ارشيف من :أخبار لبنانية
رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب أسامة سعد لـ"الانتقاد":

ما من مناسبة أهم من عودة الأسرى وجثامين الشهداء إلى ربوع أوطانهم، ليعيد فيها رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد تأكيد موقف والده الشهيد معروف سعد عندما طالب في منتصف الستينيات تحت قبة البرلمان بتسليح أبناء الجنوب لمواجهة العدوانية الصهيونية.
هي المناسبة التي على ابن عاصمة الجنوب إعادة التذكير من خلالها لمن خانتهم الذاكرة، بأن المقاومة هي الخيار الأول والأخير لتحرير الأرض والأسرى، وسلاحها هو القادر على الدفاع عن لبنان في مواجهة العدوان.
وفي حمأة التحضيرات التي تعيشها صيدا هذه الأيام لاستقبال الأسرى وجثامين الشهداء، يتوقف عند الوضع السياسي الداخلي وتشكيل الحكومة التي لا يعوّل سعد كثيرا عليها، حتى انه يسقط عنها مقولة حكومة الوحدة الوطنية وينعتها بحكومة مشاركة وطنية، نظرا للتباينات التي تنتظرها في الملفات الوطنية الكبيرة، ومن بينها سلاح المقاومة.. فضلا عن ملفات تعنى بالوضع الاقتصادي والاجتماعي، حيث لن تجد بحسب سعد "أي قدرة على معالجتها سوى التحضير فقط للانتخابات النيابية المقبلة".
."الانتقاد" حاورت رئيس التنظيم الشعبي الناصري أسامة سعد حول آخر التطورات:
قريباً جداً الأسرى المحررون وجثامين الشهداء سيعبرون صيدا، من موقعكم المقاوم كيف تنظرون إلى هذا الحدث؟
ـ كل الأوفياء والشرفاء مدعوّون لاستقبال الأسرى والشهداء، والتعبير عن فرحتهم بهذا الإنجاز العظيم الذي حققته المقاومة، وللتأكيد مرة أخرى صوابية نهج المقاومة وخطها في تحرير الأرض والأسرى وفي الدفاع عن لبنان في مواجهة العدوانية الصهيونية.
ماذا تقول بحق من يقول ان تحرير الأسرى سيفقد المقاومة ذريعة الاحتفاظ بسلاحها؟
ـ بالنسبة الينا الأمر واضح، سلاح المقاومة هو من اجل تحرير الأرض والأسرى، وأيضا الدفاع عن لبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي. والمقاومة ما زالت تقول انها مع بناء استراتيجية دفاعية عن لبنان، ونحن مع هذا الخيار ونؤمن به، وطالبنا به منذ سنوات طويلة. ودائماً أذكّر بما قاله الشهيد معروف سعد في البرلمان اللبناني منتصف الستينيات، عندما طالب بتسليح ابناء الجنوب لمواجهة العدوانية الصهيونية.
بالعودة إلى تشكيل الحكومة وبعد اتهام المعارضة بعرقلة تأليفها، اليوم ماذا تقرأ في التسويف الحاصل داخل فريق الموالاة وكثرة المتلهفين على الحقائب الوزارية؟
ـ أعتقد أنه ليس هناك حماسة لدى فريق الموالاة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، بدليل أنهم عطلوا هذه العملية السياسية منذ بداية الأزمة حتى مؤتمر الدوحة عندما اضطروا مرغمين للقبول بهذا الاتفاق وبحكومة الوحدة الوطنية. الآن أعتقد ان هذه الخلافات الموجودة بينهم حول توزيع الحصص ستنتهي الى حل ما، وأعتقد ان هذا الحل سيكون فيه رابح وخاسر، وكل طرف يحاول ان يقلل من خسائره في هذا الإطار.. ولكن في نهاية الامر الحكومة ستُشكل بصرف النظر عن رأينا في التركيبة. ولكن المعارضة أثبتت تماسكها ورؤيتها الواضحة والشفافة، بدليل أنه لم يكن هناك أي إشكال داخل صفوفها في ما يتعلق بتوزيع الحصص، ذلك ان المعارضة تحمل مشروعاً سياسياً، ومن يكون في الحكومة يمثل المعارضة في حماية هذا المشروع السياسي، وخصوصاً في الملفات الوطنية، أي المتعلقة بالصراع مع العدو، وترتيب العلاقات اللبنانية ـ السورية واللبنانية ـ الفلسطينية، وغيرها من القضايا التي لها طابع وطني رافض للهيمنة الأميركية على لبنان.
برأيك إلى أي حد يؤثر هذا التأخير في انطلاقة عهد الرئيس سليمان؟
ـ أولا نحن لا نعوّل كثيراً على هذه الحكومة بأنها ستكون قادرة على معالجة أزمات البلد المتعددة والمتشعبة، ولكن هي ستكون شكلا من أشكال السلطة التي تساهم في حماية السلم الأهلي، وفي تبريد الأمور ومنعها من السير باتجاه الانفجار. وفي النهاية لن نعوّل عليها كثيرا في معالجة الأزمة الاقتصادية الاجتماعية على سبيل المثال، او في تبريد الأجواء الطائفية والمذهبية التي افتعلها فريق السلطة. وباعتقادي فإن الأجواء التي سترافق الحكومة الحالية لن تكون صحية بسبب تقسيم الدوائر الانتخابية في القانون الجديد المتفق عليه في الدوحة.
.. هل يصح وصف الحكومة المرتقب تشكيلها بحكومة الوحدة الوطنية؟
ـ هي حكومة مشاركة وطنية أكثر مما هي حكومة وحدة وطنية، لأنه لا يزال هناك خلافات على ملفات وطنية كبيرة، ولا يزال هذا الفريق يعتبر ان سلاح المقاومة يشكل خطورة على لبنان، في حين نحن نؤكد العكس. وهناك فريق متورط في التبعية الكاملة للمشروع الأميركي المتهالك في المنطقة، إضافة إلى موقف عنصري من موضوع العلاقة اللبنانية ـ السورية، وهو موقف لا يراعي المصلحة الوطنية اللبنانية العليا.
البعض فضّل لو جرى ترميم الحكومة الحالية وتوسيعها بدل الانحدار إلى هذا المستوى من تناهش الحقائب؟
ـ الاتفاق في الدوحة حصل بين قوى سياسية أساسية على تشكيل حكومة جديدة، ولكن ذهاب فريق الموالاة الى إعادة تكليف السنيورة بتشكيل الحكومة، معنى ذلك انه لا يريد إيجاد حل حقيقي للأزمة اللبنانية، بل يحاول ان يمدد الأزمة.. وما حصل حتى الساعة هو تجاوز لما جرى الاتفاق عليه في الدوحة.
برأيك ما هي الوظيفة الحقيقية المطلوبة من حكومة الوحدة الوطنية؟
ـ باعتقادي ان ما هو مطلوب منها غير قادرة على تأمينه، خاصة في موضوع معالجة الأزمة الاقتصادية الاجتماعية التي يعاني معظم اللبنانيين منها، وذلك بحكم تركيبتها السياسية.. وأن ما هو مطلوب منها راهناً كما ذكرت معالجة ما جرى من أحداث مؤخرا، والتحضير للانتخابات النيابية بربيع 2009.
حوار: حسين عواد
الانتقاد/ العدد 1280 ـ 11 تموز/ يوليو 2008