ارشيف من :أخبار لبنانية
مختاريان لـ«السفير»: لا أتوقع تفاهماً مع «الكتائب» ... وتحالفنا مع عون ثابت
جنبلاط لشركائه: أشعر بالمرارة تجاه الانتهازيين
ملفا التعيينات والموازنة «يختمران»... وصفير يدعو للتبصّر في سن الاقتراع
ملفا التعيينات والموازنة «يختمران»... وصفير يدعو للتبصّر في سن الاقتراع
يرث الاسبوع الحالي من سلفه الملفات العالقة التي ينتظر إقفالها نضوج التسويات المناسبة بشأنها، ويأتي في طليعتها ملف التعيينات الادارية المتصلة بالانتخابات النيابية، حيث تؤكد المعطيات المتوافرة لدى أكثر من مصدر، ان تقدما قد سجل على صعيد «تخمير» هذه التعيينات، وإن يكن تأمين التوافق السياسي النهائي عليها ما زال يحتاج الى جهد إضافي، وأما الملف الآخر فيتعلق بالموازنة العامة و«مفاجآتها السارة» التي كان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قد وعد اللبنانيين بها، بعدما أصبح إقرار الموازنة ـ المفترض ان يكون إجراء بديهيا ـ إنجازا يجب الاحتفاء به.
ولكن الاهتمام بالملفات الخلافية التي تعرقل سير عجلة الدولة، لم يُشغل اللبنانيين عن متابعة أخبار «البورصة الانتخابية» التي كانت «علامتها الفارقة» أمس «صرخة» النائب وليد جنبلاط في وجه أعضاء كتلته النيابية وحلفائه في 14 آذار، بعدما بدا ان كيل جنبلاط قد طفح إزاء إمعان بعض نواب اللقاء الديموقراطي في الحسابات الانتخابية الضيقة، بموازاة تهافت بعض المرشحين في الشوف على مقعد النائب المريض نبيل البستاني، بما يعكس حدة التنافس القائم بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية وحزب الوطنيين الاحرار على حجز أحد المقاعد المارونية في لائحة جنبلاط الشوفية.
وقد تجلى هذا الواقع في الكلام الصادر عن أحد أركان تيار المستقبل النائب السابق غطاس خوري الذي قال من بلدة مجدل المعوش: في كل مرة يقولون لنا هذه القرى ليس دورها الآن (في الانتخابات) لأن ثمة قضايا وطنية كبرى، حسنا انا مرشح على قضايا الشوف الصغرى، واذا هذه المرة لن يأتي دورنا، فهذا يعني ان لا دور لنا بالمرة. المطلوب من 14 آذار ممارسة الديموقراطية، وان يكون التمثيل شاملا، وثمة شخصيات عديدة جرى استهلاكها وطال زمانها في الواجهة، فماذا سيجري لو تجددنا.
وفي المقابل، رأى نائب رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية جورج عدوان ان «تصوير الامر وكأنه مفاصلة بين اشخاص ليس صحيحا، وأتصور انه في الاسبوعين المقبلين نكون قد توصلنا الى أفضل الخيارات، وأعد الناس بانه سيكون لهم التمثيل المسيحي الصحيح في الشوف وغيره»، مشيرا الى ان بين يدي قوى الرابع عشر من آذار معطيات وإحصاءات، وكل القوى تعرف حجمها وقوة تمثيلها.
جنبلاط يهاجم «الانتهازيين»
وبالعودة الى رسالة جنبلاط القاسية، فهو قال خلال جولة له في اقليم الخروب: بالامس تعرضت لهجوم صعب حول موضوع بريح، وكنت اتمنى على اصحابي في اللقاء الديموقراطي ان يدافعوا عني ويكونوا معي في موضوع ملف المهجرين وتحديدا ملف بريح وغيرها، وكأنني فقط انا من يتحمل مسؤولية بريح بينما غيري عند موسم القطاف اي الانتخابات يأتي وعند موسم غير القطاف لا يكون موجودا.
وتابع متناولا الواقع الانتخابي في الشوف: تيار المستقبل له حيثيته وهو اساسي الى جانب القوات اللبنانية وغيرها. لكن إزاء حركة الاصطفاف والازدحام حاليا، اذا ارادوا ان يأخذوا مكاني ليس لدي اي مانع. اسمع بترشيحات من خلال جرافات الزفت وغير الزفت. هناك حد ادنى من ادب الحياة ونبيل البستاني ما زال على قيد الحياة والله يشفيه، ولكن صبرا عليه.
وأكد من جهة أخرى انه ليس لديه اي قلق من سلاح المقاومة «فهذا السلاح سيصبح في عهدة الدولة».
واستوضحت «السفير» النائب جنبلاط اسباب الهجوم العنيف الذي شنّه على بعض أعضاء كتلته، فقال: يتهمني ميشال عون وغيره بأنني أعرقل عودة المهجرين الى بريح وغيرها، ولكن لا أجد أحدا من أعضاء اللقاء الديموقراطي يجرؤ على الرد، لحسابات إنتخابية للاسف الشديد.
أضاف: يراد تحميلي المسؤولية عن التهجير والعودة، ويرمى عليّ كل وسخ الحرب الاهلية، بينما البعض في كتلتي يكتفي بالصعود الى القطار عندما يجدون ان لهم مصلحة في ذلك، ثم ينزلون منه عند «الحشرة». وتابع: إنني أشعر بالحسرة والمرارة تجاه هذه الانتهازية.
