ارشيف من :أخبار لبنانية
ولادة لوائح الموالاة تشهد مخاضا عسيرا تطلب عملية قيصرية وغربلة في أسماء المرشحين
كتب علي عوباني
فيما تقفل بورصة أسماء المرشحين على ارتفاع منتصف هذا الأسبوع ، أخذت الأطراف المعنية بالاستحقاق الانتخابي النيابي بغربلة الأسماء في محاولة لتعزيز نقاط القوة في لوائحها ، التي وان شهدت مرونة وتضحيات في تشكليها لدى المعارضة فإنها خاضت لدى قوى الموالاة مخاضا عسيرا لولادتها اضطرها أحيانا إلى نفض يدها من حلفائها أو التخلي عن رفاق الدرب في أحيان أخرى ، وذلك تمهيدا للمعركة الانتخابية الساخنة المتوقعة في السابع من حزيران المقبل ، وهو ما بدأت تلوح معه معالم خريطة التحالفات والاصطفافات التي لم تخرج عن السياق العام المعتاد بين معارضة وموالاة رغم ظهور مؤشرات وإشارات تقارب بين هذا الطرف أو ذاك بما يوحي بتبدل التحالفات مع إقفال صناديق الاقتراع وإعلان أسماء نواب البرلمان الجديد لل 2009 .
في هذا الوقت ، بقيت الانتخابات النيابية العنوان الأبرز لبورصة المواقف والحركة السياسية المشتعلة في البلاد وعليه كرت سبحة إعلان اللوائح والبرامج الانتخابية في فريقي الموالاة والمعارضة ، ففيما أعلن تيار المستقبل وثيقته السياسية والاقتصادية أمس على وقع إطلاق الرصاص الذي أشعل مدينة طرابلس وهو الأمر الذي دانه الحزب العربي الديمقراطي في بيان له ورأى فيه محاولة للعب بالسلم الأهلي ، يعلن حزب الله عند الرابعة من بعد ظهر اليوم رؤيته وبرنامجه الانتخابي في مؤتمر صحفي يعقده رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في قاعة الجنان طريق المطار ، على ان يتولى الأمين العام لحزب الله الإطلالة الإعلامية خلال الأسابيع القادمة لشرح تفاصيل برنامج الحزب بمختلف جوانبه السياسية والاجتماعية والاقتصادية ... وفي الموازاة تعلن جبهة العمل الإسلامي اليوم ايضا عن مرشحي الجبهة في مختلف المناطق اللبنانية .
وفي المواقف ، وفيما دأب النائب سعد الحريري بالتهويل على الناخبين بسلاح الاقتصاد في حال فوز المعارضة ، رد رئيس مجلس النواب نبيه بري على تصريحات الحريري أمس دون ان يسميه ، لافتا الى ان المعارضة ستصحح الوضع المالي في لبنان في حال فوزها في الانتخابات ، وداعياً من يحاول الإيحاء بوجود ازمة حكم بعد الانتخابات الى الانتباه الى ان العبور الى الدولة لا يمكن ان يتم بتهميش الخصوم ولا بتخويف الرأي العام بالفوضى الاقتصادية وتراجع الاستثمارات ، وشدد الرئيس بري خلال وضع حجر الاساس لمشروع الصرف الصحي في قضاء بنت جبيل بتمويل من صندوق التنمية الكويتي على ان بناء الدولة تستدعي الانتباه الى ادانة التجربة التي جعلت من الدولة اذنا ًواسعة تتنصت الى مكالمات مواطنيها وجهازا متخصصا بتصنيع المعلومات وهيئة اغاثة عليا للموالين ومعاقبة الخصوم.
هذا الموقف للرئيس بري تلاقى مع موقف آخر أطلقه نائب الأمين العام لحزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم اكد فيه ان العالم بأسره سيتعامل مع نتائج الانتخابات وقال إذا فازت المعارضة ستأتي كل الدول الأوروبية وأمريكا والعالم ويتعاملون مع الحكومة التي تشكلها المعارضة لافتا الى ان السفراء الأجانب ينتظرون بالدور حتى يلتقون مع حزب الله ويناقشون القضايا المختلفة وخلال رعايته حفل تكريم فتيات بلغن سن التكليف الشرعي في مدارس جمعية التعليم الديني الإسلامي ، وشدد الشيخ قاسم ان الانتخابات هي فرصة جديدة لأمل جديد في مقابل تجربة الأكثرية النيابية المرة والفاشلة.
