ارشيف من :أخبار لبنانية

المعارضة حسمت اللوائح الموحّدة وأرجأت قرار بيروت ـ 2 وعاليه

المعارضة حسمت اللوائح الموحّدة وأرجأت قرار بيروت ـ 2 وعاليه
مرّ افتتاح السفارة اللبنانية في دمشق دون أن يحظى إلا بتعليقين لبنانيين، لأن الجميع يتنفس انتخابات، بل إن المواقف الانتخابية أمس ضربت الرقم القياسي ـ كمّاً طبعاً، لأن النوعية بقيت أسيرة المواقف المعلنة سابقاً ــ وهي مرشحة لأن تتضاعف كلما تكثّفت لقاءات تأليف اللوائح وإعلان الأسماء.
بعد حوالى 3 أشهر على افتتاح السفارة السورية في بيروت، جاءت الخطوة المقابلة من لبنان، وعلى المستوى نفسه، حيث رفع القائم بأعمال السفارة اللبنانية رامي مرتضى علم لبنان أمام باحة السفارة في العاصمة السورية، إيذاناً ببدء العمل فيها، وذلك في احتفال متواضع لم يشارك فيه أي مسؤول سوري، ودون إلقاء كلمات في المناسبة.
ونفى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، في مؤتمر صحافي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى بعد الاجتماع الوزاري لهيئة متابعة قرارات القمة العربية العشرين، أن يكون عدم حضور ممثّل سوري رسمي لافتتاح السفارة اللبنانية «مقصوداً»، عازياً السبب إلى تزامن الحدث مع انعقاد المجلس الوزاري. وقال إن نائب وزير الخارجية فيصل المقداد سيزور السفارة «للسلام على القائم بالأعمال اللبناني والاحتفاء بوصوله»، معلناً أنه سيُعيَّن سفير لدى لبنان «قريباً جداً» دون أن يحدّد الموعد. كذلك أشاد موسى بالخطوة.
وفي بيروت، رحّب النائب سعد الحريري بفتح السفارتين، واصفاً الأمر بالإنجاز، وقال: «اليوم رفع العلم اللبناني داخل سوريا على سفارة. لم يحصل ذلك مجاناً. دفعنا دماً لتقام هذه العلاقات». وإذ كرّر اتهامه «في السياسة» لسوريا بجريمة اغتيال والده، قال: «كل ما أطلبه من الحكومة السورية هو المعاملة بالندّية (..) التدخّل في شؤون لبنان غير مسموح، والانتخابات القادمة ستثبت ذلك». كذلك أشاد المكتب السياسي لحزب الكتائب بالخطوة التي قال إنها «تاريخية».
وتزامن افتتاح السفارة مع بدء رئيس الجمهورية ميشال سليمان زيارة دولة لفرنسا تستمر 3 أيام، يرافقه فيها وفد وزاري. وبحسب أكثر من مصدر (باريس ـ بسام الطيارة) فإن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يعوّل كثيراً على هذه الزيارة، ويريد وضعها في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين. وقال سليمان بعد لقاء ساركوزي في الإليزيه إن البحث تناول 4 نقاط: ملف الشرق الأوسط، وضع الفلسطينيين بعد حرب غزة، العلاقات اللبنانية ـ السورية، واهتمام ساركوزي بلبنان عموماً.
ورداً على سؤال لـ«الأخبار» قال سليمان إن ساركوزي مهتم بانتخابات لبنان، ويتمنى أن تجري بـ«شفافية وديموقراطية». وأضاف مصدر مسؤول في الإليزيه أن باريس لا تدعم أي فريق، وهي تؤيّد التوافق والإجماع.
وعما إذا كان ساركوزي قد وضع على الطاولة ملف المفاوضات مع إسرائيل، قال سليمان إن موقف لبنان واضح من المفاوضات مع إسرائيل، وكل المواضيع رهن تطبيق القرارين ٤٢٥ و١٧٠١، «ولا يوجد شيء آخر»، فيما قال مصدر الإليزيه إن الرئيس الفرنسي طرح فكرة المؤتمر الدولي للسلام، وإنها أثارت اهتمام سليمان. وأضاف أن فرنسا دائماً مع الحوار و«يجب الإسراع في عملية السلام لأن الوقت يدهمنا»، مشدداً على ضرورة أن «يعود مسار التفاوض بين سوريا وإسرائيل، الذي يمكن أن يفتح باباً إلى مدخل لمسار تفاوضي بين لبنان وإسرائيل».
اجتماع قيادات المعارضة
في الملفات الداخلية، يبدو أن مفاعيل «عشاء بعبدا» الثلاثي بدأت بالتلاشي، وعادت ملامح لهجة الاتهامات السابقة، فجدّد النائب أيوب حميّد القول إن رئيس الحكومة فؤاد السنيورة «يمارس الكيدية إن لم نقل الانتقام تجاه كل الملفات التي تتصل بالجنوب وأبنائه»، فيما واصل السنيورة تجميد بحث اقتراح إنشاء وزارة التخطيط في لجنة الإدارة والعدل، التي لم تعقد جلسة كانت مقررة أمس، لأنه اعتذر عن عدم الحضور «لسبب طارئ»، فيما كان يلتقي في السرايا على التوالي: السفيرة الأميركية، سفير المغرب، نديم بشير الجميّل، النائب أحمد فتفت فالقائم بالأعمال السعودي.
