ارشيف من :آراء وتحليلات
نقطة حبر: التشبه بالكرام فلاح

كتب حسن نعيم
يشكل استرجاع سيرة حياة الشخصيات العلمية والفكرية وغيرها حافزاً من حوافز النجاح التي لا غنى عنها لمن يريد ارتياد الدرجات العليا ومواطن العلم والمعرفة والفلاح.
لقد دأبت جهود محبي العلم والمعرفة وأهل الفضول ومحبي السبق الصحفي والشهرة على تتبع أخبار هذه الشخصيات ومحاولة فتح ملفاتهم الشخصية أمام محبيهم ومتتبعي أخبارهم إشباعاً لرغبة دفينة بمعرفة أسباب وخفايا تجاربهم الحياتية.
في العالم الإسلامي ثمة شخصيات علمية ودينية ظلت سيرهم العلمية والذاتية غائبة عن الجمهور الذي يتلهف لمعرفة موقف من مواقفهم للاقتداء به والاستفادة منه في حياتهم المفعمة بالمواقف الصعبة والخيارت المفتوحة على البدائل المتعددة.
إذا كان ذلك كذلك فلا مناص من مطالعة سير الشخصيات الكبيرة في مجالاتها الدينية والمعرفية والأدبية والسياسية والإعلامية .... توخياً للمعرفة وسيراً على خطى قد اختطها من سبقونا على رصيف هذا الزمن.
وهاك يا عزيزي هذا المثال: الشيخ نجم الدين كبرى هو شخصية فلسفية ودينية معروفة وله كتاب مشهور اسمه: "فواتح الجلال وفوائح الجمال". العارفون بسيرة هذه الشخصية العظيمة حقاً يسجلون عشية وفاته موقفاً من أروع المواقف التي ينحني لها عشاق الحرية في العالم على مر التاريخ, فقد استشهد الشيخ نجم الدين كبرى - رضي الله عنه- بخوارزم في فتنة التتار سنة 618هـ، يقول ابن العماد الحنبلي: "لما دخل الكفار البلد نادى الشيخ وأصحابه الباقون الصلاة جامعة ثم قال قوموا نقاتل في سبيل الله، وحمل على العدو فرماهم بالحجارة ورموه بالنبل وجعل يدور حتى أصابه سهم في صدره فنزعه ورمى به نحو السماء، وفار الدم وهو يقول: إن أردت فاقتلني بالوصال أو بالفراق، ثم مات ودفن في رباطه رحمه الله تعالى".
شخصياً لا أخفي عليك يا صديقي القارئ مقدار الفائدة والمتعة التي أحس بها عندما أقلب صفحات حياة هؤلاء الذين نسميهم عظماء ـ ولا عظيم إلاّ الله ـ أحس أنني ألتهم وجبة ثقافية دسمة فيها التاريخ والأدب والدين والفلسفة والاجتماع... أشعر أنني أعيش حيوات أخرى أمشي مع هذه الشخصيات في دروبها الواسعة والوعرة. أرتدي أزياءها. أسهر معها على ضوء قناديل الحرّاس. أقرأ معها في الكتاتيب. أصاحبها في حلها وترحالها وأبكي مع مشيعها الى مثواها الأخير. أحاول أن أتشبه بها. أليس التشبه بالكرام فلاح.
الانتقاد/ العدد 1340 ـ 3 نيسان/ أبريل 2009
يشكل استرجاع سيرة حياة الشخصيات العلمية والفكرية وغيرها حافزاً من حوافز النجاح التي لا غنى عنها لمن يريد ارتياد الدرجات العليا ومواطن العلم والمعرفة والفلاح.
لقد دأبت جهود محبي العلم والمعرفة وأهل الفضول ومحبي السبق الصحفي والشهرة على تتبع أخبار هذه الشخصيات ومحاولة فتح ملفاتهم الشخصية أمام محبيهم ومتتبعي أخبارهم إشباعاً لرغبة دفينة بمعرفة أسباب وخفايا تجاربهم الحياتية.
في العالم الإسلامي ثمة شخصيات علمية ودينية ظلت سيرهم العلمية والذاتية غائبة عن الجمهور الذي يتلهف لمعرفة موقف من مواقفهم للاقتداء به والاستفادة منه في حياتهم المفعمة بالمواقف الصعبة والخيارت المفتوحة على البدائل المتعددة.
إذا كان ذلك كذلك فلا مناص من مطالعة سير الشخصيات الكبيرة في مجالاتها الدينية والمعرفية والأدبية والسياسية والإعلامية .... توخياً للمعرفة وسيراً على خطى قد اختطها من سبقونا على رصيف هذا الزمن.
وهاك يا عزيزي هذا المثال: الشيخ نجم الدين كبرى هو شخصية فلسفية ودينية معروفة وله كتاب مشهور اسمه: "فواتح الجلال وفوائح الجمال". العارفون بسيرة هذه الشخصية العظيمة حقاً يسجلون عشية وفاته موقفاً من أروع المواقف التي ينحني لها عشاق الحرية في العالم على مر التاريخ, فقد استشهد الشيخ نجم الدين كبرى - رضي الله عنه- بخوارزم في فتنة التتار سنة 618هـ، يقول ابن العماد الحنبلي: "لما دخل الكفار البلد نادى الشيخ وأصحابه الباقون الصلاة جامعة ثم قال قوموا نقاتل في سبيل الله، وحمل على العدو فرماهم بالحجارة ورموه بالنبل وجعل يدور حتى أصابه سهم في صدره فنزعه ورمى به نحو السماء، وفار الدم وهو يقول: إن أردت فاقتلني بالوصال أو بالفراق، ثم مات ودفن في رباطه رحمه الله تعالى".
شخصياً لا أخفي عليك يا صديقي القارئ مقدار الفائدة والمتعة التي أحس بها عندما أقلب صفحات حياة هؤلاء الذين نسميهم عظماء ـ ولا عظيم إلاّ الله ـ أحس أنني ألتهم وجبة ثقافية دسمة فيها التاريخ والأدب والدين والفلسفة والاجتماع... أشعر أنني أعيش حيوات أخرى أمشي مع هذه الشخصيات في دروبها الواسعة والوعرة. أرتدي أزياءها. أسهر معها على ضوء قناديل الحرّاس. أقرأ معها في الكتاتيب. أصاحبها في حلها وترحالها وأبكي مع مشيعها الى مثواها الأخير. أحاول أن أتشبه بها. أليس التشبه بالكرام فلاح.
الانتقاد/ العدد 1340 ـ 3 نيسان/ أبريل 2009