ارشيف من :آراء وتحليلات
خلف القناع: أصحاب "المكرمات".. "فرطوا"

كتب مصطفى خازم
قبل عامين صرخت نائبة في البرلمان اللبناني للمحتشدين في إحدى المناسبات، محاولة إظهار "رباطة جأشها".. "فرطوا"، للإيحاء بأن المعارضة الوطنية اللبنانية التي قدمت اغلى ما عندها من اجل الوطن وحريته وسيادته واستقلاله فعلاً لا "كلاماً" قد انفضّ عقدها.. وتشكيكاً بالضباط الأربعة المعتقلين تعسفياً في وطن الحرية، بتصريح جلي وواضح ولا لبس فيه حتى من وزارة خارجية أكبر داعمي تلك النائبة وتيارها.
اليوم وبعد تلك "الخطبة العصماء" لتلك النائبة، باتت الصورة أوضح لمن له نظر ـ حتى ولو لم يكن يأكل الجزر كرهاً بالبرتقالي الذي بات أغلبيته أكبر وعلى امتداد الوطن ـ من الذين ثُقب دفهم وتفرق عشاقهم.
خريف "الثوار" المتكرشين قيحاً ولؤماً جاء في "ربيعهم" قبل صيف حزيران الآتي بالتغيير.. فتساقطت اوراق الشجرة التي بنيت على "شوار" الجبال الرواسي..
أحدهم بات معروفاً بالمكذوب عليه إلى يوم الدين، يستشيط غضباً طمعاً بكرسي ولو "بواب" في مجلس النواب، وآخر سيكون مضطراً للعودة صاغراً إلى شاطئ منطقته، وربما لن يجد له خيمة هناك، وثالث بعد أن كثر نعيقه، أعلن الانسحاب، ورابعهم ... وسيتلوهم آخرون..
بان الخيط الأبيض من الخيط الاسود، وبدأت "البيادق" الكرتونية تتساقط من على لوحة الشطرنج بقذفة في المجهول من قبل "الشاه"، وربما بشيك مؤجل إلى ما بعد الانتخابات لحسن سلوكه، والا سيكون بلا رصيد..
كل هؤلاء راهنوا على الحصان الخاسر، لم يفكر واحد منهم بلبنان، ولا بعاصمته حتى، بل فكر بجيبه وحسابه فقط.. لذا تراهم يعودون بخفي "حنين".
"لبنان هذا ليس اوكرانيا وليس جورجيا وليس الصومال".. قالها صادق الوعد قبل أعوام.. فما انفك القدر يخضع له، لأنه يرى بعين الله..
فريق المراهنة على البيت الأبيض، خيب ظنه الرئيس الاسود، فلم يعد لبنان، ترويقة "السيد" الاميركي، ولا آية في كتاب صلاته يتلوها كل صباح.. لبنان هذا.. هو الحصن لكل بنيه، والمدافع عن كل الامة.. و"حصرمة" بعين المتطاولين.
"فرطوا" هذه المرة ولكن من كبيرهم الاميركي الى كل الذين حاولوا ان يستعدوا الحق، فصرعهم. أين جورج بوش الابن، أين ديك تشيني، أين جاك شيراك، أين اساطيل أميركا وبوارجها.. أين شارون واولمرت.. كلهم رحلوا.. فعلى ماذا يراهن من بقي عندنا، على "نموذجه" الاقتصادي الفذ الذي اوصلنا الى 50 مليار دولار دينا، وشروط البنك الدولي، وباريس بنسخها الثلاثة.. أو بالكهرباء التي باتت في خبر كان، بالمولدات المهترئة التي اشتريت بصفقات على انها جديدة، وتبين انها مستعملة ولا تعمل على الغاز الذي اعتمد خياراً للتوفير وللمحافظة على البيئة.. أم بنواقص موظفي الفئة الاولى الذي استحصلوا على حكم قضائي بالعودة الى مناصبهم، فرمي به في ادراج التعطيل السياسي "النكدي"..، ام بسد شبروح الذي انكشف أن أنابيب المياه التي توصله بالمحطات لم تكن قد جهزت بفضل عبقرية "التوفير" عند خازن "بيت المال"، ام بشيكات محرقة "برج حمود"، الكرتونية.. أو بفضائح الزفت المفلوش على اعتاب الناخبين في مناطق "الهيئة العليا..."، وممنوع على أصحاب الحقوق من متضرري عدوان تموز الحصول على حقوقهم..
هي "مكرمات" عالية سجلها فريق "اذا نحن ربحنا منكون تنيناتنا ربحانين".. وعلى الهامش هنا يبدو ان تلك الجملة "البلهاء" لم تفعل فعلها حتى في نزلاء "العصفورية".. ويبدو أن "الناطقة الرسمية بها" لم تسمع يوماً بخندق زياد الرحباني في فيلم اميركي طويل.. "اطلعوا من الخندق ما نحن بدنا نتقاتل كيف صرتوا معنا بالخندق..".
اسمعوا خطاباتهم، وراقبوا لتعرفوا من الذي "فرط".
