حمّلت منظمة الصحة العالمية السلطة الفلسطينية مسؤولية وفاة العشرات من المرضى الفلسطينيين في قطاع غزة، جراء عدم إعطائهم الموافقة والتمويل لعلاجهم في الخارج.
وأعرب مدير مكتب المنظمة بالإنابة في الضفة وغزة، توني لورانس، عن القلق الشديد حيال الوضع الذي قد يؤدي إلى وفاة المرضى الفلسطينيين بالقطاع إذا لم يتلقوا العلاج اللازم.
وأضاف لورانس أنه منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية حماس على إدارة تحويل المرضى للخارج في وزارة الصحة، في 22 آذار/مارس الماضي "لم تقم السلطة في رام الله بالموافقة أو تمويل طلبات العلاج خارج غزة، مما أثر على الكثير من المرضى الذين يعانون من حالات خطيرة ومعقدة". وأشار أيضا إلى أن ذلك يأتي في ظل رفض "إسرائيل" ومصر خروج هؤلاء المرضى من غزة ما لم توافق السلطة الفلسطينية.
وبحسب الصحة العالمية، فإن نحو تسعمئة مريض كانوا يحوّلون إلى العلاج كل شهر خارج غزة في مستشفيات داخل الأراضي المحتلة العام 1948 والقدس الشرقية ومصر والأردن. وذكرت المنظمة أن منسق الشؤون الإنسانية وممثلها تدخلا من أجل السعي لإيجاد حل عاجل للمسألة، إلا أنهما لم يتلقيا أية استجابة.  
وقال منسق الشؤون الإنسانية للمنظمة ماكسويل غيلارد "إن من غير المقبول إيقاف العلاج الضروري للمرضى بسبب نزاع سياسي داخلي أو خطوات أحادية الجانب"، داعيا لإيجاد حل بين مختلف الأطراف يمكن من استئناف تحويلات المرضى لخارج القطاع.
من جهتها، اعلنت وزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة ارتفاع عدد ضحايا الحصار من المرضى في القطاع جراء استمرار إغلاق المعابر، ومنع المرضى من السفر لتلقي العلاج بالخارج. وجاء في إحصاء رسمي للوزارة أن 24 مريضاً توفوا خلال الشهر الماضي "وانضموا إلى قائمة شهداء الحصار في ظل نفاد الأدوية والعلاج والمستلزمات الطبية اللازمة لعلاجهم والحفاظ على حياتهم، فضلاً عن إغلاق المعابر وعدم السماح بسفر المرضى للعلاج أو إدخال ما يلزم من دواء وعلاج".
وأضافت الوزارة أنه بوفاة المواطنة عبير الأغا (25 عاماً) من خان يونس والمصابة بحروق شديدة بجسدها، يرتفع ضحايا الحصار إلى 315 ضحية، مطالبة العالم "بالوقوف إلى جانب أهالي القطاع ومرضاه المحاصرين، والخروج من حالة الصمت، والضغط على الاحتلال الصهيوني من أجل إنهاء ممارساته التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني".