ارشيف من :أخبار عالمية

"هآرتس": نتانياهو عازم على مهاجمة إيران

"هآرتس": نتانياهو عازم على مهاجمة إيران

ذكرت صحيفة "هآرتس"، أمس الأول، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الجديد بنيامين نتانياهو ينوي مهاجمة إيران، لكن مشكلته تكمن في الحصول على ضوء من الإدارة الأميركية.
وأضافت الصحيفة أن هذه التقديرات مبنية على اعتبارات عدة أولها "المواقف التي أعلنها نتانياهو قبل الانتخابات وخطابه الثلاثاء الماضي أمام الكنيست خلال جلسة الثقة، عندما جدد اعتبار البرنامج النووي الإيراني "خطرا وجوديا على إسرائيل"، في تكرار الوعود الانتخابية بأنه لن يسمح لإيران بأن تصل إلى هذا المستوى. ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من نتانياهو أن هذا الأخير قرر بالفعل "تدمير المنشآت النووية الإيرانية على أساس أن العقوبات المفروضة على طهران لن تجدي"، وأن القوة هي "السبيل الوحيد لمنع إيران من تطوير قدراتها النووية".   
وأضافت المصادر نفسها أن التقديرات السائدة على الساحة الدولية باتت تتعامل مع مسألة قيام "إسرائيل" بشن ضربة عسكرية لإيران على أنها "أمر واقع"، مشيرة إلى أن بعض الدول الأوروبية "تتدريب على إجلاء رعاياها من إيران".
وعلاوة على ذلك، تضيف "هآرتس"، فإن التهديدات المبطنة على شاكلة "عدم استبعاد أي وسيلة ممكنة بما فيها الخيار العسكري" جعلت العالم أكثر قناعة بأن "إسرائيل ستتصرف من تلقاء نفسها" في ما يخص الملف النووي الإيراني. وتابعت أن الأوساط الأمنية والإستراتيجية في "إسرائيل لا تزال منقسمة على نفسها، وسط التقديرات التي تقول إنه يمكن لسلاح الجو الإسرائيلي الوصول إلى إيران وضرب منشآتها النووية".
في مقابل ذلك، تنقل "هآرتس" عن محللين قولهم إن أي ضربة عسكرية، في حال نجاحها، ستوفر لإسرائيل فرصة زمنية لا تتجاوز ثلاث إلى أربع سنوات تستطيع خلالها منع إيران من معاودة المشروع، متسائلين في الوقت نفسه "وماذا بعد أن تنجح إيران في استئناف نشاطها النووي".
وما بين الموقفين، يرى فريق ثالث أن وجود القدرات العسكرية لتنفيذ الهجوم "لا يعني التقليل من احتمال الرد الإيراني واحتمال اندلاع حرب شاملة، فضلا عن أن هجوما بهذا الحجم يحتاج لموافقة الإدارة الأميركية التي سبق وأعربت عن معارضتها هذه الفكرة".
وذكرت "هآرتس" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي المنصرف إيهود أولمرت ووزير حربه، لباقي في منصبه، إيهود باراك، قدما قبل عام من الآن للرئيس الأميركي السابق جورج بوش لائحة بطلباتهما بخصوص تسهيل الهجوم الجوي الإسرائيلي على إيران". وتوضح الصحيفة "أصيب الرئيس بوش بالجزع وردت الإدارة برسائل حازمة على تل أبيب تطالبها بعدم التصرف بمفردها".
وتتابع الصحيفة نقلاً عن مصادر دلوماسية إسرائيلية، أنه "منذ ذلك الحين ظهرت في وسائل الإعلام المختلفة تقارير تتحدث عن تدريبات لسلاح الجو الإسرائيلي في اليونان وغارات على السودان، بيد أن أولمرت وعلى ما يبدو بدل موقفه وتراجع عن فكرة الهجوم أو ألقاها على الأقل لسلفه نتنياهو الذي يعول على ما يبدو، بحسب المصادر، على الرئيس باراك أوباما الذي سيستقبله في البيت الأبيض الشهر المقبل.
وتشير هذه المصادر إلى أن نتنياهو سيعمل على توظيف طلاقته في اللغة الإنجليزية لإقناع الرئيس أوباما بأن التاريخ "سيحاكم قيادته لأقوى دولة في العالم من خلال معالجته الملف النووي الإيراني، ثم تغيير أولوياته الإستراتيجية من باكستان إلى إيران".

2009-04-03