ارشيف من :أخبار عالمية
إيذاناً بفتح صفحة جديدة بين سورية وفرنسا، وسورية ولبنان: باريس تجمع الرؤساء الأسد وسليمان وساركوزي
تشهد العاصمة الفرنسية باريس اليوم السبت قمة ثنائية تجمع الرئيسان السوري بشار الأسد والفرنسي نيكولا ساركوزي يعقبها قمة رباعية تضم إلى الأسد وساركوزي الرئيس اللبناني ميشيل سليمان وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وذلك على هامش إطلاق ما اتُفِقَ على تسميته "عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط".
ومن المقرر أن يصل الرئيس الأسد وعقيلته السيدة أسماء اليوم إلى باريس لتكون هذه الزيارة هي الثالثة للرئيس الأسد إلى فرنسا التي زارها زيارة دولة عام 2001، وكان زارها عام 1999 قبل تسلمه مهامه الرئاسية عام 2000.
ويصل الرئيس الأسد قصر الإليزية في الخامسة من عصر اليوم، ثم يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس ساركوزي تستمر ساعة، وعند السادسة ينضم إليهما الرئيس ميشيل سليمان وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في لقاء رباعي يصدر في ختامه بيان مشترك ويعقبه مؤتمر صحفي للزعماء الأربعة.
ولقاء الرئيسان السوري واللبناني هو الأول بينهما منذ انتخاب الرئيس سليمان رئيساً للجمهورية في 25 أيار الماضي.
وكذلك هو الحال بالنسبة للرئيس الأسد وساركوزي فهذا هو اللقاء الأول بينهما، حيث كانت محادثاتهما اقتصرت سابقاً على تبادل الرسائل والحديث عبر الهاتف.
ومن المتوقع أن تتناول المباحثات العلاقات الثنائية وسُبُل تطويرها وتعزيزها وتطورات الأوضاع في المنطقة و"عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط".
ومن المأمول أن تؤدي مباحثات الرئيسان الأسد وساركوزي إلى تطبيع العلاقات السورية الفرنسية وأن تشكل انطلاقة لصفحة جديدة في علاقات البلدين ودعم التعاون الثنائي بينهما على جميع الصعد.
وشهدت العلاقة بين البلدين توتراً ملحوظاً طوال السنوات الأربع الماضية على خلفية اتهام سورية بالضلوع في عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري وهو الأمر الذي تنفيه دمشق دائماً، عدا عن اتباع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك مع سورية سياسة قائمة على "موقف شخصي" منها، حسب تعبير دمشق، على خلفية حادثة اغتيال الحريري ما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين.
وفي عهد الرئيس ساركوزي، استمرت العلاقة بالتأزم وذلك على خلفية الأزمة الرئاسية التي عصفت بلبنان وأبقت سدة الرئاسة فيه شاغرة ستة أشهر.
ويشير المراقبون في دمشق إلى وجود "أجواء إيجابية جديدة لدى السياسة الفرنسية الحالية تجاه سورية تتصف بالواقعية والبعد عن الانتقائية والتعامل مع سورية على اعتبار أنها جزء من الحل في المنطقة وليست جزء من المشكلة وانطلاقاً من دورها المحوري الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".
وتبدو عوامل نجاح زيارة الرئيس الأسد إلى فرنسا ومباحثاته مع ساركوزي متوافرة بشكل مسبق، فهذه الزيارة تأتي بعد التطورات الايجابية التي تشهدها المنطقة والتي لعبت سورية دوراً واضحاً فيها وأهمها انتخاب الرئيس اللبناني التوافقي ميشيل سليمان ومساندة سورية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإبداؤها استعدادها الكامل للتعامل معها بغض النظر عن الأشخاص، إضافة إلى التهدئة الحاصلة حالياً في قطاع غزة ودعم سورية الصريح لها، عدا عن استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل برعاية تركية ودعوة الرئيس الأسد لأوروبا عامة وفرنسا خاصة لتفعيل دورها في عملية السلام في المنطقة.
وتكتسي هذه الزيارة أيضاً طابعاً عربياً وأوروبياً، فسورية تترأس حالياً القمة العربية، كما تترأس فرنسا الاتحاد الأوروبي.
