ارشيف من :أخبار عالمية

فلسطين المحتلة: أعوام على "اوسلوا" وأخرى على إعلان الإنسحاب من بعض المستوطنات والاحتلال مكانه ويقضم

فلسطين المحتلة: أعوام على "اوسلوا" وأخرى على إعلان الإنسحاب من بعض المستوطنات والاحتلال مكانه ويقضم
قبل 3 أعوام "اعلنت" قوات الاحتلال انسحابها من مستوطنة "حومش" المقامة عام 1978 على حدود محافظتي نابلس وجنين، على أراض بلدات وقرى برقة الواقعة إلى الجنوب من مدينة نابلس، وبلدة سيلة الظهر جنوب جنين، وبزاريا غرب نابلس، وبيت أمرين شرق نابلس.. ولكن!
منذ العام 1978 وحتى بعد إعلان الانسحاب لا تزال قوات الاحتلال والمستوطنين يمارسون إرهاب الدولة وقطعان الاستيطان على الفلسطينيين أصحاب الاراضي في تلك المنطقة.
فلسطين المحتلة: أعوام على "اوسلوا" وأخرى على إعلان الإنسحاب من بعض المستوطنات والاحتلال مكانه ويقضم فبعد العام الأولى من إعلان قوات الاحتلال انسحابها من المستوطنة، أعلنت في المقابل عن موقع المستوطنة المخلاة والأراضي المحيطة بها، منطقة عسكرية مغلقة، وحظرت على سكان البلدات والقرى المجاورة الدخول إليها، أو استغلال أراضيهم التي حرموا من الوصول إليها على مدار 27 عاما مضت، ومن جهة أخرى يواصل المستوطنون المتطرفون الدخول إلى موقعها، والتلذذ بتعذيب السكان الآمنين بتلك المنطقة، وحتى المارين بمحاذاة موقع المستوطنة.
يقول مسؤول ملف الاستيطان في محافظة نابلس غسان دغلس: "بعد أن خرج المستوطنون من موقع مستوطنة "حومش"، شعر المواطنون بالفرح، واعتبروا خروجهم انتصاراً على الاحتلال، وبداية عهد جديد يعوضهم عن حرمانهم من أراضيهم لسنوات طويلة، إلا أن الاحتلال لم يمهلهم طويلاً، فعاد وأغلق المنطقة، وحرمهم من الوصول إليها أو الاستفادة منها".
وأضاف: "لم تتوقف محاولات المستوطنين المتطرفين منذ الأشهر الأولى للانسحاب من موقع مستوطنة "حومش"، للعودة إلى موقع المستوطنة، بذريعة امتلاك إحدى عائلات المستوطنين التي كانت تسكنها قبل الانسحاب، مساحة من الأرض داخلها".
وقال: "ما يؤكد خداع إسرائيل بشأن إعلانها عن إخلاء موقع مستوطنة "حومش"، أنها لم تسلّم حتى اليوم موقع المستوطنة إلى السلطة الوطنية، وتبقيه تحت سيطرتها الأمنية الكاملة، وتواصل منع أصحاب الأراضي من دخولها أو استخدامها، وهو الشيء نفسه الذي يؤكد أن الهدف من هذه العملية ذر الرماد في العيون وتظليل الرأي العام الدولي".
وأكد أن هنالك ما يشير إلى نية إسرائيل المبيتة لإعادة الاستيلاء على المستوطنة المخلاة، من خلال سماحها للمستوطنين بالعودة إلى موقع المستوطنة، وتوفير الحماية لهم خلال قدومهم من المستوطنات الأخرى إلى موقع المستوطنة المخلاة، والتنكيل بأهالي البلدات والقرى المجاورة للموقع، دون أي سبب.
