ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت: "أمل".. شاهد آخر على مأساة الطفولة الفلسطينية وعزيمتها

خاص الانتقاد.نت: "أمل".. شاهد آخر على مأساة الطفولة الفلسطينية وعزيمتها

غزة ـ فادي عبيد

خاص الانتقاد.نت: "أمل".. شاهد آخر على مأساة الطفولة الفلسطينية وعزيمتها  لم يفلح دوران عجلة الزمن في مسح آثار الحرب الصهيونية العدوانية على قطاع غزة؛ بل على العكس من ذلك، فمع مرور كل لحظة يستذكر الغزاويون بشاعة وقساوة ما عايشوه على مدار 23 يوماً تشابهت فيما بينها من حيث رائحة الدماء، وملامح الدمار.
عائلة السموني، واحدة من بين آلاف الأسر الفلسطينية التي ذاقت ويلات العدوان في بدايته وما زالت تعاني حتى بعد توقفه، فالأسرة التي ودعت ما يزيد عن 25 من أبنائها شهداء، قدمت ما يقرب منهم جرحى ومصابين ما زالوا يئنون؛ بانتظار التخفيف عنهم كما هو الحال بالنسبة للزهرة (أمل) ابنة العشر سنوات.

تقول أم محمود السموني: "إن ابنتها تعاني من آلام شديدة؛ جراء إصابتها بعدد من الشظايا في رأسها خلال الحرب، ولا تعرف ماذا تصنع لها".
تشرح الوالدة التي فقدت زوجها (عطية)، وطفلها (أحمد)؛ فضلاً عن منزلها، أن حالة ابنتها في تدهور مستمر، حيث باتت ومنذ عودتها من رحلة علاج في الخارج تنزف من عينيها وأنفها.
تتابع أم محمود التي التقيناها في منزل عائلتها وقد بدت صابرة ومحتسبة أن الاهتمام بحالة أمل تراجع بشكل كبير خلال الفترة الماضية، مرجعة ذلك إلى غياب مأساة (عائلة السموني) عن الإعلام، وهي ذات المأساة التي عجلت في سفرها أثناء الحرب، فيما الآن لا تجد أي فرصة للسفر مرة ثانية لاستكمال علاجها، حالها كحال مئات المرضى والجرحى جراء استمرار إغلاق المعابر؛ لا سيما معبر رفح البري.
شعور والدة أمل بالعجز عن تقديم العون "لزهرتها" التي باتت تذبل أمام عينيها؛ لم يدفعها للاستجداء، فاكتفت بالتوجه لله عز وجل، قائلة: "ربنا هو العالم بحالتي، وهو الحنون عليّ وعلى أولادي.. لو والدها عايش كان ما استناش بنتي تتوجع وإحنا مش قادرين نعمل لها حاجة".
أما أمل نفسها، فاقتبست من اسمها معناه في حديثها معنا؛ فبالرغم من آلام رأسها الذي اخترقته ما يزيد عن 15 شظية ما تزال "عالقة" حتى الآن؛ إلا أنها تصر على إكمال دراستها لتحقيق حلم والدها الشهيد، بأن تصبح مدرّسة تخرج أجيالاً واعيةً بقضية فلسطين.
تضيف "الزهرة" الفلسطينية أنها وفي كل لحظة تمر عليها تتذكر جيداً بيت أسرتها الذي سوي بالأرض بعد أن نجا بعض ساكنيه، كما وتتذكر ساعة إصابتها كما لو كانت حدثت قبل وقت قصير؛ خاصة عندما تنزف عيناها أو أنفها، وترى الدماء تسيل على وجهها.

بحاجة لتدخل!!
غياب ما يسمى بالمجتمع الدولي عن معاناة أمل، وغيرها الآلاف من الأطفال الفلسطينيين؛ يعني أن المزيد منهم سيرحلون عن هذه الدنيا كمن سبقوهم، لأنهم لم يجدوا الدواء جراء الحصار المفروض، أو بفعل آلة البطش الصهيونية التي عملت على مدار الوقت لسلبهم الحياة بشتى الطرق.
وتجدر الإشارة إلى أن وزارة الصحة الفلسطينية كانت قد حذرت مجدداً من أن استمرار إغلاق معبر رفح قد يرفع عدد شهداء الحصار المفروض على غزة الذين تجاوز عددهم 312 شهيداًَ؛ ولا سيما أن هناك مئات المرضى من أصحاب الأمراض المزمنة، ومئات الجرحى والمصابين الذين باتت حالتهم تتدهور، وبحاجة ماسة للعناية العاجلة في الخارج حيث تتوافر المعدات والخبرات الخاصة بالحالات الدقيقة.

خاص الانتقاد.نت: "أمل".. شاهد آخر على مأساة الطفولة الفلسطينية وعزيمتها

الانتقاد/ العدد 1339 ـ 27 آذار/ مارس 2009
2009-03-28