ارشيف من :أخبار لبنانية

قوى الرابع عشر من آذار بين مطرقة العماد عون وسندان النائب المر في دائرة المتن الشمالي

قوى الرابع عشر من آذار بين مطرقة العماد عون وسندان النائب المر في دائرة المتن الشمالي

كتب علي عوباني

بين مطرقة رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون الذي وصفه النائب وليد جنبلاط في انتخابات ال 2005 بالتسونامي ، وسندان النائب ميشال المر الملقب بالمهندس الانتخابي وقعت قوى الرابع عشر من آذار بين مد وجزر التحالف والمعركة الانتخابية الضارية ، ولا سيما في دائرة المتن الشمالي التي تكتسب أهمية كبرى كونها تضم ثمانية مقاعد انتخابية من مختلف الطوائف المسيحية ، ما دفع بأحد قادة أحزاب هذه الطائفة لان يعتبرها الدائرة المرجحة لطرف على آخر كونها بنظره ستعطي الأكثرية البرلمانية لمن يفوز بمقاعدها الثمانية .
في هذا الإطار فان قوى الموالاة اللاهثة للحفاظ على أكثريتها النيابية لم ولن تترك سبيلا إلا وسلكته او تسلكه لهذا الغرض ، وهي وان كادت أنفاسها تنقطع في ابتداع الحيل الانتخابية دأبت في محاولات سحب أوراق القوة من لائحة خصمها اللدود العماد عون ، حتى ولو اقتضى بها الأمر التحالف مع من كانت تصفه بالأمس القريب بأنه من بقايا النظام السوري ومن كانت تعيّر به العماد عون عندما تحالف معه في الانتخابات السابقة ، وهي لم تألوا جهدا في هذا المجال حتى ولو وصل بها الأمر إلى شق الصف المسيحي عموما والارمني خصوصا ، من خلال محاولاتها الأخيرة والتي أجهضت قبل ولادتها عبر محاولة لعب لعبة الدفاع عن حقوق الأرمن في اللقاء الذي جرى بين حزب الطاشناق والنائب الحريري مؤخرا بوساطة وتنسيق من النائب المر ، والتي هدفت قوى الموالاة من خلفها بدون أدنى شك الى سحب الطائفة الأرمنية بما تمثل من موقعها على لائحة العماد عون في دائرة المتن الشمالي إلى لائحتها مقابل وعود بإعطائهم من كيسهم أربع مقاعد لحزب الطاشناق وتمثيل باقي الأحزاب الارمنية بنائبين من أصل ستة مقاعد مخصصة للطائفة الارمنية في دوائر بيروت والجبل .
وفيما يبدو فان المعطيات التي تتكشف تباعا تشير الى ان رياح التحالفات الانتخابية في المتن الشمالي تجري بما لا تشتهي سفن الرابع عشر من آذار فأبو الياس المحنك في ادارة المعارك الانتخابية كما يقال عنه ، مصر على الاستحواذ على حصة الأسد في اللائحة التي يسعى لتشكيلها مع قوى 14 من اذار ، مشترطا حصر تحالفه مع حزب الكتائب وترك مقعد شاغر للآرمن ما يعني استبعاد القوات اللبنانية عن اللائحة ، وهو متمسك ايضا بتسمية اربع مرشحين من أصل ثمانية ، تاركا المقاعد الأربعة الأخرى للأحزاب والشخصيات المسيحية المتنية في قوى 14 آذار التي تبرع هذه الأيام في ممارسة لعبة شد حبال المقاعد المارونية في هذه الدائرة فيما بينها.
هذا الإصرار من قبل النائب المر وطريقة إدارته للمعركة الانتخابية في المتن الشمالي ، قابله بعض فريق الموالاة ولا سيما القوات اللبنانية بانزعاج وتحفظ كبيرين ما كشف عن ان عمق الخلافات بين هؤلاء الفرقاء اكبر من ان تسترها ورقة التين ، وهو ما عبر عنه بالأمس الوزير نسيب لحود حينما وجه انتقاداته الى النائب ميشال المر معلنا ان رؤيته للمعركة الانتخابية في المتن  مختلفة عن رؤية النائب المر ونازعا عن الاخير صفة الوكالة في صياغة التحالف والمعركة الانتخابية في المتن.
وعلى ما يبدو فان قوى المولاة ترى نفسها مرغمة على التحالف مع النائب المر على قاعدة ( الي رماني على المر هو الأمّر منه ) والرضوخ لشروطه التي تجعل منه ربما الرابح الأكبر في حال تخطت اللائحة عوائق تشكيلها الكثيرة والكبيرة اولا وفي حال كتب للائحة الفوز ثانيا ، لانها ستجعل منه حينها زعيم المتن الشمالي بالدرجة الأولى فيما يكون الخاسر الأكبر هو القوات اللبنانية والوزير نسيب لحود الذي أطلق صرخة بالأمس من انه لن يشارك في لائحة لا يكون له دور في تشكيلها ووجه انتقادا مبطنا الى حزب الكتائب معتبرا ان المتن ليس قالب حلوى كي يتقاسموه ...وعلى هذا الأساس فان المؤشرات توحي بأن لائحة قوى المولاة في المتن لن ترى النور ... اقله في وقت قريب ...

2009-03-16