وحول انتهاكات وممارسات المستوطنين المتطرفين بحق أهالي القرى المحيطة بالمستوطنة، أوضح دغلس، أن السكان يتعرضون للمضايقات التي تصل إلى حد تعريض حياتهم للخطر بشكل شبه يومي، خاصة رعاة الأغنام الذين يتعرضون للملاحقة من قبل المستوطنين عند اقترابهم من الأراضي المجاورة لموقع المستوطنة، فغالباً ما يتعرضون للضرب المبرح، أو لإطلاق النار، أو لمصادرة أغنامهم وقتلها.
وأضاف: "لا يقف الأمر عند هذا الحد، بل تمتد اعتداءات المستوطنين الوحشية لتطال المركبات المارة على الشارع الرئيس الذي يربط مدينة جنين بمدينتي طولكرم ونابلس، حيث كثيرا ما تقوم مجموعات من المستوطنين برجم هذه المركبات بالحجارة، وتحطيم نوافذها، وتعريض ركابها للخطر، وكل ذلك بغطاء وحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي التي لا تحرك ساكناً لمنعهم من الاعتداء على المواطنين".
فلسطين المحتلة: أعوام على "اوسلوا" وأخرى على إعلان الإنسحاب من بعض المستوطنات والاحتلال مكانه ويقضم واستدرك قائلاً: "اعتداءات المستوطنين امتدت لتطال إلى جانب البشر، اقتلاع وحرق الأشجار والاشتال التي أعاد أصحاب الأراضي المجاورة لموقع المستوطنة زراعتها لأكثر من مرة منذ إخلاء المستوطنة عام 2005، إضافة إلى تدمير آبار مياه الجمع والطرق الزراعية التي استصلحها المواطنون بعد عملية الانسحاب".
وقال دغلس: "حتى المناسبات الدينية والأعياد التي يحتفل بها المستوطنون، تحولت إلى كابوس مرعب يلاحق المواطنين في البلدات والقرى القريبة من موقع مستوطنة "حومش"، فعند حلول أي من هذه المناسبات تقوم قوات الاحتلال باقتحام هذه القرى، وإغلاق الشوارع المؤدية إليها، بذريعة تامين الحماية للمستوطنين القادمين من مستوطنة "شافي شمرون" قرب نابلس، إلى موقع "حومش"، ناهيك عن استفزازات المستوطنين وعربدتهم".
ولفت دغلس إلى أن المواطنين في تلك التجمعات السكنية، وأصحاب الأراضي، تقدموا بالعديد من الشكاوى للجانب الإسرائيلي، لوقف اعتداءات المستوطنين وانتهاكاتهم المتكررة، والتي يرد عليها في معظم المرات، بمطالبة المواطنين بالتبليغ فور وقوع اعتداءات عليهم من قبل المستوطنين.
وأضاف: "عند وقوع مثل هذه الاعتداءات لا يجد المواطنون وقتاً لتبليغ أو الاتصال مع أي جهة كانت، لأنهم غالباً ما ينشغلون بالدفاع عن أنفسهم، أو الفرار من المستوطنين المتطرفين الذين لا يوفرون جهداً للنيل منهم وإلحاق الأذى بهم، وفي حال وجد المواطنون متسعاً من الوقت للتبليغ، فإن جيش الاحتلال يحضر إلى المكان، ولكن ليس لوقف الاعتداءات، بل لحماية المستوطنين وضمان عدم التعرض لهم..".
وكانت سلطات الاحتلال استولت على حوالي 1942 دونماً من أراضي البلدات والقرى المذكورة لإقامة المستوطنة، إضافة إلى إغلاقها نحو 4000 دونماً من الأراضي المحيطة بالموقع، التي لا تزال تحظر على المواطنين دخولها أو استغلالها لأي غرض، بذريعة محاذاتها لموقع المستوطنة.
وأعلنت إسرائيل انسحابها من "حومش" في شهر آب/ أغسطس من عام 2005، في إطار خطة الانفصال أحادي الجانب، التي اشتملت إخلاء 4 مستوطنات في محافظة جنين شمال الضفة الغربية من بينها مستوطنة "حومش" إلى جانب، مستوطنات (سانور، وكاديم، وغانيم).
2009-03-14