كتب هلال السلمان
بات من الواضح ان دوائر جبل لبنان ستشهد أشرس المعارك الانتخابية في الاستحقاق النيابي المقرر في السابع من حزيران المقبل وأم المعارك في هذه الدوائر ستكون ساحتها دائرة المتن الشمالي التي يتواجه فيها التيار الوطني الحر بزعامة رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب العماد ميشال عون مدعوما من حزب الطاشناق مع فريق الموالاة ممثلا بحزب الكتائب والقوات اللبنانية  والنائب السابق نسيب لحود متحالفين هذه المرة مع النائب ميشال المر , هذا اذا استمر هذا التحالف ولم ينفجر من داخله نتيجة شروط كل طرف بشأن تركيب اللائحة بين هذه الاطراف والتي ستواجه لائحة التيار الوطني الحر .
يضم قضاء المتن الشمالي ثمانية مقاعد موزعة على الشكل التالي : اربعة مقاعد مارونية ـ مقعدان روم ارثوذكس - مقعد كاثوليك ـ ومقعد ارمن ارثوذكس .
ومن خلال المتابعة يظهر ان اطراف الموالاة لا تزال في حالة من الارباك وعدم الاتفاق على صعيد محاولة تركيب اللائحة.
فرغم فتح الحوار بين النائب ميشال المر وحزب الكتائب وعقد عدة لقاءات بين الطرفين فان اتفاقا كاملا لم ينجز حتى الآن وهو ما ظهر في كلام المر خلال مقابلته التلفزيونية الاخيرة والتي وضع فيها شروطه للتحالف حيث اعلن ان حصته يجب ان لا تقل عن اربعة مقاعد من اصل ثمانية وهو استفز حزب الكتائب عندما استهان بحضوره الشعبي من خلال ضع التمثيل في البلديات كذلك فان المر قطع الطريق على تمثيل القوات بمرشحها ادي ابي اللمع لانه كما قال لا يستطيع تجيير اصوات لصالح اللائحة وهو يفضل عليه الوزير الحالي نسيب لحود , لكن الاخير اعرب عن امتعاضه من طريقة تعاطي المر معه من خلال الحديث عن ضمه الى اللائحة وانه يستجيب بذلك لرغبة تيار المستقبل ورغبة سعودية بذلك (مع الاشارة الى ان الوزير لحود هو عديل الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز).
وقد رد الاخير على المر من خلال مؤتمر صحفي عقده الأحد في الخامس عشر من الجاري اعلن فيه رفضه لطريقة تعاطي المر مع موضوع تشكيل اللائحة وقال "ان احدا لم يعطِ  المر وكالة لتشكيل اللائحة كيفما شاء"  وانه "ليس صحيحا ان اكثرية اهل المتن لا تكترث بالسياسة"  وقال لحود ان كلام المر يناقض اجواء الحديث مع نجله الوزير الياس المر عندما عقد لقاء بينهما مؤخرا وجرى خلاله التنسيق بشان الاستحقاق الانتخابي . وختم لحود بانه لن يشارك في لائحة لايكون له اليد في تأليفها . وفي وقت لاحق رجح الوزير نسيب لحود ان يخوض الانتخابات منفردا في المتن الشمالي .
وعليه فان الاوساط المتابعة تشير الى ان هذه الخلافات التي لا تزال مستحكمة بين اطراف الموالاة مع النائب المر تضعف هذا الفريق في مواجهة التيار الوطني الحر المرتاح على وضعه في المتن الشمالي لعدة اسباب منها ان جميع الاستطلاعات التي جرت مؤخرا تضعه في طليعة القوى على صعيد الاتفاف الشعبي .
إضافة إلى ثبات تحالفه مع حزب الطاشناق رغم المحاولات الدؤوبة التي قام بها ميشال المر لابعاد الطاشناق عن التيار دون ان ينجح في ذلك حيث عاد واكد الطاشناق على تحالفه مع العماد عون والتزامه معه بتأييد لائحته ما خلا تأييده شخص ميشال المر وليس اكثر من ذلك , هذا وفي حال انضم المر الى لائحة مكتملة الاعضاء كما يرغب بعض حلفائه المستجدين وفيها مرشح ارمني فان الطاشناق سيكون بحل من تأييده لشخص النائب ميشال المر .
وفي هذا الاطار تؤكد مصادر قيادية في حزب الطاشناق ان تحالف الحزب مع العماد ميشال عون في كل الدوائر الانتخابية ثابت في المبدأ وان اللجنة المركزية في الحزب اتخذت قرارا بشأن ما طرح عليها خلال اللقاءات مع النائبين ميشال المر وسعد الحريري، وهي ستعلن هذا القرار خلال الأيام القليلة المقبلة بعد ان يتبلغ الطرفان به. واذ تؤكد مصادر الطاشناق على العلاقة مع كل القوى السياسية في البلاد تعتبر ان العلاقة مع الحريري يجب أن تستمر وليس من الضروري ان تترجم انتخابيا.
كذلك يلقى التيار الوطني الحر تأييد الحزب القومي السوري الاجتماعي الذي يملك ما يزيد على ثمانية الاف صوت في المتن الشمالي ولا تزال المفاوضات مستمرة بين الطرفين عما اذا كانت لائحة التيار في المتن الشمالي ستضم مرشحا للحزب القومي أم أن حصة القومي قد تكون في دوائر اخرى .
وعليه تتوقع الأوساط السياسية المتابعة ان تفوز لائحة التيار الوطني الحر على لائحة الموالاة والمر، هذا اذا تمكنوا من تأليف لائحة واحدة .
وهنا تقول مصادر نيابية في تكتل التغيير والاصلاح لـ "الانتقاد" ان العلاقة لم تقطع بالكامل بين التكتل والنائب ميشال المر رغم  كل الخلاف الحاصل واتجاه المر للتحالف مع الموالاة , وردا على سؤال عما اذا كان يمكن اعادة وصل ما انقطع معه تقول المصادر انه يمكن اعادة ترتيب الامور وفق "صيغة ما".   ولدى السؤال عن المخرج ترجح مصادر تكتل التغيير  لـ "الانتقاد" بان يكون المخرج بأن ينسحب ميشال المر من السباق الانتخابي ويترشح مكانه نجله وزير الدفاع الياس المر على لائحة تكتل التغيير والاصلاح .
في أي حال تبقى التحالفات في المتن الشمالي مفتوحة على كل الاحتمالات حيث لا زال يفصل القوى السياسية عن موعد الانتخابات  أكثر من شهرين، وهو وقت سيشهد العديد من التبدلات في مشهد التحالفات الانتخابية .