ارشيف من :أخبار لبنانية

خاص الانتقاد.نت: الموالاة ومآزق الانتخابات.. "كبكوب صوف" لا يُعرف أوله من آخره

خاص الانتقاد.نت: الموالاة ومآزق الانتخابات.. "كبكوب صوف" لا يُعرف أوله من آخره

كتب أحمد شعيتو
عندما يصبح البرنامج الانتخابي الموحد للموالاة برامج.. وعندما يقول رئيس"القوات" سمير جعجع اننا متفقون على الاستراتيجية ولكن لكلٍّ ظروفه.. وعندما يطل النائب وليد جنبلاط علينا بلغة مغايرة ويقول انها مجرد قفزة جديدة.. وعندما يختلف جنبلاط على الترشيحات مع الحريري والحريري مع كل من ميشال فرعون وجعجع، وجعجع مع الجميل، والجميل مع نسيب لحود، ويهب غطاس خوري ليتساءل "ألا يحق لي أن أحلم بأن أترشح عن المقعد الماروني في دائرتي؟" ويهدد جنبلاط بفك التحالف في الشوف مع الرابع عشر من آذار اذا لم تسوَّ مشكلة التزاحم على الترشح على لائحته في المقعد الماروني الثالث بين جورج عدوان وغطاس خوري.. عندما يحصل كل ذلك وغيره بشكل علني فاضح، فإنك تستطيع القول بملء الفم ان الموالاة في وضع مهتز ومرتبك. واذا كان الاهتزاز على هذا النحو قبل الانتخابات فكيف الحال ما بعدها اذا خسرتها الموالاة !!
 
ومن معركة الشوف الانتخابية في 14 اذار وغيرها من المعارك، الى التراجع عن مواقف سابقة بشكل دراماتيكي، الى الاموال الضخمة التي تصرف على المعركة الانتخابية وشراء الضمائر، الى التحذير المتكرر من قبل النائب سعد الحريري من ان فوز المعارضة "سيؤدي الى انهيار اقتصادي" ليلحقه جعجع في هذا الموقف.. كل ذلك مؤشر واضح على حجم الارتباك لدى الموالاة الذي وصل الى حد اللجوء الى أساليب التضليل العلني من قبل قيادات هذا الفريق  للتأثير على الناس من خلال إثارة خوفهم على مستقبلهم المعيشي.
 
ولعل اللجوء الى المرشحين المستقلين امثال رئيس الحكومة الاسبق نجيب ميقاتي في الشمال والوزير تمام سلام في بيروت وغيرهما في المناطق واستقطاب النائب ميشال المر ومحاولة التعويل على الناخبين غير الحزبيين، لعلّ كل ذلك دليل آخر على وضع الموالاة الذي لا تحسد عليه وتخوفها الكبير من نتائج الانتخابات.

وفي هذا الاطار كانت اوساط وزير الدولة نسيب لحود اكدت "ان المعركة الانتخابية في المتن الشمالي تعتمد على 3 مكونات لا بد من تأمينها وهي: اوسع تحالف داعم للائحة من قوى 14 آذار كافة لضمان تعبئتها الكاملة من الكتائب وحركة التجدد والقوات وربما غيرهم، وأوسع مروحة من المستقلين المتقاطعين سياسيا مع 14 آذار وفي مقدمتهم النائب المر، والعنصر الثالث استمالة الكتلة الواسعة من الناخبين غير الحزبيين ولا المنتسبين الى الماكينات والتي تقدّر ما بين 15 و20 الف ناخب.

وكانت الارباكات التي عصفت بفريق الموالاة أجّلت اعلان لوائحه الانتخابية. وبعد أن ساد الظن للوهلة الاولى ان رئيس لجنة المتابعة في قوى الرابع عشر من آذار النائب فارس سعيد سيعلن في الاحتفال الذي اقامته هذه القوى اللوائح الانتخابية، ظهر تأجيل الامر كما واطلقت هذه القوى بيانا حول سياستها المقبلة ضمّنته لغة مستجدة تجاه سوريا.

تبدو التعارضات بين الموالاة مثل "كبكوب الصوف" لا يُعرف اوله من اخره كما يعبر عضو المجلس الوطني للاعلام الاستاذ غالب قنديل في حديثه لـ "الانتقاد" حول الارباك الانتخابي لدى الموالاة. وفي اشارته الى تضارب الحسابات الانتخابية في فريق 14 اذار في الشوف والمتن الشمالي وجبيل والبترون يشير قنديل الى بعض الوقائع:

- هناك تضارب بين المستقبل ومسيحيي الموالاة في الشوف يشكل عبئا على النائب وليد جنبلاط بالنسبة للترشح على لائحته.
- ينطبق ذلك ايضا على معركة بعبدا حيث طموحات 14 اذار المتضاربة تشكل عائقا امام لائحة مكتملة.
- بيروت والبترون: حزب الكتائب يشكو انه سيحمل حلفاءه في المتن وزحلة دون ان يعطوه حجما في البترون ودائرة بيروت الاولى.
- في كسروان تواجه اللائحة عقدا مشابهة نتيجة التنافس الناجم عن الخوف من الرفض الشعبي للقوات.

ويلفت قنديل الى ان هناك اشتغالا على توافقات مع المستقلين والمعارضة بالنسبة لطرابلس وعكار وحتى صيدا تحت شعار المحافظة على وضع هادئ في بعض الدوائر التي تحمل تشنجات، وهذا الامر تشجع عليه دول عربية سيما السعودية.

عن الارتباك السياسي ودلائله يشير قنديل الى "ان الموالاة تعيش إشكالا على المستوى السياسي يرتبط بالتحولات على صعيد المنطقة والتوازنات اللبنانية، والمؤشر الاول كان الاستدارة التي بدأها النائب وليد جنبلاط في ايار/ مايو حيث قام بتموضع جديد انطلاقا من "انتينات" الاستشعار الموجود لديه". ويكشف قنديل انه نُقل عن جنبلاط قوله ان هناك وضعا جديدا ينبغي قراءته وفهم ابعاده. ويشير الى ان إعادة التموضع هذه تمثلت بلغة جديدة تجاه المقاومة وتجاه سوريا والجمهورية الاسلامية الايرانية.

وفيما يؤكد قنديل ان جنبلاط لديه حسابات جديدة ينتقل ليؤكد ان النائب الحريري سيبقى محكوما بالسقف السعودي فهو يتحرك على اعتباره على صلة عضوية بالحركة السعودية في المنطقة لافتا الى ان هناك تكهنات بتغيرات سيُدفع لها الحريري بعد الانتخابات مما يجعل موقفه قابلا للتبدل. وهنا يؤكد قنديل أن مكابرة الحريري برفض الشراكة ستتبدد امام مسعى عربي لتشكيل حكومة وحدة وطنية يحثه عليها "حاضنه" السعودي ونستطيع بوضوح توقع ذلك بحسب تعبير قنديل.

المأزق الأساسي بحسب قنديل سيكون لدى مسيحيي 14 اذار، والقوات والكتائب سيواجهون صعوبة كبيرة بالتكيف مع معادلة جديدة بعد الانتخابات وستكون المقاومة في هذه المعادلة محمية ومحصنة. وبالخلاصة فإن هذه الارباكات السياسية والانتخابية تعبر عن مأزق الموالاة، وهناك تموضع جديد بعد الانتخابات النيابية من شأنه ان يعمق هذه التعارضات والاختلافات السياسية.

2009-03-30