ارشيف من :أخبار لبنانية
زحلة تخوض معركتها الشعبية في وجه الفساد والطائفية

كتب مصعب قشمر
لم يحصل ان شهدت منطقة زحلة حماوة انتخابية مثل ما تشهده حاليا، ذلك ان الفوز بمقاعد الدائرة السبعة له أهمية كبرى ليس على صعيد دائرة زحلة فقط، بل لما يمكن ان يشكله من ترجيح للأغلبية في المجلس النيابي القادم، ولهذا تتحضر قوى المعارضة والموالاة لهذه المعركة بشكل جيد، لانها تعتبرها من المواقع الانتخابية الأساسية، ولها قيمة استراتيجية على الصعيد الانتخابي.
ولأن لها هذه الميزة، يسعى كل فريق الى الظفر بمقاعدها السبعة ليكرس زعامته على هذه المنطقة للفترة المقبلة.
فالوزير الياس سكاف الذي يرأس حاليا الكتلة الشعبية النيابية يعمل على تكريس وجوده كزعيم زحلاوي بعدما منحه الزحلاويون ثقتهم خلال الانتخابات الماضية، وفي المقابل يجهد فريق الأكثرية للنيل من المنطقة، لانه كان يظن ان انتخابات الألفين وخمسة مضمونة له سلفا.
وتشكل دائرة زحلة أهمية استراتيجية على الصعيد الانتخابي، لان الفوز بهذه الدائرة سيعطي الأغلبية النيابية لاي من الفريقين سواء المعارضة او الموالاة، على قاعدة ان أي فريق يريد ان يربح الأكثرية النيابية عليه ان يفوز بدائرة زحلة.
ويتم التنافس في زحلة على سبعة مقاعد: اثنين للكاثوليك وواحد لكل من الشيعة والسنة والأرمن والموارنة والروم الأرثوذكس. وقد مر على زحلة نواب تاريخيون مثل جوزيف سكاف والد الوزير الياس سكاف، والنائبين مخايل الدبس وحسين منصور، وغيرهم من النواب الذين شغلوا مقاعد زحلاوية في الفترة الماضية.
اما توزيع الأصوات فهو على الشكل التالي: 32 الف سني، 29500 أرثوذكس، 24 الف ماروني، 21500 شيعة، 15 الف أرثوذكس، 10000 ارمني، 8000 أقليات، وفي المجمل العام تقدر نسبة الاقتراع بـ40000 الف مسيحي، 23500 سني، و12000 شيعي.
لكن الترجيحات، وفق ما يراه أكثر المراقبين، تعطي تحالف المعارضة المكون من الوزير سكاف والتيار الوطني الحر وحزب الله وحركة امل والحزب القومي وغيرها من قوى المعارضة ارجحية للفوز بهذه الدائرة.
لكن كيف تتحضر قوى المعارضة في زحلة لهذه الانتخابات؟
في حديث الى "الانتقاد" يقول النائب سليم عون، وهو عضو في الكتلة الشعبية وممثل التيار الوطني الحر في المدينة: "نحن في جهوزية تامة ونحضر للانتخابات بالشكل المطلوب، وجزء من ارتياحنا نابع من كوننا نحضر بشكل جيد".
ويضيف بأن الانتخابات لها ثلاثة عوامل:
أولاً: التحضير الميداني والأمور التقنية من لوائح شطب الى بطاقات الهوية والمندوبين.
ثانيا: التحالفات: التنسيق بين الحلفاء واختيار المرشحين.
ثالثا: الحملة، وهي تعني شرح التصور والبرنامج وايصال الرسالة كما هي للناخب ليختار وفق رؤية واضحة وليس كالفريق الاخر الذي يضع له شعارات للخداع فقط. وفي هذه النقطة يوضح عون بأن "بعض الناخبين لا يتابعون البرنامج الانتخابي بشكل جيد فتتشوه الحقيقة عندهم".
اما تشكيل اللائحة فهو متروك للوزير سكاف المُكلف من قبل المعارضة بتشكيلها، وهنا ينقل عون عن سكاف قوله "ما زلنا كما نحن باستثناء بعض التغييرات، والتحالفات ستتم مع اشخاص مقتنعين بخيارنا السياسي".
المعركة بين خيارين
ويضيف عون "ان المعركة الانتخابية بين خيارين: هناك فريق يرفع شعار بناء الدولة وفريق آخر يرفع الشعار نفسه، لكنه يبقى على نهجه وسياسته المعهودة القائمة على سياسة الفساد والمصالح الخاصة، أي وفق الحديث القائل: كلام حق يراد به باطل".
وأشار عون "الى ان سياسة هذا الفريق أوصلتنا الى الواقع المتردي الذي نعيشه، من ارتفاع الدين، إلى عرقلة كل المواضيع الخدماتية، لافتا الى ان المطلوب هو العبور الى الجمهورية الثالثة، وتحقيق أمن حقيقي وقضاء نزيه ومستقل وعادل"، وفي هذا المجال وعد عون المواطنين ببناء دولة الخدمات في حال فازت المعارضة بالأكثرية النيابية فقال: "نعد المواطنين بالوصول الى الدولة خلال عامين، الدولة التي تؤمن الخدمات للمواطنين".
وعن ترجمة هذه الشعارات يقول "نحن فريق يستطيع ان يفي بوعوده ويحقق ما يريد، وقد استطعنا من خلال وزارة الاتصالات ان نؤمن خدمة لكل مواطن، من تحسين شبكة الهاتف وزيادة ايرادات الخزينة"، ويضيف: "هذا نموذج قدمناه للمواطن، وبرغم كل ما نتعرض له من عرقلة ومحاولة لإفشالنا، استطعنا ان نحقق هذا الإنجاز".
المعركة الانتخابية
يعبر عون عن ثقته الكاملة بالناخب الزحلاوي، لانه يعرف كيف يميز ويفكر ويختار، وبالتالي كيف يؤمن المصلحة الخاصة والعامة. ويضيف "هذه الثقة واقعة، ودائما نجد ان الناخب عند الاستحقاق يتعرض للغش، لكنه كان دائما يرى الاستحقاق بصورة جيدة ويأخذ القرار الصحيح". ونبّه من ان الفريق الآخر يحاول أن يستغل حاجة الشعب ليحسن من فرصة نجاحه، وهو يبني سياسته على التعصب المذهبي وعلى عامل المال وغيره، لانه ليس عنده شيء آخر يقدمه، لا ماض جيد ولا مشروع للمستقبل"، ويعطي نائب زحلة مثالا على ذلك فيقول ان الفريق الاخر استعمل هذا الأسلوب في انتخابات 2005 وفشل في ذلك، اذ صرف الكثير من المال، وعند اقفال الصناديق كانت اوراق الفريق الاخر مرمية خلف الستار على الارض، وانتخب الزحلاوي ما يمليه عليه ضميره.
الانتقاد/ العدد 1339 ـ 27 آذار/ مارس 2009