ارشيف من :آراء وتحليلات
بقلم الرصاص: خط الاستواء الفلسطيني

كتب نصري الصايغ
ليست المرة الأولى التي ينقسم فيها العرب إلى معسكرين وأكثر، ولن تكون الأخيرة.
وليست المرة الأولى التي ينقسم فيها اللبنانيون إلى معسكرين، وأكثر، ولن تكون الأخيرة.
وليست المرة الأولى التي ينقسم فيها الفلسطينيون إلى تيارات متعددة، ولن تكون الأخيرة.
كان العرب، على مدى ما بعد استقلالهم، إما مع بريطانيا وإما مع فرنسا، وإما مع الولايات المتحدة الاميركية، وإما مع الاتحاد السوفياتي، وصولاً إلى انقسامهم ما بين "محور الخير" الظالم، و"محور الشر" الرحيم، وأحياناً كانوا يجدون قواسم مشتركة هشة من الصيغ والكلام، تدور حول ما يقسمهم ويفتتهم، وتلتقي حول كرنفال دبلوماسي خجول.. والشواهد كثيرة.
وكان اللبنانيون ينقسمون، ما بين داعم بريطاني، واحتلالي فرنسي، ثم بين عروبة ناصرية وحلف بغداد اميركي، وما بين فلسطين واسرائيل وصولاً إلى خلاف "حي يرزق"، ما بين إيران ومن معها، واسرائيل ومن معها، ونادراً ما توصل اللبنانيون إلى حل خلافاتهم بالحسنى، أو بتّها بالقوة، وجل ما توصلوا اليه، مجموعة من الاتفاقات المعلنة، الملأى بما هو مضمر من الكمائن المنتظرة لحظة الانفجار.
وكان الفلسطينيون ينقسمون كذلك، بين حل سلمي، وحل مقاوم، وقد تكبدوا بسبب هذا الانقسام، خسائر كبيرة، وبلغت الانقسامات راهناً، حالة نزاع مسلّح، على أرض واحدةٍ بقسمين، واقعين تحت الاحتلال، ولم تنجح الديموقراطية في إيجاد حل لخيار فلسطيني واحد، فانقلب السلاح على صناديق الاقتراع.
الانقسام، ليس اختصاصاً عربياً أو لبنانياً أو فلسطينياً، فكثيرة هي الدول التي تعيش نزاعات سياسية، وخلافات حول الخيارات، ولكن البعض منها، وجد الطريقة الفضلى لحسم هذه الخيارات، بطريقة سلمية، وجد هذا البعض أن الاحتكام إلى الديموقراطية بواسطة صناديق الاقتراع، والاستفتاءات والخضوع لهذه الأحكام واحترامها، خير وسيلة لفض النزاع.
لم يصل العرب بعد إلى هذا الكوكب الديموقراطي: الرؤساء يقررون، الملوك يملون، الأمراء يأمرون، ومن معهم من حاشية وبطانة وإعلام تابع، يروّج وكأن هذا الذي يعمم هو خيار الشعب والدولة والأمة.
ولم يصل اللبنانيون إلى صيغة مناسبة لحل نزاعاتهم وخياراتهم، ولما وجد الفلسطينيون الصيغة الديموقراطية انقض العالم الحر على الانجاز الديموقراطي، وبلغ الانقضاض إلى حال تأييد تدمير غزة وقتل أهلها وأطفالها.
لم نصل بعد إلى مستوى القوة التي تفرض الخيار الديموقراطي في الداخل، والى مستوى فرض هذا الخيار على العالم.. الديموقراطي لنفسه والدكتاتوري لنا.
متى نحصل على البوصلة؟
الرهان على المقاومة، التي أبحرت في اتجاه قطب الصواب القومي والوطني.. وسنصل إلى خط استواء الحرية، في الكرة الأرضية المؤلفة من فلسطين ومن معها، على مدى العالم.