ويبدو لافتاً أن القيادة السورية نجحت في إيصال وجهة نظرها إزاء مختلف القضايا الإقليمية والعالمية إلى الإعلام الفرنسي واستطاعت كسبه إلى جانبها ما أتاح الفرصة أمام صانع القرار الفرنسي من أجل فهم أفضل لطبيعة وأهداف السياسة السورية، فقد أجرى الرئيس الأسد مقابلات عدة مع ممثلي الإعلام الفرنسي نُشِرت في كبرى الصحف الفرنسية وأوسعها انتشاراً مثل الفيغارو والأومانيتيه واللوموند وتناقلتها أكثر من 22 صحيفة محلية إضافة إلى لقاءات مع القناة الخامسة في التلفزيون الفرنسي ما ترك أثراً طيباً لما امتازت به هذه اللقاءات من صراحة ودقة وتحليل عميق لمشكلات المنطقة وسبل معالجتها وخلصت إلى أن الدور السوري في عملية السلام والاستقرار لا يمكن تجاوزه.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن ترتيبات زيارة الرئيس بشار الأسد إلى فرنسا أعدت لأن تكون زيارة ناجحة وتاريخية، وأكد في مقابلة تلفزيونية أن باب الحوار فتح بين سورية وفرنسا مشيراً إلى أنه لا توجد شروط فرنسية لعودة هذا الحوار.
وغداً الأحد سيلتقي الرئيس الأسد بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس وزراء إسبانيا خوسيه ماريا ثاباتيرو، وعدد من الزعماء المشاركين في قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط» التي يحضرها الرئيس الأسد إلى جانب 42 من قادة الدول الأوروبية والمتوسطية.
ومساءً ينضم الرئيس الأسد إلى حفل العشاء الذي يقيمه الرئيس الفرنسي على شرف القادة المشاركين.
وفي اليوم التالي يحضر الرئيس الأسد العرض العسكري الذي سيقام في جادة الشانزليزيه بمناسبة العيد الوطني الفرنسي الذي يعقبه حفل الغداء الذي يقيمه ساركوزي على شرف القادة المشاركين في القمة.
وشهدت الآونة الأخيرة مقدمات كثيرة أوحت بانفراج قريب للعلاقة بين دمشق وباريس، فقد زار دمشق منتصف الشهر الماضي مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الدبلوماسية جان دافيد ليفييت، والأمين العام للرئاسة الفرنسية جان كلود غيَّان حيث التقيا الرئيس الأسد للبحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورت الأوضاع في المنطقة ومشروع الاتحاد من أجل المتوسط.
وقبل ذلك بنحو أسبوعين بادر الرئيس ساركوزي للاتصال بالرئيس الأسد حيث "أشاد بالجهود الحثيثة التي بذلها الرئيس الأسد من أجل إنجاح اتفاق الدوحة وضمان انتخاب اللبنانيين لرئيسهم التوافقي" وذلك بحسب ما أعلن بيان رئاسي سوري والذي نقل عن ساركوزي رغبته "في إعطاء زخم أكبر للعلاقات بين فرنسا وسورية وخصوصا في المجالين السياسي والاقتصادي وكذلك زيادة التنسيق بين البلدين في المواضيع ذات الاهتمام المشترك".
ورأى المراقبون في هذا الاتصال مقدمة لتطبيع العلاقات بين دمشق وباريس.
وكان وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا قام بزيارة رسمية لفرنسا ساهمت في إعادة الدفء من "باب الثقافة" للعلاقات السورية الفرنسية الباردة سياسياً.
وأجرى الوزير السوري مباحثات مع نظيرته الفرنسية كريستين ألبانيل ومسؤولين فرنسيين آخرين في الحقل الثقافي تناولت الشأن الثقافي وأفق التعاون المستقبلي بين البلدين.
وأواخر العام الماضي قام غيَّان بزيارة سورية بصفته مبعوثاً للرئيس ساركوزي والتقى حينها الرئيس الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم بهدف البحث عن مخرج للأزمة اللبنانية.
إلا أن فشل حل الأزمة في لبنان واتهام سورية بالوقوف وراء ذلك دفع الرئيس الفرنسي إلى إيقاف جميع الاتصالات مع دمشق فيما يخص الشأن الرئاسي اللبناني، وبدورها ردت العاصمة السورية على القرار الفرنسي بقرار مماثل.
