ارشيف من :آراء وتحليلات
مجرد كلمة: رفض المقايضة موقف سيادي

كتب أمير قانصوه
تكشف الانتخابات النيابية أصحاب المواقف الصادقة والمبنية على التزام واضح لا يتغير، كما تكشف أن المواقف الوطنية لا تقايض بالمال أو بالسلطة ولا بالخدمة مهما كبر حجمها أو صغر.
هذه حقيقة يمكننا أن نتلمسها في هذه الايام من دون حاجة الى الكثير من التحليل والتبصر، وهو سياق طويل يبدأ من الناخب ولا ينتهي عند المرشح أو زعيم التكتل هذا أو ذاك.
ببساطة فان المواطن اللبناني صاحب الضمير الحي والملتزم بقضيته لا يمكن أن يقايض صوته الانتخابي بمئة دولار أو أكثر، ولا حتى بوعد بوظيفة أو فلش طريق بيته بالاسفلت، وهذا الأمر ينسحب على المغترب اللبناني الذي تربطه بوطنه علاقة انتماء وأصالة، فلا يمكن أن يُستقدم ببطاقة سفر كضيف يقيم في فندق لأيام معدودة ثم ينقل الى قلم الاقتراع ليدلي بصوته ويُعاد مباشرة الى الطائرة ومنها الى الغربة مع كل مرارتها. بينما هو في الحقيقة بحاجة الى من يعيده الى وطنه عزيزاً كريماً متمتعاً بكامل حقوقه، كما عليه كل الواجبات.
إنها المقايضة بين الصوت والخدمة التي يتقنها الكثير من المتسولين السياسيين في هذا البلد، وهي بالتأكيد لا تنتج وطناً يطمح له اللبناني المقيم، والذي يريد: وطنا بلا فساد، وطنا بلا عصابات، وطنا بلا استئثار، وطنا الكل فيه متساوون بالحقوق والواجبات.. كما يريده اللبناني المغترب: وطناً حقيقياً له، يفتح أبوابه له ليعيش فيه عزيزاً كريماً..
المقايضة الوحيدة التي يمكن أن يقبل بها اللبناني صاحب الموقف الملتزم هي أن صوته مقابل أن يبنى له بلد، وهي بالحقيقة ليست مقايضة بل ثقة تمنح لمن يقدر أن يجعل هذا البلد حراً.. سيداً.. مستقلاً، لمن أثبتت الأيام أنه يمكن أن يعطي من دمه ليحمي سيادة هذا البلد ولمن يقتطع من لحمه ليطعم فقراءه، ولمن اذا وعد صدق، وليس لمن هو مستعد في كل لحظة أن يبيع أي شيء بما فيه الوطن لقاء الحفاظ على زعامته وموقعه وحصته.
بالأمس قدم حزب الطاشناق مثالاً على من يرفض المقايضة بين الموقف وحصة نيابية، وبين من يرفض ان يبيع حريته ببضع ملايين من الدولارات، وقال كلمته بوضوح وشفافية ليقدم نموذجاً اضافياً لمن لا ترهبه السلطة ولا تغريه الأموال مهما بلغت.
الانتقاد/ العدد 1340 ـ 3 نيسان/ أبريل 2009
تكشف الانتخابات النيابية أصحاب المواقف الصادقة والمبنية على التزام واضح لا يتغير، كما تكشف أن المواقف الوطنية لا تقايض بالمال أو بالسلطة ولا بالخدمة مهما كبر حجمها أو صغر.
هذه حقيقة يمكننا أن نتلمسها في هذه الايام من دون حاجة الى الكثير من التحليل والتبصر، وهو سياق طويل يبدأ من الناخب ولا ينتهي عند المرشح أو زعيم التكتل هذا أو ذاك.
ببساطة فان المواطن اللبناني صاحب الضمير الحي والملتزم بقضيته لا يمكن أن يقايض صوته الانتخابي بمئة دولار أو أكثر، ولا حتى بوعد بوظيفة أو فلش طريق بيته بالاسفلت، وهذا الأمر ينسحب على المغترب اللبناني الذي تربطه بوطنه علاقة انتماء وأصالة، فلا يمكن أن يُستقدم ببطاقة سفر كضيف يقيم في فندق لأيام معدودة ثم ينقل الى قلم الاقتراع ليدلي بصوته ويُعاد مباشرة الى الطائرة ومنها الى الغربة مع كل مرارتها. بينما هو في الحقيقة بحاجة الى من يعيده الى وطنه عزيزاً كريماً متمتعاً بكامل حقوقه، كما عليه كل الواجبات.
إنها المقايضة بين الصوت والخدمة التي يتقنها الكثير من المتسولين السياسيين في هذا البلد، وهي بالتأكيد لا تنتج وطناً يطمح له اللبناني المقيم، والذي يريد: وطنا بلا فساد، وطنا بلا عصابات، وطنا بلا استئثار، وطنا الكل فيه متساوون بالحقوق والواجبات.. كما يريده اللبناني المغترب: وطناً حقيقياً له، يفتح أبوابه له ليعيش فيه عزيزاً كريماً..
المقايضة الوحيدة التي يمكن أن يقبل بها اللبناني صاحب الموقف الملتزم هي أن صوته مقابل أن يبنى له بلد، وهي بالحقيقة ليست مقايضة بل ثقة تمنح لمن يقدر أن يجعل هذا البلد حراً.. سيداً.. مستقلاً، لمن أثبتت الأيام أنه يمكن أن يعطي من دمه ليحمي سيادة هذا البلد ولمن يقتطع من لحمه ليطعم فقراءه، ولمن اذا وعد صدق، وليس لمن هو مستعد في كل لحظة أن يبيع أي شيء بما فيه الوطن لقاء الحفاظ على زعامته وموقعه وحصته.
بالأمس قدم حزب الطاشناق مثالاً على من يرفض المقايضة بين الموقف وحصة نيابية، وبين من يرفض ان يبيع حريته ببضع ملايين من الدولارات، وقال كلمته بوضوح وشفافية ليقدم نموذجاً اضافياً لمن لا ترهبه السلطة ولا تغريه الأموال مهما بلغت.
الانتقاد/ العدد 1340 ـ 3 نيسان/ أبريل 2009