ارشيف من :أخبار لبنانية

خاص الانتقاد.نت: طلب الإعدام للشقيقين علي ويوسف جراح لتجسّسهما لمصلحة" الموساد"

خاص الانتقاد.نت: طلب الإعدام للشقيقين علي ويوسف جراح لتجسّسهما لمصلحة" الموساد"
كتب علي الموسوي:
أصدر قاضي التحقيق العسكري الأوّل رشيد مزهر قراره الاتهامي بحقّ شبكة التجسس الإسرائيلية المؤلفة من الشقيقين علي ويوسف ديب جراح، فطلب لهما عقوبة الإعدام وأحالهما على المحاكمة أمام المحكمة العسكرية الدائمة.
وذكر مزهر في وقائع قراره أنّ هذه الشبكة سجلت رقماً قياسياً في مدة تعاملها مع العدوّ الإسرائيلي قبل افتضاح أمرها إذا ما قيست بغيرها من شبكات التجسس التي تمّ اكتشافها سابقاً كونها استمرّت ربع قرن في تزويد مخابرات العدوّ بالمعلومات الأمنية عن المنظمات الفلسطينية ومراكز الجيش العربي السوري في منطقة البقاع والمقاومة وحزب الله ومراكز الجيش اللبناني وعتاده وعديده في منطقة شتورا وجوارها.
وانتقل عضوا الشبكة علي جراح( والدته وحيدة مواليد المرج 1958 رقم السجل 116) وشقيقه يوسف( مواليد 1963) برّاً وجوّاً ومراراً إلى فلسطين المحتلة لمقابلة ضبّاط" الموساد" سواء عبر سلوك المعابر التي كانت موجودة خلال فترة الاحتلال لجنوب لبنان، أو عبر السفر إلى قبرص وبلجيكا وإيطاليا، وذلك لإمدادهم بالمعلومات ولتلقي الدورات التدريبية المكثّفة على الأجهزة اللاسلكية لعادية والمتطوّرة وكيفية التصوير بواسطة كاميرات مثبتة بطريقة سرية داخل سيارة وذلك بواسطة الصوت والصورة وقراءة الخرائط الجوية واستخراج الأحداثيات لبعض الأماكن والأهداف عبر خطوط الطول والعرض.
التجنيد
وكشف القرار الاتهامي طريقة تجنيد علي جراح الذي كان عضواً في حركة"فتح"، وشارك خلال الاجتياح الإسرائيلي في العام 1982 إلى جانب مقاتلي الحركة بالتصدي لجيش العدوّ الإسرائيلي، وخلال العام 1983 توجّه إلى بلدة القرعون الواقعة آنذاك تحت الاحتلال، لحضور مأتم تشييع رفيقه قاسم ياسين وعند عودته اعتقلته المخابرات الإسرائيلية على معبر غزة في البقاع الغربي، فاعترف في التحقيق معه بانتمائه إلى "فتح" وما كان من الضابط الإسرائيلي " أبو النور" إلا أن عرض عليه العمل لمصلحته مقابل إخلاء سبيله فوافق وأخذت له صور فوتوغرافية خلال تسليمه مبلغ أربعمائة ليرة لبنانية على أن يحضر معه المعلومات المطلوبة إلى معبر غزة، وبدلاً من أن يغتنم الفرصة ويهرب ،عمد علي جراح إلى المواظبة على الحضور إلى المعبر وتقديم المعلومات الموجودة بحوزته.
وخوفاً من انكشاف أمره، طلب علي أن تتمّ اللقاءات في أماكن أخرى غير المعبر المذكور القريب من بلدته في البقاع الغربي، فصار ينتقل إلى مستعمرة "نهاريا" عن طريق معبر الناقورة، حيث تدرّب على كيفية تلقي الرسائل على جهاز الراديو موجة "SW" وكان يفتحه في وقت محدّد ويتلقى الرسائل على الشكل التالي: الفا- باتا- تانغو ويقوم بعدها بجمع هذه الحروف وفقاً لكتاب مسلّم له سابقاً لمعرفة ما هو مطلوب منه، ثمّ يزود العدوّ بالمعلومات عبر رسالة خطية ينقلها شقيقه يوسف أحياناً إلى العدوّ في سراي صيدا.
