ارشيف من :أخبار لبنانية

يد الغدر تمتد مجددا لتضرب احد اعمدة الجمع في المخيمات الفلسطينية بتفجير استهدف سيارته في توقيت مشبوه

يد الغدر تمتد مجددا لتضرب احد اعمدة الجمع في المخيمات الفلسطينية بتفجير استهدف سيارته في توقيت مشبوه

كتب علي عوباني

في توقيت اقل ما يقال فيه انه مشبوه ، وفي اجواء المصالحات الجارية على اكثر من صعيد وفي ظل اجواء الحوار الفلسطيني الفلسطيني ، ومع اقترابه من اختراق جدار الانقسام الفلسطيني وتحقيق تقدم ملموس للتقريب في وجهات النظر بين الفصائل الفلسطينية عبر توحيد الصف وجمع الكلمة ، امتدت يد الغدر من جديد لتضرب احد اعمدة الجمع في المخيمات الفلسطينية في تفجير استهدف سيارته ظهر اليوم.  
فقرابة الساعة الثانية وعشر دقائق بعد الظهر وبينما كان نائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء كمال مدحت عائدا من مشاركته في احتفال تابيني عند مدخل مخيم المية ومية قرب صيدا جنوبي لبنان ، دوى انفجار كبير قرب المخيم اودى بحياة مدحت مع العقيد اكرم ضاهر و3 من مرافقيه بعبوة ناسفة زرعت الى جانب طريق مخيم المية ومية. وقد حضرت الاجهزة الامنية على الفور وطوقت المكان اضافة الى مسؤولي الفصائل وخاصة حركة فتح وسط حالة من التوتر في مخيمي عين الحلوة والمية ومية.
وفي المعلومات فقد ذكرت وكالة "AFP" نقلا عن مسؤول الاعلام في ممثلية "منظمة التحرير" في بيروت هشام الدبسي أن كمال مدحت "كان خارجاً من مخيم عين الحلوة بعد لقاءات اجراها لخفض التوتر في المخيم، عندما انفجرت عبوة ناسفة على بعد نحو 400 متر"، واضاف أن "قوة التفجير قذفت بسيارة مدحت الى منخفض تحت الطريق، وقد دمرت بالكامل". مما أودي بحياة محدت وثلاثة من مرافقيه".
نبذة عن حياة مدحت
اللواء الشهيد كمال مدحت نائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان ، معروف بالدكتور كمال ناجي هو عضو بارز في حركة فتح في لبنان ، كان نائبا لممثّل منظّمة التحرير الفلسطينية في لبنان. وهو ضابط قديم في حركة فتح.عيّن مسؤولا لفرع الاستخبارات العسكرية في الحركة من الثمانينيات وحتّى أواسط التسعينيات.
ارتبط الشهيد مدحت بعلاقات جيّدة بجميع الأطراف في فتح اضافة الى أنّ اتصالاته مستمرّة مع سائر القوى الفلسطينية الاخرى. وقد كان المسؤول عن ملفّ مخيم نهر البارد وكانت مواقفه واضحة ابّان الأحداث المتنقّلة في مخيّم عين الحلوة الرافضة لأن يكون المخيم ملاذا للمطلوبين والهاربين.ومعروف عن الشهيد مدحت دعمه لخيار المقاومة الى أن يرفع العلم الفلسطيني على قبّة الأقصى.
عباس الجريمة لن تثنينا عن تحقيق أهدافنا الوطنية الثابتة
وفي ردود الفعل على الجريمة النكراء ، دان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إغتيال مساعد ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان كمال مدحت ووصفه بأنه "جريمة ارهابية". واشار عباس في بيان صدر عن مكتبه الى "ان الشهيد كرس حياته لخدمة شعبة ووطنه"، مؤكدا "ان هذه الجريمة لن تثني من عزيمة شعبنا على تحقيق أهدافه الوطنية الثابتة في العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
زكي يتهم ادوات اسرائيلية