الانتقاد/ العدد 1337 ـ 13 آذار/ مارس 2009
ليست المرة الأولى التي ينقسم فيها العرب إلى معسكرين وأكثر، ولن تكون الأخيرة.
وليست المرة الأولى التي ينقسم فيها اللبنانيون إلى معسكرين، وأكثر، ولن تكون الأخيرة.
وليست المرة الأولى التي ينقسم فيها الفلسطينيون إلى تيارات متعددة، ولن تكون الأخيرة.
كان العرب، على مدى ما بعد استقلالهم، إما مع بريطانيا وإما مع فرنسا، وإما مع الولايات المتحدة الاميركية، وإما مع الاتحاد السوفياتي، وصولاً إلى انقسامهم ما بين "محور الخير" الظالم، و"محور الشر" الرحيم، وأحياناً كانوا يجدون قواسم مشتركة هشة من الصيغ والكلام، تدور حول ما يقسمهم ويفتتهم، وتلتقي حول كرنفال دبلوماسي خجول.. والشواهد كثيرة.
وكان اللبنانيون ينقسمون، ما بين داعم بريطاني، واحتلالي فرنسي، ثم بين عروبة ناصرية وحلف بغداد اميركي، وما بين فلسطين واسرائيل وصولاً إلى خلاف "حي يرزق"، ما بين إيران ومن معها، واسرائيل ومن معها، ونادراً ما توصل اللبنانيون إلى حل خلافاتهم بالحسنى، أو بتّها بالقوة، وجل ما توصلوا اليه، مجموعة من الاتفاقات المعلنة، الملأى بما هو مضمر من الكمائن المنتظرة لحظة الانفجار.
وكان الفلسطينيون ينقسمون كذلك، بين حل سلمي، وحل مقاوم، وقد تكبدوا بسبب هذا الانقسام، خسائر كبيرة، وبلغت الانقسامات راهناً، حالة نزاع مسلّح، على أرض واحدةٍ بقسمين، واقعين تحت الاحتلال، ولم تنجح الديموقراطية في إيجاد حل لخيار فلسطيني واحد، فانقلب السلاح على صناديق الاقتراع.
الانقسام، ليس اختصاصاً عربياً أو لبنانياً أو فلسطينياً، فكثيرة هي الدول التي تعيش نزاعات سياسية، وخلافات حول الخيارات، ولكن البعض منها، وجد الطريقة الفضلى لحسم هذه الخيارات، بطريقة سلمية، وجد هذا البعض أن الاحتكام إلى الديموقراطية بواسطة صناديق الاقتراع، والاستفتاءات والخضوع لهذه الأحكام واحترامها، خير وسيلة لفض النزاع.
لم يصل العرب بعد إلى هذا الكوكب الديموقراطي: الرؤساء يقررون، الملوك يملون، الأمراء يأمرون، ومن معهم من حاشية وبطانة وإعلام تابع، يروّج وكأن هذا الذي يعمم هو خيار الشعب والدولة والأمة.
ولم يصل اللبنانيون إلى صيغة مناسبة لحل نزاعاتهم وخياراتهم، ولما وجد الفلسطينيون الصيغة الديموقراطية انقض العالم الحر على الانجاز الديموقراطي، وبلغ الانقضاض إلى حال تأييد تدمير غزة وقتل أهلها وأطفالها.
لم نصل بعد إلى مستوى القوة التي تفرض الخيار الديموقراطي في الداخل، والى مستوى فرض هذا الخيار على العالم.. الديموقراطي لنفسه والدكتاتوري لنا.
متى نحصل على البوصلة؟
الرهان على المقاومة، التي أبحرت في اتجاه قطب الصواب القومي والوطني.. وسنصل إلى خط استواء الحرية، في الكرة الأرضية المؤلفة من فلسطين ومن معها، على مدى العالم.
الانتقاد/ العدد 1337 ـ 13 آذار/ مارس 2009