ارشيف من :أخبار لبنانية

الشمال مجددا الى الواجهة: استثمار سياسي لاستقطاب انتخابي

الشمال مجددا الى الواجهة: استثمار سياسي لاستقطاب انتخابي
الهدنة التي فرضت نفسها طوال الأسبوعين الفائتين في الشمال لم يقدّر لها ان تستمر بين جبل محسن والتبانة، الأمر الذي أعاد إلى الأذهان طرح سؤال عن أسباب تجددها ومن يقف وراءها، خصوصاً ان كلا الطرفين تبادلا الاتهامات عن مسؤولية خرق الهدنة والقيام بأعمال وحوادث أمنية استفزازية قبل أن تندلع المواجهات وتؤدي الى وقوع ضحايا بين المواطنين، فضلا عن أضرار جسيمة في الممتلكات.
مصدر مسؤول في الحزب العربي الديمقراطي عزا سبب تجدد الاشتباكات إلى تراخي القوى الأمنية المشتركة في التعاطي بحزم مع المخلّين بالأمن من جانب المجموعات المسلحة في التبانة. ويورد كيف أنه قبل يومين من اندلاع الاشتباكات قامت عناصر سلفية وأخرى من "تيار المستقبل" باستعراض عسكري عبر "محمولة" عسكرية جابت شوارع طرابلس من دون أن تعترضها هذه القوى أو تعمل على إيقافها.
وينفي المصدر ما أوردته بعض الوسائل الإعلامية من "ان الاشتباكات الأخيرة تحمل أبعادا تتعلق بالصراع داخل الأجهزة اللبنانية لجهة من يمسك بالأرض، وبالتالي بالقرار السياسي في الشمال". لكنه يجزم "ان هناك جهات سياسية ووزارية فاعلة في المدينة لها مصلحة في ما يحصل اليوم بغية استثمار الأزمة سياسياً في الانتخابات النيابية المقبلة، وكسب مزيد من الاصطفافات لتثميرها في صناديق الاقتراع".
ولا ينفي المصدر ربط ما يحصل في الشمال بتعثر تشكيل الحكومة، وربما الأمور قد تنذر بمزيد من التوتر ما دام هناك من يوظفها في هذا الاتجاه.
وعن حقيقة ما يقال عن استقدام مقاتلين سلفيين للقتال إلى جانب المجموعات المسلحة في التبانة، قال المصدر: "نُمي إلينا استقدام ما يقارب 80 مسلحاً من البقاع للالتحاق بهذه المجموعات". ويقول بشيء من التهكم: "لم نعد نعرف من نقاتل، هل هم مقاتلون من أفغانستان، من السعوديين، من الصوماليين، من القاعدة، من "جند الله"؟! لكن ما نؤكده أننا ندافع عن بيوتنا، وليس لنا مصلحة سياسية في كل ما يجري".
وإذ اعتبر "ان الوضع الراهن ممسوك على الأرض من قبل الجيش اللبناني الذي انتشر بكثافة في المحاور المشتعلة"، تمنى المصدر "ان يستمر الوضع على ما هو عليه".
2008-07-10