ارشيف من :آراء وتحليلات

نقطة حبر: جنة لبنان الانتخابية

نقطة حبر: جنة  لبنان الانتخابية
كتب حسن نعيم
ليس لنا نحن الجمهور المتفرج على التحضيرات للعبة الانتخابات النيابية اللبنانية إلاّ الله, فالله وحده يعلم كم هي كمية اللعاب التي تسيل تطلعاً واشتهاءً الى المنصب النيابي ـ اللهم أعذنا ـ  الكل هنا يرون في أنفسهم الأهلية الكافية للتصدي لمهمة التشريع ومراقبة الأداء الحكومي والاستفادة مما يعطيه المنصب من وجاهة وعلاقات بمواقع القرار لخدمة الناس، وعند هذه الأخيرة أوقف راحلتك أيها القارئ الحبيب واستمع وحدّث من يعنيه الأمر تؤجر على نشرك لهذه المكرمة اللبنانية بين شعوب الأرض عسى أن يستفيدوا منها ويعمموها في الدول التي تعاني من نقص على هذا المستوى.
اسمع يا رعاك الله، النائب هنا لا يأتيه النوم من قريب أو بعيد إذا علم أن ثمة من يمتهن أو يستهتر بحقوق الناس وأمنهم، وهو في مواجهة الظلم في المقدمة وعلى رأس الثائرين والغاضبين، ولا يرفع هاتفه الجوّال ليتصل بالقضاء او بقوى الأمن ـ التي تقوم بواجبها وزيادة ـ إلا لنصرة مغبون جارت عليه الأيام، أليس ثمة وقوف أمام الله وسؤال عن العهود والأمانات....
النائب هنا لا يخاف في الله لومة لائم "كلمة بدو يقولها ولو على قطع رأسه" كما يقول المثل اللبناني. هو ساهر على القوانين.. حارس للحقوق.. لا تنفيعات ولا تسويات ولا صفقات ولا محاباة ولا بيع ولا شراء، مصلحة الناس فوق كل اعتبار.
ولا يمكنك أن تتخيل يا حبيبي مدى الأسى الذي يشعر به إذا علم أن طائرة صهيونية اخترقت الأجواء اللبنانية.. الغضب يأكله، الغيرة تقتله, الحيرة تنتهب صدره..
ولا تسأل يا قارئي العزيز عن لطف مرشحينا في هذه الأيام ودماثة أخلاقهم ورأفتهم بالناس, تواضعهم, تمسكنهم, تداني ابتساماتهم؟ لأبعد الناس, لأقرب الناس، لأتفه الطرائف والنكات، سبحان من يغيّر ولا يتغير..
الناس الناس ... حتى الناس يمكن تقسيمهم الى مفاتيح وأبواب وغير ذلك، لكنهم بكل الأحوال ملائكة  يقفون وراء الستار يحكّمون ضمائرهم ثم يضعون ورقة بأسماء لا علاقة لها بالطائفية أو المذهبية أو بالدولار، إنما مصلحة الوطن.
هذه جنتنا الانتخابية ولن أحكي لك أكثر خوفاً من أن يداخلك شيء من الغيرة والحسد نعوذ بالله من شر الحاسدين.
الانتقاد/ العدد 1338 ـ 20 آذار/ مارس 2009
2009-03-20