ارشيف من :آراء وتحليلات

بقلم الرصاص: "ليست جديرة بالاحترام"

بقلم الرصاص: "ليست جديرة بالاحترام"
كتب نصري الصايغ
"السياسات الغربية، غير جديرة بالاحترام"
حسناً، هذا وصف لائق لسياسات غربية، إذ لا يجوز إطلاق صفات "غير حضارية"، على دول "حضارية"، مثل الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبريطانيا و.. وصولاً إلى "قلعة الديمقراطية" في الشرق الأوسط:  اسرائيل.
في محاولة لترجمة معنى "غير جديرة بالاحترام"، يتبين أن المقصود هو الحقارة، الخسة، النذالة، الانحطاط، اللاأخلاقية، وعليه، إنني أفضل ألا أكون حضارياً بالمطلق، وأصف السياسات الغربية بالبربرية والهمجية والمجرمة والخسيسة والحقيرة والمنحطة والنذلة واللاأخلاقية، وهلم جراً من الصفات المتناسلة من الأصل: الحقارة.
أشعر بالراحة عندما أرى إلى سياسات الولايات المتحدة الاميركية في العالم: من فيتنام إلى الفيليبين إلى جمهوريات الموز في كوبا، نيكاراغوا، إلى القرن الافريقي: الصومال، اثيوبيا، إلى أوروبا: صربيا، إلى الشرق، الشرق الأوسط برمته.. وأصفها بالمجرمة.
نحن ضحايا الغرب، وإذا قسنا جمال باشا السفاح ـ بجنرالات فرنسا في سوريا ولبنان، وجنرالات بريطانيا في العراق وفلسطين، وجنرالات اميركا في العراق وافغانستان، يمكن التأكيد أن جمال باشا الفرنساوي والاميركاني والبريطاني، من سلالة هولاكو وتيمورلنك من سلالة قتلة الأطفال والنساء والرجال والنساء، والزرع والضرع والحجر والحضارة، ويمكن التعويض على جمال باشا السفاح، بجائزة نوبل للسلام، مع مفعول رجعي.
نحن ضحايا هذا الصنف الذي لم يكفّ عن استنزافنا حتى سياسياً.
إن دولاً جديرة بالاحترام، لا تعفو عن سفاح صبرا وشاتيلا وتمنع عنه المحاكمة، مثلما فعلت مع ارييل شارون، الميت الذي ما زال جثة ترزق.
إن دولاً حضارية، تتبع سياسات التخمة لنخبها والندرة مع شعوبها، مقابل تجويع مليار بشري في القارات الأربع، ليست جديرة بالاحترام، بل هي دول سارقة مارقة، خارقة لحرمة اللقمة، أو اللقمة الغذائية المشتركة بين البشر.
إن دولاً "حضارية"، لا تتردد في توجيه الدعوة إلى "وزير الخارجية الاسرائيلي" الجديد، ليبرمان، العنصري بتفوق ـ الهمجي بدرجة هتلرية، لا يمكن أن تكون جديرة بالاحترام، بل هي دول منافقة، لا أخلاقية وسفاحة.
إن دولاً "حضارية"، تغمض عينيها عن مجازر قانا، وغزة وبنت جبيل، وجنين، وكل قرية أو دسكرة في الجنوب أو في فلسطين، هي دول قاتلة، قاتلة، قاتلة. أي قاتلة بالثلاث، قاتلة بشكل مبرم.
إن دولاً "حضارية" تغدق السلاح على "اسرائيل" المتفوقة همجية وإرهاباً، هي دول إرهابية منحطة وسافلة، وإن دولاً غربية، تمنع منظمات حقوق الإنسان من ممارسة دورها، هي دول فقدت أخلاقها بالمطلق.
وإن شعوباً، مثل الشعوب  المضطهدة التي تتعرض لهذه السياسات الهمجية المتوحشة، لا تزال ترى أن خلاصها يأتي من الغرب، تستحق عقوبة الانتظار وما جاء أعلاه من عقوبات اقتصادية وسياسية وعسكرية.
ثبت من خلال قمة العشرين في لندن، أن المطلوب من القادة الدوليين، تسديد ديون السوبر أثرياء، من كيس الأكثر فقراً، والمطلوب اعادة انتاج نظام  السرقة الرأسمالي.
ثبت من خلال عقد قمة دول حلف الأطلسي، أن المطلوب تطويع العسكر لمصلحة النظام المالي الدولي.
ثبت أن "القوة، هي القول الفصل، في إثبات الحق، أو إنكاره"، فلماذا يطالب بعض العرب، بنزع ما لدينا من قوة، ولمصلحة من؟
الانتقاد/ العدد 1340 ـ 3 نيسان/ أبريل 2009
2009-04-03