ورغم أن الوزير المعلم التقى ونظيره الفرنسي برنار كوشنير مرتين على هامش المؤتمر الدوري لدول جوار العراق الأولى في تركيا في تشرين الثاني الماضي والثانية في الكويت نهاية نيسان الماضي إلا أن أي انفراج لم يحدث في العلاقات بين البلدين التي هيمنت عليها تداعيات الملف اللبناني.
ومن المقرر أن يصل الرئيس الأسد وعقيلته السيدة أسماء اليوم إلى باريس لتكون هذه الزيارة هي الثالثة للرئيس الأسد إلى فرنسا التي زارها زيارة دولة عام 2001، وكان زارها عام 1999 قبل تسلمه مهامه الرئاسية عام 2000.
ويصل الرئيس الأسد قصر الإليزية في الخامسة من عصر اليوم، ثم يعقد جلسة مباحثات ثنائية مع الرئيس ساركوزي تستمر ساعة، وعند السادسة ينضم إليهما الرئيس ميشيل سليمان وأمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، في لقاء رباعي يصدر في ختامه بيان مشترك ويعقبه مؤتمر صحفي للزعماء الأربعة.
ولقاء الرئيسان السوري واللبناني هو الأول بينهما منذ انتخاب الرئيس سليمان رئيساً للجمهورية في 25 أيار الماضي.
وكذلك هو الحال بالنسبة للرئيس الأسد وساركوزي فهذا هو اللقاء الأول بينهما، حيث كانت محادثاتهما اقتصرت سابقاً على تبادل الرسائل والحديث عبر الهاتف.
ومن المتوقع أن تتناول المباحثات العلاقات الثنائية وسُبُل تطويرها وتعزيزها وتطورات الأوضاع في المنطقة و"عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط".
ومن المأمول أن تؤدي مباحثات الرئيسان الأسد وساركوزي إلى تطبيع العلاقات السورية الفرنسية وأن تشكل انطلاقة لصفحة جديدة في علاقات البلدين ودعم التعاون الثنائي بينهما على جميع الصعد.
وشهدت العلاقة بين البلدين توتراً ملحوظاً طوال السنوات الأربع الماضية على خلفية اتهام سورية بالضلوع في عملية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري وهو الأمر الذي تنفيه دمشق دائماً، عدا عن اتباع الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك مع سورية سياسة قائمة على "موقف شخصي" منها، حسب تعبير دمشق، على خلفية حادثة اغتيال الحريري ما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين.
وفي عهد الرئيس ساركوزي، استمرت العلاقة بالتأزم وذلك على خلفية الأزمة الرئاسية التي عصفت بلبنان وأبقت سدة الرئاسة فيه شاغرة ستة أشهر.
ويشير المراقبون في دمشق إلى وجود "أجواء إيجابية جديدة لدى السياسة الفرنسية الحالية تجاه سورية تتصف بالواقعية والبعد عن الانتقائية والتعامل مع سورية على اعتبار أنها جزء من الحل في المنطقة وليست جزء من المشكلة وانطلاقاً من دورها المحوري الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة".
وتبدو عوامل نجاح زيارة الرئيس الأسد إلى فرنسا ومباحثاته مع ساركوزي متوافرة بشكل مسبق، فهذه الزيارة تأتي بعد التطورات الايجابية التي تشهدها المنطقة والتي لعبت سورية دوراً واضحاً فيها وأهمها انتخاب الرئيس اللبناني التوافقي ميشيل سليمان ومساندة سورية لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وإبداؤها استعدادها الكامل للتعامل معها بغض النظر عن الأشخاص، إضافة إلى التهدئة الحاصلة حالياً في قطاع غزة ودعم سورية الصريح لها، عدا عن استئناف المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل برعاية تركية ودعوة الرئيس الأسد لأوروبا عامة وفرنسا خاصة لتفعيل دورها في عملية السلام في المنطقة.
وتكتسي هذه الزيارة أيضاً طابعاً عربياً وأوروبياً، فسورية تترأس حالياً القمة العربية، كما تترأس فرنسا الاتحاد الأوروبي.