من جهته اتهم ممثل منظمة التحرير السفير عباس زكي ادوات اسرائيلية بالاغتيال وقال انها عملية غادرة جبانة باصابع وادوات اسرائيلية وبالتالي من قام بهذا العمل هو يعمل بشكل او اخر مع اسرائيل وهؤلاء الشهداء الاربعة دمهم لن يذهب هدرا ولا يجوز تحت اي ظرف ان يذهب كمال مدحت صاحب التاريخ المعروف بهذه الطريقة الجبانة. ودعا زكي اللاجئين الفلسطينيين وانصار حركة فتح الى "ضبط النفس والاعصاب". واصفا "الشهيد اللواء كمال مدحت بأعز الرجال الذي فقدته الساحة الفلسطينية في ظرف بأمس الحاجة اليه". وعن انعكاس الحادث على الوضع قال "ان شاء الله لن يكون هناك اي انعكاس سلبي على المستوى الامني".
ناجي كان يلعب دورا ايجابيا
مسؤول "الكفاح المسلح الفلسطيني" في لبنان العميد منير المقدح اكد اغتيال مدحت وأشار الى أن الاخير كان له دور ايجابي كبير ويعتبر صمام أمان في صيدا، ولفت الى أنه كان قد أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس وعددا من الأجهزة الأمنية بمحاولات متعددة لاغتياله، معتبراً أن طرفا ثالثا قد يكون استغل هذا الموضوع. ورأى أن ما حصل يصب في خدمة الاحتلال الصهيوني، واتهم عملاءه بالقيام بهذا العمل. وأشار الى أن مدحت كان يستلم الملفات الشائكة والحساسة داخل المخيمات الفلسطينية. وأكد أنه كان على علاقة جيدة مع كافة القوى داخل "فتح" وخارجها.
حماس أصابع الإتهام توجه لإسرائيل وعملائها
ممثل حركة حماس في لبنان اسامة حمدان اشار لقناة المنار الى ان كمال مدحت كان له دور كبير في امتصاص الإحتقان وترطيب الأجواء وعلى المساعدة بعدم وصول الوضع الفلسطيني في لبنان الى الإنفجار مشيراً الى ان اللواء كمال مدحت كان صلة الوصل بين جميع الفصائل والقيادات الفلسطينية .
ورأى حمدان ان هذا الاستهداف يمثل خسارة لكل القيادات الفلسطينية ومن قام بهذا العمل لا يريد الخير للفلسطينيين ولا للبنان. وأضاف حمدان لا شك ان أصابع الإتهام بشكل عام توجه لإسرائيل وعملائها ولكن المجرم المباشر حتى الآن لا يمكن التكهن به وبمن ارتكب هذه الجريمة واستحضر جريمة الإغتيال التي استشهد فيها  القيادي في  حركة الجهاد الإسلامي  محمود المجذوب في مدينة صيدا  قبل اعوام . مضيفاً أن الجميع انذاك تكلم بأن المستفيد من العملية هو العدو الصهيوني ومن بعدها تكشفت الحقيقة وتبين أن عملاء اسرائيل هم من قام بتلك العملية.
واعتبر اسامة حمدان أن من الواجبات الملحة هي كشف خيوط هذه الجريمة مؤكداً ان الاجهزة الأمنية المختصة هي المسوؤلية عن كشف الفاعلين وأمل أن تنجح الأجهزة الأمنية كما نجحت في كشف من اغتال الاخوين المجذوب .
حزب الله الجريمة استهداف للشعبين الفلسطيني واللبناني والبصمات الصهيونية واضحة
من جهته ادان حزب الله جريمة الاغتيال النكراء التي استهدفت نائب سفير فلسطين وأمين سر الفصائل الفلسطينية في لبنان اللواء كمال مدحت ورفاقه, داعيا الى محاكمة ومعاقبة المسؤولين عنها , كما تقدم الحزب من الشعب الفلسطيني والإخوة في منظمة التحرير الفلسطينية بأحر التعازي باستشهاده. واذ عبر حزب الله عن ألمه وتعاطفه مع الإخوة الفلسطينيين رأى  في هذه الجريمة استهدافا  للشعبين الفلسطيني واللبناني حيث تبدو البصمات الصهيونية واضحة في محاولة إثارة الإرباك والبلبلة في الساحتين اللبنانية والفلسطينية في هذه المرحلة الحساسة.
الى ذلك اتصل عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج حسن حدرج بسفير فلسطين في لبنان عباس زكي معزيا باستشهاد كمال مدحت ورفاقه باسم قيادة حزب الله وباسم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله. وعبر عن "تعاطف الحزب مع الفلسطينين ووقوفه الى جانبهم وادانته الشديدة للجريمة".
