ارشيف من :أخبار لبنانية

عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا لـ "الانتقاد": معركتنا العيش المشترك ونرفض عودة الانعزال المسيحي

عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا لـ "الانتقاد": معركتنا العيش المشترك ونرفض عودة الانعزال المسيحي

كتب حسين عواد
يتحضّر التيار الوطني الحر لمعركة انتخابية أُريد لها أن تكون معركة "كسر عظم"، لكن "التيار" يسارع إلى طمأنة الأعداء قبل الحلفاء إلى انه مرتاح لها، لا بل يذهب إلى حد اعتبار أنها ستكون أكثر هدوءاً، بخلاف ما يحاول أن ينظّر له البعض، لا سيما في أكثر الدوائر حساسية ألا وهي المتن الشمالي.
واحد من المحببين للجنرال ميشال عون، النائب نبيل نقولا،  يرى أن الهجمة الشرسة على التيار تعود لكونه "وصم" تاريخه النضالي بتوقيع مذكرة تفاهم مع حزب الله، وهي مذكرة يحاول الطرف الآخر ـ على ما يقول نقولا ـ ضربها ليتسلل من خلال ذلك  لضرب الاستقرار والعيش المشترك التي عززته هذه الوثيقة، والهدف من ذلك "الوصول الى ضرب المقاومة والكيان اللبناني في جوهره".
وبهذا المعنى يصبح "التيار" في معركته الانتخابية "في موقع الدفاع عن وحدة لبنان، وصمام أمان لكل من يحاول إسباغ  صفة الانعزالية على واقع المسيحيين" وبذلك يسأل نقولا: "هل نسينا الحرب الأهلية، وأولئك الذي يستعملون الصليب المشطوب!، فالأصولية المسيحية لا تمثل الأكثرية المسيحية بل الأقلية، وهي دائماً تخلق جواً من التصادم في البلد".
عضو كتلة التغيير والإصلاح النائب نبيل نقولا يستعرض لـ "الانتقاد" واقع التيار قبل الاستحقاق الانتخابي، ويفنّد طروحات الطرف المقابل له .

الدفاع عن العيش المشترك

هل يخوض التيار الوطني الحر اليوم، معركة الدفاع عن النفس بعدما كان خاض الانتخابات في العام 2005على شكل موجة تسونامي؟
ـ أولا التيار الوطني الحر لا يخوض معركة دفاع عن النفس، بل يخوض معركة دفاع عن لبنان، وعن وحدة لبنان، وعن العيش المشترك، ودفاعاً عن كل مواطن حقوقه مهدورة في هذا البلد، والتيار الوطني ليس بحاجة لأن يدافع عن نفسه، تاريخه يدافع عنه، لان اليوم هناك خطر على وحدتنا الوطنية وعلى كل هذا الاستقرار الذي نسعى إليه.. هذه هي معركتنا اليوم.

إذاً لماذا هذه الهجمة عليه من كل حدب وصوب؟
ـ لأن التيار أبرم وثيقة التفاهم مع حزب الله، وبالتالي أصبح الحلقة التي يسعى هؤلاء من خلالها إلى ضرب الوثيقة، وذلك من خلال ضرب الاستقرار والعيش المشترك، وبهذا المعنى يفترضون انهم يمهدون لضرب الوفاق اللبناني اللبناني، أي الوصول الى ضرب المقاومة والكيان اللبناني في جوهره.

 صمام أمان

هل ان التيار الوطني الحر بهذا المعنى يشكّل صمام أمان؟
ـ أكيد، فلننظر إلى الماضي القريب، وحاضرنا .. النقلة التي حققها الجنرال عون للمسيحيين من المكان الذي كان يُتهم فيه المسيحي بالانعزالي، إلى المكان المنفتح عربياً واقليمياً، أليست هي إشارة إلى مدى أهمية التيار الوطني الحر بالنسبة للوفاق اللبناني اللبناني.

.. من هنا، بماذا تفّسر التحالف السياسي الديني ضد الجنرال عون، هل هو بسبب قوة التيار؟
ـ طبعاً، هل إن أحدا يراشق شجرة غير مثمرة؟! التيار الوطني يمثل كما قلت لك صمام أمان العيش المشترك في لبنان، فإذا ما ضرب التيار، من سيكون على الأرض؟ طبعاً ستعود الأصولية المسيحية، ونعود إلى حالة الانعزالية، وفي حال لا سمح الله عادت، هل سيكون هناك استقرار في لبنان؟.

الصليب المشطوب

هل مسيحيو الرابع عشر من آذار هم من يمثل الأصولية المسيحية؟ 
ـ هل نسينا الحرب الأهلية، وأولئك الذي يستعملون الصليب المشطوب!، ثانياً الأصولية المسيحية لا تمثل الأكثرية المسيحية بل بالعكس. الأصولية دائماً تمثّل الأقلية المتطرفة، وهي دائماً تخلق جو من التصادم في البلد.

هل يمكن القول إن المواجهة التي يخوضها التيار في دائرة المتن ستكون الفيصل في تحديد هوية الأكثرية النيابية البرلمانية الجديدة؟
ـ انتخابات المتن ستكون من اهدأ الانتخابات في لبنان، لأن ابن المتن لم يصدف يوما أن كان متطرفاً لا سياسياً ولا دينياً، بل يتوق دائماً للعيش المشترك والتفاعل مع الآخرين، ولهذا السبب قوة التيار في المتن الشمالي كانت وستزال في المستقبل. نحن لا ينتابنا خوف، كل ما نريده من حلفائنا قبل أخصامنا أن ينظروا إلى هذا الوضع بجدية، لا أن يسعوا إلى أخذ حصة من درب التيار الوطني الحر. التيار الوطني هو جسر عبور إلى كل الأحزاب في لبنان، وخصوصا الأحزاب الوطنية.

