ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت": مع قدوم الصيف ... شح المياه شبح يزيد معاناة "الغزيين"

خاص الانتقاد.نت": مع قدوم الصيف ... شح المياه شبح يزيد معاناة "الغزيين"

غزة – فادي عبيد
خاص الانتقاد.نت": مع قدوم الصيف ... شح المياه شبح يزيد معاناة "الغزيين"صيف جديد يطل على الغزيين حاملاً معه معاناة أخرى في ظل تفاقم أزمة المياه، واشتدادها جراء الحصار الصهيوني المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من عام؛ معاناة بدت أكثر وضوحاً وانتشاراً، لا سيما مع استمرار أزمتي الكهرباء والوقود.
المواطن أبو علاء المصري – 50 عاماً التقيناه بالقرب من إحدى نقاط توزيع المياه العذبة غرب مدينة غزة، بينما كان يقوم بتعبئة عدد من "الغالونات"، حيث قال: "إن المياه تصل الى بيته مرتين فقط طوال الأسبوع؛ وبالتالي فإنه يحاول الاستعاضة عن ذلك بشراء الغالونات الصغيرة".
ويضيف المصري أن المياه حينما تصله تكون مالحةً جداً وضعيفةً، ولا تتمكن من الصعود إلى الخزانات فوق سطح منزله الذي يؤوي نحو (30 فرداً)؛ بسبب عدم تمكنه من تشغيل مولد الضخ البيتي جراء انقطاع التيار الكهربائي.
بلا فائدة
الحال لم تكن أفضل بالنسبة للمواطن هاني البردويل من سكان شمال القطاع، حيث يقول: "إنه وكغيره من المواطنين اضطر لشراء المياه العذبة لتعبئة الخزانات التي يستخدمها في الغسيل وما إلى ذلك نتيجة شح المياه التي تصله".
وأوضح البردويل وهو الأصغر بين أخوته الثمانية وجميعهم متزوجون، ويعيشون في بيت واحد، أن أزمة المياه بدأت منذ فرض الحصار قبل عدة أشهر، وازدادت مؤخراً مع توقف الكثير من المضخات والآبار عن العمل، مضيفاً أن المياه تصل بيته من 2-3 مرات خلال الأسبوع لا يتم الاستفادة منها حيث أنها تأتي في ساعات متأخرة من الليل، وفي ظل انقطاع الكهرباء.
المناطق القريبة من الشريط الحدودي الفاصل بين القطاع وفلسطين المحتلة عام 48، والتي لطالما شهدت توغلات صهيونية خلال الأيام الماضية، هي الأخرى لم تسلم من هذه الأزمة.
يقول المواطن حمزة عرفات من سكان حي الشجاعية: "إن شراء المياه العذبة في هذه المرحلة لم يعد بالأمر الهين؛ حيث ارتفعت أسعارها بسبب عدم توافر الوقود اللازم لتشغيل السيارات المخصصة لها"، مشيراً إلى أن سعر تعبئة الخزان الواحد أصبح 25 شيكلاً بدلاً من 15 شيكلا".
ما هي الأسباب الرئيسية وراء هذه الأزمة؟ وما هو حجمها؟ وما هي الحلول التي وضعتها الجهات المختصة لمواجهتها؟
هذه الأسئلة حملتها "الانتقاد" إلى م. سعد الدين الأطبش - مدير إدارة المياه والصرف الصحي في بلدية غزة، الذي عزا أزمة المياه إلى جملة من الأسباب أبرزها: عدم انتظام الطاقة الكهربائية المشغلة لمولدات آبار المياه، ونقص المخزون الجوفي، وعدم توافر الوقود.
خاص الانتقاد.نت": مع قدوم الصيف ... شح المياه شبح يزيد معاناة "الغزيين"وحول شكاوى المواطنين بشأن عدم استفادتهم من المياه التي يتم ضخها ليلاً بالتزامن مع انقطاع الكهرباء، أوضح الأطبش أن هذه النقطة تمت مناقشتها بين إدارته وشركة توزيع الكهرباء، حيث جرى التأكيد على أن هناك صعوبة بالغة في التوفيق بين وصول الكهرباء والمياه إلى المواطنين في نفس الوقت وفقاً لاعتبارات فنية.
وعن آثار الحصار المباشرة على أزمة المياه، أوضح الأطبش أن هناك العديد من الآبار أصبحت غير صالحة للاستخدام في مناطق عدة مثل (الشيخ رضوان – تل الهوا وغرب خط النصر)، ولم تتمكن إدارة المياه من إغلاقها بسبب عدم تمكنها من حفر آبار بديلة، أو عدم تمكنها من إصلاح العديد من المولدات والمضخات التالفة إثر النقص الحاد في قطع الغيار جراء الحصار وإغلاق المعابر.
الأسوأ قادم
وكان المهندس ربحي الشيخ، نائب رئيس سلطة المياه قال إن ما نسبته 95% من إجمالي عدد آبار المياه في قطاع غزة تعمل بواسطة الوقود والتيار الكهربائي؛ إلا أن تشغيلها من خلال ما هو متوافر من الطاقة الكهربائية لا يؤهلها للعمل وفق طاقتها الإنتاجية الفعلية نظراً لتذبذب التيار الكهربائي ومحدودية القدرة المتوافرة لتشغيل الآبار، الأمر الذي يتطلب بالضرورة الاستعانة بمولدات الكهرباء العاملة بواسطة السولار.
وأشار الشيخ إلى أن استمرارية تشغيل آبار المياه ومحطات المعالجة بواسطة الطاقة الكهربائية تجعلها عرضة للأضرار وتلف المعدات واحتراقها، مبيناً أنه خلال الأشهر الماضية تعطلت ثماني آبار، وأن الآبار العاملة خلال الفترة ذاتها تقلصت إنتاجيتها إلى نحو 35%.
يشار إلى أن صحيفة هآرتس العبرية كانت قد ذكرت أن كيان العدو سيواجه أسوأ أزمة مائية، منذ عشر سنوات، بسبب حالة القحط وشح الأمطار، وارتفاع الاستهلاك المنزلي من المياه بالنسبة للصهاينة، الذين يعيشون في مستوى معيشي مرتفع، تشكل المياه جزءاً أساسياً منه، للبرك، والحدائق، والاستحمام؛ وهو ما يعني أن الفلسطينيين سيشهدون كذلك أزمة؛ لكنها ستكون أكثر سوءاً في ظل ضعف الموارد المائية لديهم، والسرقة الصهيونية المستمرة لمخزونهم الجوفي.
الانتقاد/ العدد1272 ـ 13 حزيران/ يونيو 2008

2008-06-12