بعد احداث مدينة ام الفحم امس التي سببتها مسيرة اليمين الإسرائيلي المتطرف، قرر هذا الأخير تنظيم مسيرات مماثلة في المدن الفلسطينية في الداخل المحتل، بدعوى "حماية دولة اسرائيل".
وأعلنت تنظيمات يمينية إسرائيلية نيتها لتشكيل طواقم خاصة لمتابعة القرى والمدن العربية، لإصدار تقارير منتظمة تتابع ما أسمتها "البناء غير القانوني والتماثل مع منظمات إرهابية"، وتشكيل لجنة متابعة تعمل ضد "خرق القانون في القرى والبلدات العربية"، ويرأس هذه اللجنة عضو الكنيست ميخائيل بن آري، الذي شارك في مسيرة أمس على أطراف أم الفحم.
وقال عضو الكنيست اليميني إيتمار بن غفير إن "اللجنة ستكون مؤلفة من أقسام، وكل قسم سيكون مسوؤلا عن مجال معين، مثل مخالفات البناء، والتماثل مع منظمات "إرهابية"، مثل أعلام حماس التي ارتفعت على عشرات المنازل في أم الفحم، بالإضافة إلى حرية تنقل اليهود في هذه المواقع"، مضيفاً أنه "سيتم إصدار تقارير منتظمة حول القرى والمدن العربية"، تماما مثلما تفعل "سلام الآن" حيال المستوطنات في الضفة الغربية.
وكانت مدينة أم الفحم شهدت، أمس، انتفاضة شعبية ضد الاحتلال ومستوطنيه، حيث أصيب واعتقل العشرات من أبناء المدينة خلال تصديهم لمحاولة المتشددين اليمينيين استباحة أرضهم.
وتجمع الآلاف من أهالي أم الفحم منذ ساعات الصباح على مداخل المدينة في محاولة لمنع تظاهرة نظمها المستوطن اليميني المتطرف باروخ مارزل، الناشط السابق في حركة "كاخ" اليهودية، وسط انتشار أمني كثيف لقوات الاحتلال. ومع وصول المتظاهرين إلى المدخل الغربي لأم الفحم، بواسطة حافلتين ضد الرصاص، بدأ هؤلاء بالسير أمتاراً عدة إلى داخل المدينة، لكن الأهالي كانوا لهم بالمرصاد، حيث قاموا برشقهم بالحجارة والأحذية، ما اضطرهم إلى الانسحاب من المكان.
إثر ذلك، اندلعت مواجهات عنيفة بين أهالي المدينة وشرطة الاحتلال، التي أطلقت مئات القنابل المسيلة للدموع وقنابل الصوت والرصاص المطاط، واقتحمت العديد من المنازل، حيث اعتدت على العديد من السكان، بينهم أطفال ونساء.
وأسفرت المواجهات عن إصابة 30 فلسطينياً، بينهم شاب إصابته خطيرة، و15 من قوات الاحتلال، بينهم رئيس الوحدات الخاصة كوبي شبطاين ونائب المفتش العام للشرطة شاحار ايالون، فيما اعتقل أكثر من 15 شخصاً. وذكر أن رئيس الحركة الإسلامية داخل أراضي عام 1948 الشيخ رائد صلاح قد أصيب بحالة اختناق نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع، كما أصيب عضو الكنيست عن حزب "ميرتس" اليساري إيلان غيلئون، الذي قدم إلى أم الفحم للتضامن مع أهلها، بجروح جراء إطلاق قنبلة غاز.

(معاً)