بدوره استنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان جريمة اغتيال نائب ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان اللواء كمال مدحت وعدد من رفاقه. معتبراً أن هذه الجريمة النكراء تحمل بصمات إرهابية تخدم الأهداف الصهيونية في ضرب الوحدة الفلسطينية وتعكير مسيرة الأمن والاستقرار التي ينعم بها لبنان حاليا. ورأى  الشيخ قبلان أن الرد على هذه الجريمة يكون بتوحيد الصفين اللبناني والفلسطيني وتعزيز التعاون الفلسطيني- اللبناني لكشف الفاعلين وإبقاء الساحة اللبنانية محصنة في وجه كل المؤامرات والفتن التي تتهدد الشعبين اللبناني والفلسطيني الشقيقين. داعياً الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية والفلسطينية الى تكثيف الجهود والتحقيقات لكشف الفاعلين وإنزال أقسى العقوبات بهم.
وفي السياق ذاته ، دان رئيس التنظيم الشعبي الناصري اللبناني أسامة سعد في تصريح  له جريمة إغتيال اللواء الشهيد كمال مدحت. معتبراً أن جريمة الإغتيال تستهدف مسيرة الحوار الفلسطيني - الفلسطيني الذي كان الشهيد من أبرز العاملين من أجل إنجاحه كما تستهدف أمن المخيمات الفلسطينية والأمن الوطني اللبناني. مؤكداً ان من يقف وراء الجريمة يخدم أعداء لبنان وفلسطين وأعداء الوحدة الوطنية الفلسطينية.
كما ودان الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان له التفجير الذي استهدف مدحت ومجموعة من مرافقيه. معتبراً أن هذا العمل يندرج في سياق حرب التصفية المفتوحة التي تشنها إسرائيل ضد أبناء شعبنا الفلسطيني لا سيما القادة منهم والمناضلين. ودعا الحزب القومي القوى الفلسطينية كافة الى رص الصفوف في مواجهة العدو الصهيوني المتغطرس. معتبراً أن العدو لا ينفك عن اعتقال واغتيال القادة والمناضلين وممارسة كل اشكال العنصرية ضد شعبنا الفلسطيني وإن الرد الحقيقي على جرائم العدو هو بمزيد من تحصين الوحدة الفلسطينية.
من جهته إستنكر رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا إغتيال كمال مدحت داعياً الفصائل الفلسطينية الى مواجهة هذه الجريمة وإجهاض غاياتها. كما ناشد الفصائل الفلسطينية عموما أن يمعنوا النظر في استهدافات الجريمة وأن يبذلوا كل جهد ممكن من أجل إفشال المؤامرة التي ترمي إلى تفجير الأوضاع في المخيمات الفلسطينية خدمة لغايات العدو الصهيوني ورعاته الأميركيين وعملائه .
هذا وقال تجمع اللجان والروابط الشعبية في بيان له "باستشهاد اللواء المناضل الدكتور كمال مدحت خسرنا في تجمع اللجان والروابط  الشعبية أخا عزيزا ورفيق درب طويل ومناضلا فلسطينيا متميزا بنضاله وقائدا مشهورا بالعطاء الميداني والفكري". ولفت التجمع الى ان الثأر الحقيقي لكمال مدحت لا ينحصر بكشف المجرمين ومحاكمتهم بل ايضا بالاستمرار على نهجه الوطني والقومي وعلى روحه الوحدوية وتفويت الفرصة على اعداء فلسطين والامة.
ودان المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب اللبناني بسام حمود عملية الاغتيال التي ذهب ضحيتها نائب ممثل السلطة الفلسطينية في لبنان كمال مدحت وعدد من مرافقيه. معتبراً أن ما حصل هو تطور خطير يجب الوقوف أمامه بمسؤولية عالية وحذر شديد. وأكد حمود أن أمن المخيمات في صيدا هو من أمن صيدا وأن العودة الى مسلسل التفجيرات والاغتيالات السياسية يشكل انتكاسة لكل أجواء التقارب والتفاهم والاستقرار النسبي الذي تنعم به المنطقة.
واتصل رئيس المجلس العام الماروني الوزير الأسبق وديع الخازن بسفير فلسطين في لبنان عباس زكي معزيا باغتيال كمال مدحت ورفاقه.



2009-03-23