ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: 30 عاماً على كامب دايفيد و60 عاماً على اغتصاب فلسطين.. والمقاومة مستمرة

خلف القناع: 30 عاماً على كامب دايفيد و60 عاماً على اغتصاب فلسطين.. والمقاومة مستمرة
كتب مصطفى خازم
تمضي الايام والأعوام والشعب العربي غارق في وسط لجج الحكام و"ضروراتهم"، ولكن الأمة تبقى على "خياراتها".
لم تغير مصافحة انور السادات للجزار مناحيم بيغن قبل 30 عاماً أي شيء في العالم العربي على مستوى الشعوب، بل على العكس، ها هو شعب مصر يتشدد اكثر فأكثر في مقاطعة البضائع الصهيونية، ويرفض التطبيع، وينتفض على أي مطبّع ويتعامل معه معاملة العدو..
وها هو شعب الاردن بالأمس بدأ يفتح الطريق نحو أفق أرحب من المقاومة، فبعد لجان مقاومة التطبيع، ومحاصرة سفارة العدوان على أرض الاردن، وقذفها بالاحذية.. ها هي الجمعيات الاهلية تطلق صوتها إلى الأعلى، بصوت الفنان جميل عواد و"بلا مواربة": "صحيح يمكن ان نقاوم بأشكال مختلفة، لكن يبقى الشكل الأساس والأبرز والأمضى.. المقاومة بالسلاح".
خلف القناع: 30 عاماً على كامب دايفيد و60 عاماً على اغتصاب فلسطين.. والمقاومة مستمرةيرفد هذا الحدث استياء صهيوني شديد من لافتات علقت في البتراء، كبرى مدن السياحة في الاردن، مكتوب عليها: "لا نستقبل الكلاب والاسرائيليين" وفوقها الصورة الأشهر على صعيد القمع العنصري للشعب الفلسطيني، كلب مدرب على الهجوم يقبض على زند امرأة فلسطينية امام بيتها، وهي تحاول التخلص منه".
"اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر.. فأكثر..".
هكذا صدح صوت الرجل الآتي من أقصى الشرق..، والذي استعاض المسلمون والعرب والشرفاء به عن خروج مصر من معادلة المقاومة إلى "الصلح"، الذي يناقض "لاءات" الخرطوم المحاصرة اليوم.. بسبب المقاومة ورفض الخضوع والاستعباد لمملكة الشر في العالم..
وبالعودة إلى لبنان، ما زلنا نسمع أصواتاً تطالب بإعادة النظر في الاتفاقيات المعقودة مع سوريا "لما فيها من إجحاف بحق الجانب اللبناني"، والسؤال الذي لا نجد له جواباً إلى الآن: إذا كانت الاتفاقيات مع سوريا مجحفة، فماذا نقول عن الاتفاقيات المصرية ـ الصهيونية التي وصلت إلى ان تقوم شركة مواد غذائية بتسليم الجنود الصهاينة وجبات طعام خلال العدوان الصهيوني على غزة؟
هل الاتفاق مع الاخ والصديق والجار هو مجحف فيما الاتفاق مع العدو الذي يقتل الاخ والصديق والجار هو العدالة؟
أفيقوا يا سادة..
هي فلسطين.. التي بيعت بثلاثين من فضة..
هي القدس التي تُهوّد يومياً وممنوع عليها ان تكون عاصمة.. حتى للثقافة العربية، هي حي سلوان والشيخ جراح والبستان الذي يقضم من بيوته كل يوم بيت ليزول عن الخارطة..
أي دولة سيحصل عليها الشعب الفلسطيني، إذا كانت عكا تقتحم والعرب صامتون، وتلحق بها حيفا والعرب غافلون.. وبالأمس أم الفحم.. والقدس تقترب من الإبادة العنصرية وجرف البيوت..
أي دولة يمكن أن يبني عليها وفيها الشعب الفلسطيني أحلامه..
فلسطين هي التجربة، وهي الفيصل..
إما تستعاد أو سيكون الهوان على رؤوس كل الملوك والتيجان..
وها هي غزة النموذج الذي بات حراً برغم قيود المعابر "الصديقة" قبل العدوة..، وها هي أم الفحم تقدم أمثولة في التصدي داخل ما يعرف بالخط الأخضر..
"يوم الأرض" قادم.. ويوم النصر كذلك.. والتجربة خير برهان..
"اسرائيل" سقطت...
الانتقاد/ العدد 1339 ـ 27 آذار/ مارس 2009
2009-03-28