ارشيف من :أخبار لبنانية

خاص الانتقاد.نت: إطلاق سراح الضباط الأربعة من لاهاي بعيد الإنتخابات النيابية اللبنانية لعدم وجود أدلة

خاص الانتقاد.نت: إطلاق سراح الضباط الأربعة من لاهاي بعيد الإنتخابات النيابية اللبنانية لعدم وجود أدلة
باريس ـ نضال حمادة
قالت مصادر فرنسية مطلعة في باريس في حديث لـ "الإنتقاد"، أن إجراءات نقل الضباط اللبنانيين الأربعة من بيروت إلى لاهاي في هولندا حيث مقر المحكمة الدولية من أجل لبنان، تسير وفق جدول مقرر .
وأضافت المصادر أن طائرة تابع لسلاح الجو في دولة أوروبية تعنى بالشأن اللبناني سوف تقوم بنقل الضباط الأربعة إلى لاهاي في هولندا. وأوضحت المصادر أن هذه الطائرة نقلت إلى لاهاي في وقت سابق جميع الملفات والمستندات المتعلق بالتحقيق في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتي نتجت عن عمل كل من ( ديتليف ميليس، وسيرج برامرز، ودانيل بلمار) .
أما في ما خص الضباط الأربعة فقد رجحت المصادر الفرنسية أن يتم إطلاق سراحهم نظرا لعدم وجود أدلة ضدهم وانتفاء سبب لاستمرار احتجازهم، غير أن هذا الإخلاء لن يتم إلا "بعد مرور قطوع الانتخابات النيابية على خير" حسب قول المصادر نفسها، التي عللت عدم لجوء بلمار إلى إطلاق سراحهم في بيروت، بأن الرجل أصبح ملما تماما بحساسية الوضع اللبناني، وأنه حذر جدا من أن يقوم هو مباشرة بعمل قد يفجر الوضع الأمني، ما سوف يسبب انهيارا كاملا لعمل المحكمة وعملية التحقيق برمتها، وبالتالي انهياراً كاملا في سمعته على غرار ما حصل مع سلفه الألماني المثير للجدل ديتليف ميليس.
في هذا الصدد تعتبر المصادر أن محمد زهير الصديق يبقى اللغز الكبير في هذه القضية، حيث رجحت أن يظهر الرجل في مرحلة ما من عمل المحكمة، على أن يتم ظهوره بطريقة لا تحرج الأفرقاء الذين عملوا من خلاله على الضغط في اتجاه سوريا.
وأقرت المصادر أن فرنسا ساركوزي ليست مستعدة لتحمل تبعات تصرفات شيراك خصوصا في هذه القضية.
وأوضحت تلك المصادر أن السلطات الفرنسية أيام الرئيس السابق جاك شيراك استلمت الصديق من جهة شرق أوسطية، واختارت له في بادئ الأمر مكاناً للإقامة فندقا بسيطا في ضاحية من ضواحي باريس المتوسطة، وقد تم حجز الفندق بكامله للصديق والجهاز الموكل حفظ أمنه، حيث كان جميع العاملين في الفندق يخضعون لإجراءات تفتيش غير معتادة. وقد استمرت إقامة الصديق في هذا الفندق ثلاثة أشهر تم على إثرها نقله إلى ضاحية شاتو الراقية في غرب العاصمة الفرنسية باريس.
وتطرقت المصادر الفرنسية إلى العلاقات بين دمشق وباريس فوصفتها بالجيدة مشيرةً إلى أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حرص على طمأنة نظيره السوري الرئيس بشار الأسد، أن لا نية لدى الغرب بالتعرض للنظام السوري، أو لأمنه. وأن الدول الغربية حريصة على التعاون مع سوريا في ملفات عديدة في المنطقة أهمها العراق. وتوضح المصادر أن ساركوزي حرص على إحاطة الأسد علما بالتنسيق الفرنسي الأميركي حول هذا الموضوع. وأوضحت المصادر أن التعاون الأمني السوري الفرنسي ما زال يتم على أعلى المستويات،حيث الزيارات الدورية بين الطرفين لم تتوقف منذ مدة، وكانت آخر هذه الزيارات تلك التي قام بها رئيس جهاز المخابرات الفرنسي، إلى دمشق الأسبوع الماضي.
في السياق وحول العلاقات السورية الإيرانية، قالت المصادر أن سياسة ساركوزي تبقى التواصل مع سوريا وحثها على قطع علاقاتها مع إيران، غير أن أصحاب هذه الفكرة من الساسة الفرنسيين يقرون في جلساتهم الخاصة بصعوبة هذا الأمر، خصوصا أن التحالف مع الجمهورية الإسلامية ساهم في الحفاظ على مكانة سوريا الإقليمية كما ساهم في شد عصب النظام في دمشق في أكثر الأوقات ضيقا، عقب انسحاب الجيش السوري من لبنان في أيار عام 2005 تختم المصادر الفرنسية كلامها.
2009-03-12