ارشيف من :أخبار عالمية

نتنياهو يضم "شاس" لحكومته ويكثف مفاوضاته مع "العمل"

نتنياهو يضم "شاس" لحكومته ويكثف مفاوضاته مع "العمل"

نجح رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف بنيامين نتنياهو في ضم حزب "شاس" الديني إلى ائتلافه الحكومي المقبل، في الوقت الذي يواصل فيه محاولاته لإقناع حزب العمل بالانضمام للحكومة، فيما حذر رئيس الوزراء المنصرف إيهود اولمرت من مخاطر عزل "إسرائيل" على الساحة الدولية في حال واصل نتنياهو رفض صيغة "دولتين لشعبين".
ووقع حزبا الليكود و"شاس" على اتفاق ائتلافي حصل بموجبه "شاس"على أربع حقائب وزارية هي وزارة الداخلية، التي سيتولاها رئيس الحزب ايلي يشاي، ومنصب نائب رئيس الوزراء وحقيبة الإسكان التي سيتولاها عضو الكنيست أريئيل أتياس، ووزارة الأديان، إضافة إلى وزير من دون حقيبة، ونائب وزير، فضلاً عن رئاسة لجنة الداخلية التابعة للكنيست.
كذلك تضمن الاتفاق مطلب شاس المتعلق بزيادة مخصصات الأولاد، فيما وافق هذا الحزب الديني على البنود المتعلقة بالتهويد وزواج غير اليهود بين المهاجرين الروس، وكان حزبا الليكود و"إسرائيل بيتنا"قد اتفقا عليها. كما نص الاتفاق على "الحفاظ على الوضع القائم في مواضيع الدين والدولة"، وأن "تعمل الحكومة على احترام قدسية يوم السبت والأعياد اليهودية، وعدم السماح بالتمييز ضد عمال على خلفية تقديسهم يوم السبت والأعياد".
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن يشاي ترحيبه بتوقيع الاتفاق، داعياً في الوقت ذاته إلى توسيع الحكومة بدعوى أن "دولة إسرائيل مقبلة على مواجهة تحديات كثيرة في المجالين الاجتماعي - الاقتصادي، والسياسي ـ الأمني".
في هذه الأثناء كثف الليكود جهوده لإقناع حزب العمل بالانضمام إلى الحكومة المقبلة. وقال المفاوض عن حزب العمل عوفر ايني، بعد جلسة محادثات عقدت مع مسؤولين في الليكود، إنه "لا يزال أمامنا طريق طويل" فيما أوضح النائب في الكنيست عن حزب الليكود موشي يعلون، الذي اختاره نتنياهو لمنصب وزير الحرب في الحكومة المقبلة، إن باراك قد يتولى حقيبة الحرب إذا ما وافق حزبه على الانضمام للحكومة، مشدداً على ضرورة أن ينضم العمل للحكومة "من أجل مصلحة إسرائيل".
أمّا نائب الليكود جدعون ساعر فأوضح أن "هناك حالياً 53 نائباً مرتبطين باتفاقات ائتلاف برئاسة بنيامين نتنياهو وسنعمل في الأيام المقبلة على توسيع القاعدة البرلمانية لدعم حكومته".
في المقابل، حذر عضو الكنيست عن حزب العمل أفيشاي برافيرمان من أن الحزب "سيتلاشى ويزول كليا عن الخريطة السياسية" بسبب الخلافات الداخلية، التي تهيمن عليها في هذه الفترة قضية المشاركة في حكومة نتنياهو. وقال برافيرمان إنّ باراك "يرتكب خطأ من خلال سعيه للانضمام إلى الائتلاف برئاسة نتنياهو"، فيما اعتبر الأمين العام للحزب إيتان كابل أن المشاركة في الحكومة "سيكون كارثياً للحزب وتهدد بالقضاء عليه".
وفي السياق، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" امس أن باراك تلقى حزمة وعود اقتصادية وسياسية من نتنياهو تلزم الحكومة واتحاد نقابات العمل "الهستدروت" وأرباب العمل، وتشتمل على شبكة أمان تقاعدية وضمان معاشات المتقاعدين ومنع الخصخصة وإطلاق خطة لاحتواء موجة الفصل.
وتتخوف مصادر إسرائيلية من أن انضمام حزب العمل إلى الائتلاف الحكومي سيشكل أزمة حقائب وزارية لدى نتنياهو، بعدما تعهد الأخير لـ"العمل" بأربع حقائب رغم الضغط الذي يتعرض له من داخل حزبه لتخصيص حقائب وزارية كافية لليكود.
من جهة ثانية، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن أولمرت، خلال اجتماع مجلس الوزراء أمس الأول، أنّ المفاوضات مع الفلسطينيين تنطلق من مبدأ إقامة دولة فلسطينية في المستقبل، محذراً من أن أي حكومة إسرائيلية تتخلى عن ذلك "ستفقد الدعم الدولي لها".
ورأى أولمرت أن "الخيار الفعلي هو بين دولتين لشعبين أو دولة لشعبين، والذين لا يرون ذلك يخدعون أنفسهم ويجازفون بالتسبب بأكبر إساءة لإسرائيل"، مشدداً على أنّ "التاريخ لن يغفر لهؤلاء".

(السفير)

2009-03-24