وخلال الأعوام 1986 و1990 و1992 و1996 و2004 انتقل علي جراح بالجوّ إلى فلسطين المحتلة عبر بلجيكا وإيطاليا حيث يسلّم جواز سفره إلى السفارة الإسرائيلية فيهما ويأخذ جوازاً إسرائيلياً يحمل رسمه الشخصي ويتوجّه بواسطته إلى مطار تل ابيب ويجتمع بالضباط " شوقي"، و"جاك" و" ميشال" و"أيوب".
وخلال العام 2004 عمد الإسرائيليون إلى تطوير طريقة جمع جراح للمعومات من النظري إلى الاستحصال على صور لبعض المراكز العسكرية السورية بداية في لبنان وتحديداً مراكز عنجر، وجلالا، وشتورا، ولاحقاً داخل الأراضي السورية، وكذلك لمراكز عائدة للجيش اللبناني في منطقة شتورا ومحيطها بعد الانسحاب السوري من لبنان، وللشاحنات العابرة عن طريق المصنع باتجاه لبنان وخاصة تلك التي تسلك الخطّ العسكري لمعرفة نوعها ورقمها وحمولتها ما إذا كانت فيها أسلحة مهربة لمصلحة حزب الله وذلك بالصوت والصورة بواسطة كاميرا مثبتة داخل سيارة جرى تدريبه على كيفية تركيبها واستعمالها وأجريت له تجربة حسية عليها في فلسطين المحتلة.
وكان علي جراح يتلقى مبالغ مالية طائلة لقاء عمله هذا ووصلت في بعض المرات إلى 15 ألف دولار أميركي كان يتقاسمها مناصفة مع شقيقه يوسف بعد عودته إلى لبنان.
وخلال العام 2007 وبناء لرسالة تلقاها علي جراح من الإسرائيليين انتقل برفقة شقيقه إلى منطقة الزهراني وقام باستخراج البريد الميت من المكان المحدد له والذي كان عبارة عن مفكرة بداخلها شريحة خطّ خليوي دولي وضعه لاحقاً داخل جهاز هاتف خليوية من نوع"نوكيا" اشتراه بناء لطلب الإسرائيليين وراح بعدها يتواصل معهم بواسطته ضمن خطة مرسومة وموضوعة بالاتفاق معهم حيث يتمّ الاتصال به على هاتفه اللبناني ويقول المتصل:" نريد التكلم مع علي" فيعرف عندها هوية المتصل فيردّ عليه" النمرة غلط"، ثمّ يعمد إلى فتح الخطّ الدولي المسلم له ويتمّ التواصل في ما بينهم وخاصة في الظروف الضرورية.
وخلال حرب تموز/يونيو من العام 2006، بقي علي جراح يتواصل مع" الموساد" ووضع الكاميرا في سيارته حيث عمد إلى تصوير كلّ الشاحنات الآتية من سوريا عبر المصنع مع تحديد رقمها ونوعها، وتصوير القرى الشيعية المتاخمة للسلسلة الشرقية في البقاع لاعتقاد الإسرائيليين بوجود صواريخ لحزب الله فيها وخاصة الأماكن التي يطرأ عليها متغيرات في أرضها مثل إحداث حفريات أو تحديد شبكات هاتف ومياه فيها وغيرها.
وقام علي جراح بعمليات تصوير لمناطق عديدة في سوريا شملت مراكز وثكنات عسكرية للجيش السوري ومنها داخل مدينة دمشق انطلاقاً من ساحة الأمويين، شارع الصالحية، وساحة المرجة، فيصوّرها ويحدّد أماكنها مع شرح مفصل، كما أنّه قام خلال تصوير مدينة دمشق بتصوير منطقة كفرسوسة الواقعة بين منطقة الميدان وأبو رمانة والتي استشهد فيها المسؤول العسكري للمقاومة الشهيد الحاج عماد مغنية.
2009-03-16