ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: العودة إلى الخالق

باختصار: العودة إلى الخالق
كتب محمد يونس
تتجه أنظار العالم قاطبة إلى لندن حيث تنعقد قمة العشرين بآمال أقرب إلى الخيال منها إلى الواقع في إمكانية خروجها بقرارات تنقذ الاقتصاد العالمي من الانحدار أكثر نحو الانهيار الكبير.
فهذه الآمال تبخرت قبل أن تبدأ القمة حيث بدا واضحا حجم الخلاف الظاهر بين محورين، الأول تقوده الولايات المتحدة بشخص رئيسها المنتخب باراك أوباما، وتسانده بريطانيا، والثاني تقوده ألمانيا وفرنسا وتساندها دول أوروبية عدة، ويدور حول الأسلوب في التعاطي مع الأزمة وأفضل السبل للخروج منها.
ففي حين يميل كل من فرنسا وألمانيا إلى أن تكون القمة قمة قرارات جدية مصيرية لا يبدو أن الولايات المتحدة في هذا الوارد، وخاصة أن إدارة الرئيس الأميركي الجديدة تتعرض لضغوط كبيرة من قبل "وول ستريت" من أجل عدم الدخول في اتفاقات أو إجراءات تحد من حرياتها حتى ولو كانت في سبيل تنظيم وتقنين السوق المالية، في الوقت الذي تدعو فيه شركاءها الأوروبيين للمزيد من ضخ الأموال في السوق الأميركية، وإلحاقاً المزيد من المساهمات العسكرية والمالية في أفغانستان.
هذا في وقت بدأت العملة الأميركية تتعرض فيه للضغوط من أجل إزاحتها عن عرش الاقتصاد العالمي بمطالبات تزعمتها الصين بضرورة إيجاد عملة عالمية جديدة تحل محل الدولار، وتكون مدعومة من كل الدول، وهو ما أثار استياء واشنطن وخوفها، وخاصة أن الحديث يدور حاليا في الأروقة الاقتصادية العالمية ليس حول القبول بهذه الفكرة أو لا وإنما متى ستطبق.
يقول الخبير الاقتصادي الدولي "جورج ستيغليتز" ان انهيار جدار برلين ومعه النظام السوفياتي في تسعينيات القرن الماضي برهن على عقم الخيار الشيوعي للنهوض المجتمعي، واليوم الانهيار الحاصل في الأسواق المالية يبرهن أيضا عن عقم الخيار الرأسمالي غير المنضبط، وبين هذا وذاك ثمة من يفكر في أوروبا بخيار النظام الإسلامي، ويسأل عن التشريع الاقتصادي الاسلامي، فهل يعود البشر إلى خالقهم لينقذوا أنفسهم وأموالهم؟
الانتقاد/ العدد 1340 ـ 3 نيسان/ أبريل 2009
2009-04-03