ارشيف من :أخبار لبنانية

الشوف: جنبلاط يقاوم عدوان وغطّاس يدفع الثمن

الشوف: جنبلاط يقاوم عدوان وغطّاس يدفع الثمن
كتب نادر فواز
تسير قوى 14 آذار نحو إزالة العقبات التي تمنع خوضها الانتخابات صفّاً واحداً. وهي تعهّدت، في الذكرى الرابعة لانطلاقة «انتفاضة الاستقلال»، أنها ستؤلّف لائحة موحّدة للمشاركة في هذا الاستحقاق. ويبدو أنّ أولى العقبات التي تبخّرت، هي الترشح للمقاعد الثلاثة للموارنة في الشوف. إذ استطاع الأكثريون حسم شكل التغيير الذي يجب أن يحصل على هذه اللائحة.
تواجه الأكثرية منذ أشهر أزمة زحمة المرشّحين الموارنة في هذا القضاء. وكان على قيادة 14 آذار الاختيار بين الأسماء: جورج عدوان، غطاس خوري، دوري شمعون، إيلي عون ونبيل البستاني.
الثابت الماروني الوحيد في الشوف هو النائب عون، الذي لا يمكن رئيس كتلة اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط التخلّي عنه، لكون عون من النواب المقرّبين منه، ويمثّل الدامور، المنطقة الشوفية التي لا يمكن جنبلاط التنازل عنها.
وتبقى أربعة أسماء تترشح لمقعدين. النائب نبيل البستاني: ما زالت قوى 14 آذار تراه من الأشخاص الأقوى في الشوف، والأوفى لهذا التجمّع. وهو تصدّر لائحة المرشّحين الموارنة في انتخابات 2005. إلا أنّ الأكثرية ترى أنه لا يمكن تجديد هذا الاسم نظراً لسنّ البستاني الذي بات يناهز الـ 85 عاماً، ولا يمانع الأخير هذا الأمر، ويؤكد مطّلعون مناقشة هذا الموضوع «ولم يصدر عن البستاني جواب سلبي».
تدنّى عدد المرشّحين إلى ثلاثة، ومن اللافت أن جميعهم أبناء قرية واحدة، هي دير القمر. إذ يجزم رئيس حزب الوطنيين الأحرار، دوري شمعون، في اتصال مع «الأخبار»، بأنه سيكون عضواً ضمن لائحة الأكثرية في الشوف. وقد اعتلى منصّة «الوحدة» في الاحتفال الأكثري الأخير، وشبك الأيدي مع حلفائه. «لا يمكن أحداً أن يهمّشني»، يقول شمعون رداً على عدم ضمّه إلى لائحة 14 آذار عام 2005. يقول إنّ الأكثرية أخطأت في السابق «ويجب أن يتحمّل بعضنا بعضاً، والجميع يمكن أن يخطئوا». وتواصل شمعون من خلال هذه الأجواء الإيجابية مع الأكثرية طوال الفترة السابقة، وكان سبّاقاً في مواجهة العماد ميشال عون، من خارج المجلس النيابي، وانتقاد المعارضة حينها.
خرج شمعون من دائرة الخطر، بعدما أدركت 14 آذار أن شمعون يمكن أن يساعد الأكثرية في معارك انتخابية عدّة، أهمها بعبدا. إذ نال مرشّح حزب الوطنيين الأحرار، إلياس أبو عاصي، في الانتخابات الأخيرة أكثر من 2500 صوت، وهي أكثر من مفيدة في المعركة المقبلة. وتبيّن أيضاً أن النسبة التي نالها الشمعونيون في الشوف (أكثر من 17 ألف صوت) يمكن أن تساعد في رفع عدد الاختيار المسيحي لوليد جنبلاط والأكثرية، ما يساعد على تكريس مفهوم ضرب شعبية العماد ميشال عون على الصعيد المسيحي.
يستمرّ نقاش الأكثرية في هذا القضاء على اسمي النائب جورج عدوان والنائب السابق غطاس خوري، وهو ما يؤكده شمعون. ورغم قوله إنّ «الحسابات لم تنته والنقاشات ما زالت مستمرة لاختيار الاسم الأفضل من الاثنين»، يشير نائب اشتراكي إلى أنّ الخيار يقترب للحسم لمصلحة عدوان، ناقلاً الجوّ الجنبلاطي الذي «ربما وافق مكرهاً على هذا الخيار».
ويؤكد خوري أنّ التفاوض ما زال مستمراً «ومن الطبيعي أن تتحرّك القوى على الساحة لإبراز قدراتها»، رافضاً التعليق على ما قاله شمعون. يضيف: «علاقتي بالسيد دوري ممتازة، لكن أفضّل عدم التعليق على حديثه».
ويشدد خوري، في حديثه عن النقاش الجاري، على أنّ التفاوض الجدي بدأ منذ أيام وسيحسم الموضوع خلال أسابيع قليلة، مشيراً إلى أنّ النقاشات السابقة «عرض عضلات ليس إلا، والجد بدأ منذ الآن».
أما القوات اللبنانية، فتؤكد حقها في التمثّل في الشوف، على اعتبار أن وجودها في هذه المنطقة تاريخي. وعن اسم جورج عدوان وعدم رغبة جنبلاط به، يشير مصدر من معراب إلى أنّ ترشيح عدوان «ترشيح حزبي، والمقعد القواتي ليس كباشاً أو شداً للحبال، ويجب ألا تكون العلاقة بين الأكثريين على قاعدة خذ وأعطني، بل مبنية على مبادئ وأصول». يحسم القواتيون ترشيح عدوان، ما يتقاطع مع حديث النائب الجنبلاطي.
إذاً، رست بورصة أسماء الأكثرية في الشوف على النائبين إيلي عون وجورج عدوان ودوري شمعون، فأصبح غطاس خوري وحيداً، ويبدو أنه الحلقة الأضعف، وأن على تيار المستقبل «تدبير» دائرة أخرى لطبيبه.
المصدر: صحيفة الأخبار اللبنانية
2009-03-17