ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: سيادة عربية

كتب محمد يونس
الحرية والسيادة والاستقلال مصطلحات استخدمت كثيرا في السنوات القليلة الماضية إبان حكم الرئيس الأميركي جورج بوش خاصة في منطقتنا العربية حيث برز ما سمي بفريق "السياديون الجدد".
وبالطبع فإن أكثر من استعمل هذه المصطلحات هم أولئك الذين شدوا أزرهم بواشنطن أو كانوا متوهمين بذلك فأصبحنا لا يضيء علينا صباح ولا يظلم ليل إلا ونسمع منهم محاضرات وتنظيرات حول الحرية والسيادة والاستقلال وكيفية الحفاظ عليها والتمسك بها، حتى ظننا أن هذه المصطلحات لم تخترع إلا لأجلهم هم الذين حاربوا أشقاء لهم في الدين والعرق من أجلها، وتماهوا حتى الذوبان مع عدو الأمة والعالم عندما كان يقتل النساء والأطفال والشيوخ في لبنان وفلسطين.
ولكن وبعد ثلاث سنوات ذاب الثلج وبان ما تحته، بوش عاد إلى مزرعته، وخلفه أوباما بتركة ثقيلة كلها أزمات وإخفاقات عسكرية وسياسية ومالية. جاء أوباما فوجد أن من مصلحة بلاده إعادة التحاور مع "محور الشر" والممانعة بدءا من سوريا إلى إيران وربما حزب الله وحماس اللذين أوكل مهمة التحاور معهما إلى الأوروبيين، ومع هذا التغيير الجذري في النهج الأميركي وجد السياديون الجدد من العرب أنفسهم يسبحون عكس التيار بعدما قفز السيد الأميركي فوقهم مباشرة من دون أخذهم في الاعتبار.
لكنهم وبرغم الموقف المحرج لم يجدوا حرجا في تدوير وجهاتهم مئة وثمانين درجة بين ليلة وضحاها، وبدأوا بالهرولة زحفا على بطونهم للحاق بأسياد البيت الأبيض لعلهم يلتقون بهم على أبواب دمشق.
هكذا وبكل بساطة نسوا كل شعاراتهم السيادية والاستقلالية التي طالما حاربوا بواسطتها الأنظمة الشمولية على حد تعبيرهم، وتذكروا وحدة الدم واللغة والمصير، وما كان محرما بالأمس وأريقت الدماء من أجل منعه بات حلالا اليوم، والأيادي تتشابك من أجل تمتين أواصره.
هو سؤال واحد فقط: أين هي سيادتكم يا سادة؟؟
الانتقاد/ العدد1337 ـ 13 آذار/ مارس 2009
الحرية والسيادة والاستقلال مصطلحات استخدمت كثيرا في السنوات القليلة الماضية إبان حكم الرئيس الأميركي جورج بوش خاصة في منطقتنا العربية حيث برز ما سمي بفريق "السياديون الجدد".
وبالطبع فإن أكثر من استعمل هذه المصطلحات هم أولئك الذين شدوا أزرهم بواشنطن أو كانوا متوهمين بذلك فأصبحنا لا يضيء علينا صباح ولا يظلم ليل إلا ونسمع منهم محاضرات وتنظيرات حول الحرية والسيادة والاستقلال وكيفية الحفاظ عليها والتمسك بها، حتى ظننا أن هذه المصطلحات لم تخترع إلا لأجلهم هم الذين حاربوا أشقاء لهم في الدين والعرق من أجلها، وتماهوا حتى الذوبان مع عدو الأمة والعالم عندما كان يقتل النساء والأطفال والشيوخ في لبنان وفلسطين.
ولكن وبعد ثلاث سنوات ذاب الثلج وبان ما تحته، بوش عاد إلى مزرعته، وخلفه أوباما بتركة ثقيلة كلها أزمات وإخفاقات عسكرية وسياسية ومالية. جاء أوباما فوجد أن من مصلحة بلاده إعادة التحاور مع "محور الشر" والممانعة بدءا من سوريا إلى إيران وربما حزب الله وحماس اللذين أوكل مهمة التحاور معهما إلى الأوروبيين، ومع هذا التغيير الجذري في النهج الأميركي وجد السياديون الجدد من العرب أنفسهم يسبحون عكس التيار بعدما قفز السيد الأميركي فوقهم مباشرة من دون أخذهم في الاعتبار.
لكنهم وبرغم الموقف المحرج لم يجدوا حرجا في تدوير وجهاتهم مئة وثمانين درجة بين ليلة وضحاها، وبدأوا بالهرولة زحفا على بطونهم للحاق بأسياد البيت الأبيض لعلهم يلتقون بهم على أبواب دمشق.
هكذا وبكل بساطة نسوا كل شعاراتهم السيادية والاستقلالية التي طالما حاربوا بواسطتها الأنظمة الشمولية على حد تعبيرهم، وتذكروا وحدة الدم واللغة والمصير، وما كان محرما بالأمس وأريقت الدماء من أجل منعه بات حلالا اليوم، والأيادي تتشابك من أجل تمتين أواصره.
هو سؤال واحد فقط: أين هي سيادتكم يا سادة؟؟
الانتقاد/ العدد1337 ـ 13 آذار/ مارس 2009