ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: سلة البيض الأميركية

كتب محمد يونس
يكثر الأميركيون هذه الأيام الحديث عن استراتيجية ما للخروج من أفغانستان، إذ يشاع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد وضع استراتيجية تتخلص بلاده في نهايتها من المستنقع الغارقة فيه في أفغانستان، وتقوم على مراجعة الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة الأميركية السابقة ومعالجتها.
إلى هنا يبدو كلام الإدارة الأميركية الحالية طبيعيا من حيث المأزق الذي تعيشه ومن حيث الأخطاء الأميركية التي أدت إلى هذا المأزق، لكن بالدخول إلى المزيد من التفاصيل نجد أن هذه الإدارة لا تخالف أي إدارة سبقتها، فاعترافها بوقوع أخطاء يتحول بسحر ساحر إلى إلقاء اللوم على الأدوات لأنهم عجزوا وفشلوا في فتح قنوات اتصال وحوارات مع الأطراف التي تقاتل الأميركيين، مع العلم أن هذه الأدوات ما كانت لتقطع أي قناة اتصال مع أي طرف كان إلا بتعليمات واضحة من واشنطن.
إذاً، الأميركيون عادوا إلى سابق عهدهم، يجبرون الآخرين على تنفيذ أوامرهم وعندما يفشلون يلقون باللائمة عليهم وينتقلون مباشرة إلى فتح قنوات الحوار مع خصومهم تاركين "الحلفاء" يتخبطون بنيران الفشل، وغالبا ما يكون مصيرهم الموت أو السجن أو الإبعاد في أحسن الأحوال.
وما التغيير الذي وعد به أوباما إلا رجوعا عن سياسات بوش التي قادت الولايات المتحدة إلى التدخل مباشرة في الصراعات التي تذكّيها ما افقدها حجة إلقاء العبء على غيرها، والنأي بنفسها عمّن كانوا يلهثون ليلا نهارا لإرضاء البيت الأبيض وساكنيه.
ومع أن هذه المسألة واضحة وضوح الشمس ولا تكاد سنة تمر إلا وتقدم لنا واشنطن مثالا عليها، فما زلنا نرى هناك من يضع بيضه في السلة الأميركية، مع علمهم أن السلة مثقوبة وأن البيض يذهب سدى من دون أن يتحول إلى وزن ذي قيمة، لا لأصحاب البيض ولا عند أصحاب السلة.
الانتقاد/ العدد 1339 ـ 27 آذار/ مارس 2009
يكثر الأميركيون هذه الأيام الحديث عن استراتيجية ما للخروج من أفغانستان، إذ يشاع أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد وضع استراتيجية تتخلص بلاده في نهايتها من المستنقع الغارقة فيه في أفغانستان، وتقوم على مراجعة الأخطاء التي وقعت فيها الإدارة الأميركية السابقة ومعالجتها.
إلى هنا يبدو كلام الإدارة الأميركية الحالية طبيعيا من حيث المأزق الذي تعيشه ومن حيث الأخطاء الأميركية التي أدت إلى هذا المأزق، لكن بالدخول إلى المزيد من التفاصيل نجد أن هذه الإدارة لا تخالف أي إدارة سبقتها، فاعترافها بوقوع أخطاء يتحول بسحر ساحر إلى إلقاء اللوم على الأدوات لأنهم عجزوا وفشلوا في فتح قنوات اتصال وحوارات مع الأطراف التي تقاتل الأميركيين، مع العلم أن هذه الأدوات ما كانت لتقطع أي قناة اتصال مع أي طرف كان إلا بتعليمات واضحة من واشنطن.
إذاً، الأميركيون عادوا إلى سابق عهدهم، يجبرون الآخرين على تنفيذ أوامرهم وعندما يفشلون يلقون باللائمة عليهم وينتقلون مباشرة إلى فتح قنوات الحوار مع خصومهم تاركين "الحلفاء" يتخبطون بنيران الفشل، وغالبا ما يكون مصيرهم الموت أو السجن أو الإبعاد في أحسن الأحوال.
وما التغيير الذي وعد به أوباما إلا رجوعا عن سياسات بوش التي قادت الولايات المتحدة إلى التدخل مباشرة في الصراعات التي تذكّيها ما افقدها حجة إلقاء العبء على غيرها، والنأي بنفسها عمّن كانوا يلهثون ليلا نهارا لإرضاء البيت الأبيض وساكنيه.
ومع أن هذه المسألة واضحة وضوح الشمس ولا تكاد سنة تمر إلا وتقدم لنا واشنطن مثالا عليها، فما زلنا نرى هناك من يضع بيضه في السلة الأميركية، مع علمهم أن السلة مثقوبة وأن البيض يذهب سدى من دون أن يتحول إلى وزن ذي قيمة، لا لأصحاب البيض ولا عند أصحاب السلة.
الانتقاد/ العدد 1339 ـ 27 آذار/ مارس 2009