في الشأن الانتخابي، وعطفاً على ما ذكرته «الأخبار»، السبت الماضي، عقدت قيادات المعارضة اجتماعاً، أمس، ضمّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري والعماد ميشال عون والوزير طلال أرسلان والوزير السابق سليمان فرنجية وعدداً من القيادات الحزبية، خصص لبحث موضوع الانتخابات. وقد تحفّظ الحضور عن كشف تفاصيل الاجتماع باستثناء تأكيد حسم أمر خوض الانتخابات بلوائح موحدة، وتأجيل حسم قرار المعركة في دائرة بيروت الثانية وعاليه.
وفي المواقف، نقل الوزير السابق وديع الخازن عن بري، بعد زيارته في عين التينة، إصراره على أن «الانتخابات المرتقبة ليست مصيرية ولا مفصلية، لأن لبنان محكوم بالتوافق وهو مبني على هذا الأساس منذ أن أنشئ»، معلناً أن الأمور «متجهة نحو التهدئة التي تترسخ يوماً بعد يوم».
وإذ رأى الوزير محمد فنيش أن احتمالات فوز المعارضة «راجحة، بحسابات واضحة دون جهد وعناء»، رفض «ربط نتائج الانتخابات بمصير البلد، لأن مشاريع التقسيم والتفتيت والفدرالية والسيطرة الإسرائيلية وإلحاق لبنان بالفلك الإسرائيلي سقطت إلى غير رجعة». وشدد النائب محمد رعد على وجوب وجود قيادة في البلد «يمكن أن يحاسبها الناس في موسم الانتخابات، لا كما يجري الآن، أن تأتي انتخابات وتذهب انتخابات ولا من يحاسب». وأكد النائب علي حسن خليل خوض المعارضة للانتخابات «موحّدة في كل المناطق»، مشيداً بـ«مواقف بعض الأفرقاء في قوى الموالاة التي تعمل على تهدئة الأجواء السياسية لإمرار الانتخابات في جوّ ديموقراطي هادئ».
وبعد اجتماع تكتّل التغيير والإصلاح، دعا العماد عون إلى قمع الرشى الانتخابية، وإلا «فسنتعاطى مع الموضوع بطريقة أخرى». وأشاد بقول البطريرك نصر الله صفير، يوم الأحد، «من اشتراك باعك»، مردفاً «هذا الموقف الذي انتظرناه منه». واتهم السنيورة بأنه «يستعمل أهل السنّة كي يدافعوا عنه»، وقال له: «حين نهاجمك سيأتي سنّي آخر مكانك، ونفضّل ألا يكون بأخطائك وأدائك».
ورأى أن مال إعادة مهجّري الجبل «كان كافياً، لكنّه لم يذهب حيث يجب»، وقال إن العودة معنوية وسياسية، «فنحن لا نريد أن نعيد ذميين إلى إمارة لا حقوق لهم فيها (...) وحضور الدولة فيها معدوم وشكلي»، سائلاً: «يطالبون بفرض سيادة الدولة، فما المانع في هذه المناطق من فرض السيادة ومن أن يتحرر المواطنون من الخوّة والاعتداء اليومي عليهم بالحقوق والمياه والكهرباء وكل الخدمات؟».
ودافع عن ترشيح اللواء عصام أبو جمرا في الأشرفية، فـ«نحن ذهبنا إلى الدوحة حتى نجعلها دائرة مستقلة يمكنها أن تنتخب، لا أريد للهجوم الحريري على الأشرفية أن يعيدها إلى القرار الذي كان يستعمرها طوال 19 سنة». وطلب من نايلة تويني ألا تترشح في هذه الدورة «لأنها ليست حاضرة». وقال إنه يقبل بحكومة لا يشارك فيها النائب سعد الحريري. ورداً على الوزير نسيب لحود، سأل: «أين نشأ؟ أليس في الصاعقة السورية؟ وفي 13 تشرين، ألم يكن يجري محادثات مع الأميركيين لأخذ الضوء الأخضر لاجتياح بعبدا؟». ويعقد لحود مؤتمراً صحافياً اليوم للرد على عون.
في المقابل، وفي لقاء مع وكالة الصحافة الفرنسية، قال النائب الحريري إن «الذين سيصوّتون لـ14 آذار سيصوّتون للبنان الحرية والعدالة والاستقلال والسيادة»، مردفاً أن اللبنانيين بين خيارين: التصويت للبنان أوّلاً، أو لحزب الله والحزب القومي السوري والتيار العوني وجبهة العمل الإسلامي وحركة أمل وحزب البعث السوري...». ورأى أن ما يقال عن قبوله بتسويات انتخابية «مجرد تمنيات وأحلام يقظة لبعض الناس وتسويق في الصحف»، مجدداً القول إنه لن يشارك في الحكم في حال فوز المعارضة، و«إذا ربحنا نحن مستعدون لتأليف حكومة يشارك فيها الجميع، لكن من دون تعطيل». ورفض الإجابة عما إذا كان سيترأس حكومة ما بعد الانتخابات في حال الفوز، قائلاً: «الأمور مرهونة بأوقاتها». واتهم المعارضة بأنهم «متلهفون إلى السلطة، أما أنا فلا». وأعلن أنه سيأخذ «عطلة طويلة» في حال فوز المعارضة.
وفي ظل تصاعد الحديث عن المال الانتخابي، أفتى المرجع السيد محمد حسين فضل الله بتحريم «كل عملية لشراء الذمم، مما بات يصطلح عليه بالمال الانتخابي أو السياسي»، شاملاً بهذا التحريم «الدافع والآخذ».
المصدر: صحيفة الأخبار اللبنانية
2009-03-17