الانتقاد/ العدد 1340 ـ 3 نيسان/ أبريل 2009
قبل عامين صرخت نائبة في البرلمان اللبناني للمحتشدين في إحدى المناسبات، محاولة إظهار "رباطة جأشها".. "فرطوا"، للإيحاء بأن المعارضة الوطنية اللبنانية التي قدمت اغلى ما عندها من اجل الوطن وحريته وسيادته واستقلاله فعلاً لا "كلاماً" قد انفضّ عقدها.. وتشكيكاً بالضباط الأربعة المعتقلين تعسفياً في وطن الحرية، بتصريح جلي وواضح ولا لبس فيه حتى من وزارة خارجية أكبر داعمي تلك النائبة وتيارها.
اليوم وبعد تلك "الخطبة العصماء" لتلك النائبة، باتت الصورة أوضح لمن له نظر ـ حتى ولو لم يكن يأكل الجزر كرهاً بالبرتقالي الذي بات أغلبيته أكبر وعلى امتداد الوطن ـ من الذين ثُقب دفهم وتفرق عشاقهم.
خريف "الثوار" المتكرشين قيحاً ولؤماً جاء في "ربيعهم" قبل صيف حزيران الآتي بالتغيير.. فتساقطت اوراق الشجرة التي بنيت على "شوار" الجبال الرواسي..
أحدهم بات معروفاً بالمكذوب عليه إلى يوم الدين، يستشيط غضباً طمعاً بكرسي ولو "بواب" في مجلس النواب، وآخر سيكون مضطراً للعودة صاغراً إلى شاطئ منطقته، وربما لن يجد له خيمة هناك، وثالث بعد أن كثر نعيقه، أعلن الانسحاب، ورابعهم ... وسيتلوهم آخرون..
بان الخيط الأبيض من الخيط الاسود، وبدأت "البيادق" الكرتونية تتساقط من على لوحة الشطرنج بقذفة في المجهول من قبل "الشاه"، وربما بشيك مؤجل إلى ما بعد الانتخابات لحسن سلوكه، والا سيكون بلا رصيد..
كل هؤلاء راهنوا على الحصان الخاسر، لم يفكر واحد منهم بلبنان، ولا بعاصمته حتى، بل فكر بجيبه وحسابه فقط.. لذا تراهم يعودون بخفي "حنين".
"لبنان هذا ليس اوكرانيا وليس جورجيا وليس الصومال".. قالها صادق الوعد قبل أعوام.. فما انفك القدر يخضع له، لأنه يرى بعين الله..
فريق المراهنة على البيت الأبيض، خيب ظنه الرئيس الاسود، فلم يعد لبنان، ترويقة "السيد" الاميركي، ولا آية في كتاب صلاته يتلوها كل صباح.. لبنان هذا.. هو الحصن لكل بنيه، والمدافع عن كل الامة.. و"حصرمة" بعين المتطاولين.
"فرطوا" هذه المرة ولكن من كبيرهم الاميركي الى كل الذين حاولوا ان يستعدوا الحق، فصرعهم. أين جورج بوش الابن، أين ديك تشيني، أين جاك شيراك، أين اساطيل أميركا وبوارجها.. أين شارون واولمرت.. كلهم رحلوا.. فعلى ماذا يراهن من بقي عندنا، على "نموذجه" الاقتصادي الفذ الذي اوصلنا الى 50 مليار دولار دينا، وشروط البنك الدولي، وباريس بنسخها الثلاثة.. أو بالكهرباء التي باتت في خبر كان، بالمولدات المهترئة التي اشتريت بصفقات على انها جديدة، وتبين انها مستعملة ولا تعمل على الغاز الذي اعتمد خياراً للتوفير وللمحافظة على البيئة.. أم بنواقص موظفي الفئة الاولى الذي استحصلوا على حكم قضائي بالعودة الى مناصبهم، فرمي به في ادراج التعطيل السياسي "النكدي"..، ام بسد شبروح الذي انكشف أن أنابيب المياه التي توصله بالمحطات لم تكن قد جهزت بفضل عبقرية "التوفير" عند خازن "بيت المال"، ام بشيكات محرقة "برج حمود"، الكرتونية.. أو بفضائح الزفت المفلوش على اعتاب الناخبين في مناطق "الهيئة العليا..."، وممنوع على أصحاب الحقوق من متضرري عدوان تموز الحصول على حقوقهم..
هي "مكرمات" عالية سجلها فريق "اذا نحن ربحنا منكون تنيناتنا ربحانين".. وعلى الهامش هنا يبدو ان تلك الجملة "البلهاء" لم تفعل فعلها حتى في نزلاء "العصفورية".. ويبدو أن "الناطقة الرسمية بها" لم تسمع يوماً بخندق زياد الرحباني في فيلم اميركي طويل.. "اطلعوا من الخندق ما نحن بدنا نتقاتل كيف صرتوا معنا بالخندق..".
اسمعوا خطاباتهم، وراقبوا لتعرفوا من الذي "فرط".
الانتقاد/ العدد 1340 ـ 3 نيسان/ أبريل 2009