ولفت الانتباه الى ان معالجة مشكلة تأمين الاموال لمهجري بريح مرتبطة موضوعيا بملف مجلس الجنوب، والدفع سيتم في الاتجاهين معا، وبعد طي
صفحة بريح يفترض ان يتم إقفال صندوق المهجرين بموازاة إقفال مجلس الجنوب، على ان تُعالج بقايا ملف المهجرين ضمن وزارة الاسكان او غيرها.
وردا على سؤال حول سبب قوله انه مستعد ان يخلي مكانه في الشوف نتيجة كثافة المرشحين، أجاب مبتسما: توجد زحمة ترشيحات في الشوف، وأصعب ما في هذا الوضع ان تؤدي دور شرطي السير، وسط اختناق مروري.
«الطاشناق»: لا تفاهم مع «الكتائب»
أما على جبهة المتن الانتخابية، فان الاتصالات بين حزبي الطاشناق والكتائب تراوح مكانها، فيما كان سامي الجميل يقول انه لا يعلم ما الذي يمنع «الطاشناق» من علاقة سياسية جيدة مع الكتائب، معربا عن اعتقاده بانهم «لا يريدون قول الاسباب الحقيقية، بينما نحن نقوم بواجباتنا الاخلاقية تجاههم ونقترح عليهم صيغة انتخابية مناسبة وانطلاقا من ذلك يبقى لهم الخيار فيكون ضميرنا مرتاحا تجاههم مهما كان هذا الخيار».
في هذا الوقت، قال ألامين العام لحزب الطاشناق هوفيك مختاريان لـ«السفير» إن لقاءه الاخير مع سامي الجميل لم يسفر عن أي ترجمة انتخابية، مشيرا الى انه لا يتوقع استنادا الى الظروف والمعطيات الراهنة، سياسيا وانتخابيا، ان يتم التوصل الى تفاهم مع حزب الكتائب. وأوضح ان «الكتائب» عرضت على «الطاشناق» اقتراحا معينا للتعاون، لكن بعد الاخذ والعطاء بشأنه، يمكن القول ان لا شيء جديا.
وأضاف: مع احترامي للشيخ سامي الجميل، فان اختبار فرضية التفاهم يتطلب نقاشا على مستوى أعلى، وتحديدا مع الرئيس أمين الجميل، وبابنا مفتوح لاستقباله إذا شاء زيارتنا، كما فعل غبريال المر بعد الاساءة التي تعرضنا لها خلال الانتخابات الفرعية في المتن.
وعن طبيعة الجواب الذي سيبلغونه الى رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري بخصوص العرض الذي قدمه الى «الطاشناق»، أشار مختاريان الى ان قيادة الحزب تنتظر عودة الحريري من السفر خلال الايام القليلة المقبلة لتبلغه بقرارها، وبعد ذلك سنشرح للناس حيثيات قرارنا سواء كان سلبيا ام إيجابيا، ولكن ما يهمنا التشديد عليه ان موقفنا ينطلق من ان الشق السياسي لا يقل شأنا عن الشق الانتخابي في أي نقاش مع الآخرين، فنحن حزب معروف عنه انه يرفض الصفقات الانتخابية ويتمسك بالوفاء والقناعة في سلوكه.
وأكد ان الثابتة الاكيدة حتى الان هي ان «الطاشناق» سيتحالف مع لائحة العماد ميشال عون في الانتخابات، ومع شخص النائب ميشال المر ما دام لا يوجد مرشح أرمني آخر على لائحة 14آذار المفترضة او مرشح مستقل قد يكون هناك تعاون بينه وبين 14آذار، لافتا الانتباه الى ان المطلوب نوع من التزكية لمرشح «الطاشناق»، وفي حال حصول خرق لهذه المعادلة فهذا يعني الطلاق الانتخابي مع المر إذا كان جزءا من تلك المعادلة.
صفير والـ 18سنة
الى ذلك، استمرت ردود الفعل على إقرار مجلس النواب لتخفيض سن الاقتراع الى 18سنة، وكان لافتا للانتباه في هذا المجال الموقف المتحفظ الذي عبّر عنه البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير في عظة الاحد أمس، حين لاحظ ان ما هو موضوع نقاش في هذه الأيام هو عمر الناخبين الذي يريد أكثـرهم أن يردوه الى الثامنة عشرة، وهذا أمر يجب التبصر في مفاعيله، بعد سنوات، قبل الاقدام عليه اليوم.
وزراء الداخلية العرب
على صعيد آخر، انعقد أمس، في فندق الـ«فينيسيا» في بيروت مؤتمر وزراء الداخلية العرب الذي يركز في دورته الحالية على تحديات الامن الاجتماعي، والقى وزير الداخلية زياد بارود في جلسة الافتتاح كلمة رئيس الجمهورية، داعيا الى تعزيز اتفاقات مكافحة الارهاب وانشاء مكتب لمواجهة الجريمة المنظمة. وأعقب الافتتاح كلمات لعدد من وزراء الداخلية الذين شددوا على التعاون الأمني في مكافحة الارهاب والجريمة، وضرورة التنسيق بين بلدانهم، ويختتم المؤتمر أعماله اليوم بإصدار البيان الختامي.
المصدر: صحيفة السفير اللبنانية