابي وسط اصطفاف سياسي متواصل منذ الانتخابات النيابية للعام 2005 .
هذه الانتخابات التي ستتم في ظل آليات واجراءات مختلفة عن سابقاتها سواء من حيث المدة الوجيزة التي ستجري فيها وهي يوم واحد ، او من حيث اجرائها على اساس قانون انتخابي جديد اقر على اساس القضاء ، من المرجح ان تشهد منافسة حادة بدأت تلوح ملامحها في الافق في وقت تسعى فيه المعارضة الى الحصول على الاكثرية البرلمانية فيما تجهد الموالاة بوسائل مختلفة وعبر استخدام المال السياسي والاعلام والشائعات وشحن اساطيل الطائرات بالمغتربين للحفاظ على اكثريتها البرلمانية السابقة . 
وفي هذا الاطار ، وكلما اقترب موعد الانتخابات النيابة المقبلة اكثر فأكثر ، كلما تواصلت التحضيرات من قبل الاطراف المتنافسة المعارضة والموالاة  لهذا الاستحقاق حيث يجري في هذا السياق حسم اسماء المرشحين على اللوائح وفقا للقوة التجييرية لكل مرشح وعلى اساس استبعاد الاحصنة الخاسرة وحسن استخدام كل طرف لاوراقه الرابحة ، وفيما تحاول المعارضة تمثيل اوسع شريحة ممكنة معلنة عن بدء وضعها اللمسات الاخيرة على لوائحها الانتخابية والتي ستخوض المعركة الانتخابية على كامل الاراضي اللبنانية ، تصادف قوى الموالاة صعوبات كبيرة في قدرتها على تشكيل لوائحها نظرا لشد الحبال الجاري بين اطرافها الاساسيين ومحاولة كل طرف احتكار دوائر معينة لصالحه او استعادة امجاده في دوائر على حساب حلفائه الخصوم ، مما يفضي الى سحب بساط المقاعد النيابية من تحت المرشحين من الشخصيات من خارج احزاب الموالاة او ما كان يسمى سابقا ب" قرنة شهوان " .
وفي السياق وبعد ان تحدث فريق 14 اذار عن استعداداته للاعلان عن لوائحه في ذكرى اغتيال الشهيد الرئيس رفيق الحريري ، عاد هذا الفريق وتراجع عن الامر محددا موعد 14 اذار للاعلان عن هذه اللوائح .
ومع اقتراب موعد الرابع عشر من اذار وفي ضوء عجقة المرشحين لدى هذا الفريق وندرة المقاعد النيابية للدوائر وصعوبة التوفيق بينها ، او اخذها جميعا على لوائح المولاة بدا جليا ان هذه القوى لم ولن تتوصل في وقت وشيك الى اتفاق حول خريطة توزيع المقاعد النيابية بين الدوائر المختلفة خاصة في ضوء انزعاج رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع ورئيس "الكتائب" امين الجميل من رئيس " التقدمي الاشتراكي " النائب وليد جنبلاط ، الذي يتشبت بتسمية المرشحين المسيحيين ضمن الدوائر التي يشكل الثقل الدرزي فيها رافعة للوائح 14 اذار ، ومع تزكيته ضمنيا المرشح دوري شمعون في الشوف ، ما ادى الى ان جرى اخراج القوات اللبنانية من جبل لبنان وبيروت بشكل شبه كامل فيما اقتصر الامر على اعطائها مرشح واحد للمقعد الماروني في المتن الشمالي مقابل ثلاثة مرشحين للكتائب اللبنانية عن المقاعد المارونية المتبقية ، فيما استبعد ميشال معوض عن لائحته في دائرة زغرتا النائب الحالي الحليف سمير فرنجية .       
وفي سياق متصل ، ساد الظن للوهلة الاولى اليوم ان رئيس لجنة المتابعة في قوى الرابع عشر من آذار النائب فارس سعيد سيعلن ان الاحتفال الذي ستقيمه هذه القوى في الايام القليلة المقبلة بمناسبة الرابع عشر من آذار سيشهد إعلاناً للوائحها الانتخابية، ولكن يبدو ان الارباكات التي تعصف بهذا الفريق ستؤجل الامر الى موعد غير محدد.
سعيد الي لم يحالفه الحظ النيابي في انتخابات العام 2005 ، اعلن ان لكل عضو في فريق الرابع عشر من آذار الحرية باعلان برنامجه الانتخابي الخاص الى جانب ما اسماه البرنامج المشترك لهذا الفريق متهما من جهة اخرى فريق المعارضة باعتماد مشروع عزل الاخرين .
وعقد النائب سعيد مؤتمر الصحافي للاعلان ان برنامج احتفال 14 آذار المقبل في البيال سيتخلله فيلم توثيقي واطلاق الحملة الانتخابية.