ويبدو لافتاً أن القيادة السورية نجحت في إيصال وجهة نظرها إزاء مختلف القضايا الإقليمية والعالمية إلى الإعلام الفرنسي واستطاعت كسبه إلى جانبها ما أتاح الفرصة أمام صانع القرار الفرنسي من أجل فهم أفضل لطبيعة وأهداف السياسة السورية، فقد أجرى الرئيس الأسد مقابلات عدة مع ممثلي الإعلام الفرنسي نُشِرت في كبرى الصحف الفرنسية وأوسعها انتشاراً مثل الفيغارو والأومانيتيه واللوموند وتناقلتها أكثر من 22 صحيفة محلية إضافة إلى لقاءات مع القناة الخامسة في التلفزيون الفرنسي ما ترك أثراً طيباً لما امتازت به هذه اللقاءات من صراحة ودقة وتحليل عميق لمشكلات المنطقة وسبل معالجتها وخلصت إلى أن الدور السوري في عملية السلام والاستقرار لا يمكن تجاوزه.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن ترتيبات زيارة الرئيس بشار الأسد إلى فرنسا أعدت لأن تكون زيارة ناجحة وتاريخية، وأكد في مقابلة تلفزيونية أن باب الحوار فتح بين سورية وفرنسا مشيراً إلى أنه لا توجد شروط فرنسية لعودة هذا الحوار.
وغداً الأحد سيلتقي الرئيس الأسد بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس وزراء إسبانيا خوسيه ماريا ثاباتيرو، وعدد من الزعماء المشاركين في قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط» التي يحضرها الرئيس الأسد إلى جانب 42 من قادة الدول الأوروبية والمتوسطية.
ومساءً ينضم الرئيس الأسد إلى حفل العشاء الذي يقيمه الرئيس الفرنسي على شرف القادة المشاركين.
وفي اليوم التالي يحضر الرئيس الأسد العرض العسكري الذي سيقام في جادة الشانزليزيه بمناسبة العيد الوطني الفرنسي الذي يعقبه حفل الغداء الذي يقيمه ساركوزي على شرف القادة المشاركين في القمة.
وشهدت الآونة الأخيرة مقدمات كثيرة أوحت بانفراج قريب للعلاقة بين دمشق وباريس، فقد زار دمشق منتصف الشهر الماضي مستشار الرئيس الفرنسي للشؤون الدبلوماسية جان دافيد ليفييت، والأمين العام للرئاسة الفرنسية جان كلود غيَّان حيث التقيا الرئيس الأسد للبحث في العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورت الأوضاع في المنطقة ومشروع الاتحاد من أجل المتوسط.
وقبل ذلك بنحو أسبوعين بادر الرئيس ساركوزي للاتصال بالرئيس الأسد حيث "أشاد بالجهود الحثيثة التي بذلها الرئيس الأسد من أجل إنجاح اتفاق الدوحة وضمان انتخاب اللبنانيين لرئيسهم التوافقي" وذلك بحسب ما أعلن بيان رئاسي سوري والذي نقل عن ساركوزي رغبته "في إعطاء زخم أكبر للعلاقات بين فرنسا وسورية وخصوصا في المجالين السياسي والاقتصادي وكذلك زيادة التنسيق بين البلدين في المواضيع ذات الاهتمام المشترك".
ورأى المراقبون في هذا الاتصال مقدمة لتطبيع العلاقات بين دمشق وباريس.
وكان وزير الثقافة السوري رياض نعسان آغا قام بزيارة رسمية لفرنسا ساهمت في إعادة الدفء من "باب الثقافة" للعلاقات السورية الفرنسية الباردة سياسياً.
وأجرى الوزير السوري مباحثات مع نظيرته الفرنسية كريستين ألبانيل ومسؤولين فرنسيين آخرين في الحقل الثقافي تناولت الشأن الثقافي وأفق التعاون المستقبلي بين البلدين.
وأواخر العام الماضي قام غيَّان بزيارة سورية بصفته مبعوثاً للرئيس ساركوزي والتقى حينها الرئيس الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم بهدف البحث عن مخرج للأزمة اللبنانية.
إلا أن فشل حل الأزمة في لبنان واتهام سورية بالوقوف وراء ذلك دفع الرئيس الفرنسي إلى إيقاف جميع الاتصالات مع دمشق فيما يخص الشأن الرئاسي اللبناني، وبدورها ردت العاصمة السورية على القرار الفرنسي بقرار مماثل.
ورغم أن الوزير المعلم التقى ونظيره الفرنسي برنار كوشنير مرتين على هامش المؤتمر الدوري لدول جوار العراق الأولى في تركيا في تشرين الثاني الماضي والثانية في الكويت نهاية نيسان الماضي إلا أن أي انفراج لم يحدث في العلاقات بين البلدين التي هيمنت عليها تداعيات الملف اللبناني.