هناك من يتهمكم انكم تريدون تصفية الارث السياسي والفكري لبعض البيوتات السياسية، وارجاع الوصاية السورية الى لبنان؟
ـ اولاً نحن من يحق له ان يتهم. فتاريخنا ناصع إن في النضال أو في في خوض معركة  الحرية والاستقلال، والدفاع عن حقوق المواطنين التي اغتصبت منذ الاستقلال الى اليوم، ثانيا بالنسبة لاتهامنا باننا نسعى لعودة السوريين إلى لبنان فأنا اعتقد ان الذي حارب السوريين في لبنان ليس هو من يريد اليوم ان يعيدهم، بيمنا الذي استفاد من السورين اثناء وجودهم في لبنان، وجمع الثروات الطائلة ليس هو من يعيّرنا بأننا نريد أن نرجع السوري الى لبنان.. إذا نحن مثلما حاربنا السوري بشرف، استطعنا ان نتصالح مع السوري أيضاً بشرف، بينما نحن شاهدنا القوى الأخرى كيف كانوا يستدرّون العواطف السورية في مؤتمر البيال.

قوى الموالاة رفعت في مؤتمر "البيال" شعار "7 حزيران موعد العبور الى الدولة"..
ـ من منعهم من العبور الى الدولة منذ العام 90 الى اليوم ؟ اليسوا هم من قوّض الدولة؟! فالذين سرقوا اموالاً لن يصعب عليهم سرقة شعاراتهم.

هل التيار الوطني الحر يعاني من "حمولة زائدة" من المرشحين الطامحين لدخول جنة البرلمان، ما يجعله يؤخر تحالفاته الانتخابية؟
ـ لا، أبداً نحن كتيار وطني حزبيون في نهاية المطاف، والحزبيون يخضعون لقرار الحزب، اما عدم اعلان اللوائح الى الان فلأسباب تكتيكية فقط لا غير فكل الاسماء موجودة، تبقى مسألة وقت فقط.

كيف سيكون شكل الحكومة المقبلة في حال فوز المعارضة ؟
ـ حكومة وحدة وطنية، ونحن مستعدون أن نمد يدنا للجميع لان لبنان لا يمكن ان يحكم إلا بالتوافق، ولكن إذا ما رفضوا فهذه مشكلتهم وساعتئذ نثبت لهم كيف يجب ان تدار الامور، وكيف تكون ممارسة الحكم.

.. على أي حال هم اعلنوا عدم رغبتهم بالمشاركة فيما لو فازت المعارضة؟
ـ هم تراجعوا بعدما أدركوا عدم فوزهم بالانتخابات، بعدما طمأنهم فلتمان الى ان هناك عودة الى سوريا، وضرورة الوصول الى وفاق وطني، وبالتالي رضخوا للامر، ربما سعد الحريري قد لا يرغب بالمشاركة اما الاخرون من قوى الرابع عشر من اذار فالامر مختلف بالنسبة لهم.

برأيك ما مدى انعكاس انفراج العلاقات العربية، وتحديداً العلاقات السعودية السورية على الواقع الانتخابي لبنانياً؟
 ـ لنكن صرحين هناك تأثير لاسيما لجهة تهدئة الجو المذهبي، أما تأثيرها على الواقع الانتخابي فلا اعتقد أنه سيكون موجوداً في الوقت الحاضر بانتظار لقاء القمة العربية في 27 و28 الجاري لمعرفة كيف ستسير الامور.

هل انتم في التيار تؤثرون الانتظار لمعرفة الوجهة التي ستسلكها القمة العربية لبنانياً  لانجاز لوائحكم ؟
ـ  نحن لا ننتظر احدا، ولكن يهمنا ان تجري مصالحة عربية عربية لما ستتركه من أثر إيجابي على الأجواء التي تعيشها البلاد من احتقان سياسي وطائفي، أما أن نقول انه تترك تأثيراً سياسياً علينا فلن نتأثر.

لطالما لا تنتظروا احدا، ماذا تفسر هذا التأخير في إعلان اللوائح والتحالفات؟
.. أي تحالفات ؟

في المتن؟
ـ تحالفاتنا معروفة، ولم تزل موجودة ونحن الاكثرية في المتن الشمالي، وتحالفاتنا هي هي.

ماذا عن الناخب الارمني؟
ـ الأرمن أعلنوا أكثر من مرة انهم متحالفون مع التيار الوطني، وهم سبق ان اعلنوا ذلك، يبقى إنهم سيعطون أصواتهم لميشال المر فقط في اللائحة التي ستتشكل، ولكن إذا كان الطرف الآخر سيشكل لائحة من دون الأرمني الطشناقي ساعئتذ لن يصوت الأرمن حتى للمر.

لماذا هذا الهجوم العوني على نسيب لحود بدل الجميل والمر أخصامه الحقيقيين؟
ـ أولا هو من ابتدأ الهجوم على الجنرال عون، عندما نعته بالمضلل، ورافع شعارات كاذبة، وبالتالي الجنرال لن يكون مكتوف الأيدي إزاء أي هجوم عليه.

هل الكتلة الوسطية رهان مازال قائماً ؟
ـ أصبح من الماضي. 

2009-03-19