وفي السياق الانتخابي ، وفيما اعلن المرشح غطاس خوري استمرار ترشحه في دائرة الشوف وعدم انسحابه من المعركة الانتخابية ، كان اللافت أمس تخلي النائب وليد جنبلاط مرغما وعلى مضض عن أربع مقاعد من كتلته النيابية نافضا عن لوائحه بمرارة كل من النواب عبد الله فرحات ، وانطوان اندراوس وفيصل الصايغ ، هذه الخطوة ربما تمهد الطريق امام تيار المستقبل لحسم أمر تحالفاته في الشمال الأيام المقبلة بشكل نهائي سواء اكانت مع الجماعة الإسلامية أو مع الوزير الصفدي ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي ، خصوصا بعدما تردد الحديث عن تفجر الائتلاف الذي كان يصاغ بين الأخيرين والحريري ، ما سيعيد خلط الأوراق من جديد ويفتح الباب واسعا أمام التكهنات التي يمكن ان ترسو عليها بورصة التحالفات الانتخابية في دوائر الشمال ومدينتها الفيحاء طرابلس خصوصا وان هنالك إمكانية لتشكيل لوائح قوية بوجه لوائح المستقبل في حال عدم اخذ الأخير لمرشحي الجماعة الإسلامية على لائحته ، فضلا عما سيؤول اليه ذلك من ارتدادات عكسية على مقاعد دائرة عاصمة الجنوب صيدا التي لم تتضح صورتها بعد وما إذا كان سينجح مسعى التوافق الذي يقوده الرئيس بري بالجمع بين أبنائها ، او ان شهية الرئيس السنيورة الخائف على مصيره السياسي ستودي بهذا المسعى وتدفعه للترشح للنيابة فيها عله يضمن موقعا له بعدما بات واضحا انه لا يعد مرشحا لرئاسة الحكومة في المرحلة المقبلة كونه لا يتلائم مع المستجدات المحلية التي ستفرزها الانتخابات فضلا عن التطورات الإقليمية والدولية ، مع ما يعنيه ذلك من اشتداد ضراوة وحمى المعركة الانتخابية حال ترشحه في صيدا او في حال إخراج الجماعة الإسلامية عن لوائح الموالاة في صيدا وبيروت والشمال .
وفي السياق ذاته وفيما يعلن النائب ميشال المر ترشحه وبرنامجه الانتخابي اليوم ، فان صورة تحالفه مع الموالاة وتركيبة اللائحة التي ستتشكل بينهما في دائرة المتن الشمالي لا تزال غامضة ، خصوصا وان الأيام الأخيرة شهدت انخفاضا في حماسة واندفاعه الموالاة للتحالف مع المر بعد حسم حزب الطاشناق خياره بالتحالف مع التيار الوطني الحر ، في وقت لم يعلق فيه النائب المر حتى الساعة على خرق قوى 14 آذار لشروط التحالف معه والتي تقضي بترك الخيار له بتسمية أربعة مرشحين ، إضافة إلى عدم ترشيح مرشح للقوات اللبنانية على اللائحة خصوصا بعد ان أعلن رئيس القوات سمير جعجع من البيال أول من أمس المرشح أدي أبي اللمع مرشح القوات في المتن الشمالي . هذا من جهة اما من جهة أخرى فقد كان لافتا محاولة هيمنة واحتكار قوى 14 آذار على مقاعد الأرمن في بيروت في ظل المفاجأة التي اطلقتها القوات اللبنانية عبر ترشيح مرشح ارمني في دائرة بيروت الأولى ، بعدما استبعد تمثيل الأحزاب الارمنية الحلفية ل 14 اذار إرضاء للقوات اللبنانية .
وكان رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه رد على بعض ما جاء في كلمات خطباء مهرجان القوات الأخير لافتا الى أن المعارضة ستسير بعد الثامن من حزيران من إنتصار إلى إنتصار وأنها تعمل ليبقى لبنان لبنانيا ، ومشيرا إلى ان حل حزب القوات جاء بسبب الجرائم التي إرتكبها أحدهم. معتبرا أن الالة العسكرية القواتية قد أمعنت قتلا وتدميرا في المجتمع المسيحي ولم تكن أبدا للدفاع عنه. كما اكد فرنجية خلال العشاء السنوي لمكتب الشباب في تيار المرده في بنشعي ، أن العماد عون هو خط الدفاع الأول عن مشروعنا وخطنا السياسي وقد حقق الحماية للمسيحيين وهذا لم يستطع أحد أن يفعله