ارشيف من :أخبار لبنانية
نائب وزير الخارجية البريطانية: واشنطن مرتاحة لسياستنا في لبنان

دافع معاون وزير الخارجية البريطانية بيل راميل عن موقف بلاده من قرار الحوار مع حزب الله، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية باتت أكثر ارتياحا لسياسة حكومته الجديدة ازاء لبنان، وآمل في الوقت ذاته أن "يتوسع" هذا الحوار ليشمل لاعبين آخرين في إشارة إلى الولايات المتحدة.
ونفى راميل، في مقابلة مع صحيفة "السفير"، أن يكون الحوار الحالي مع الحزب هو مقدمة لتعاون مع قوى شيعية في العراق تحدثت عنه وسائل إعلام بريطانية بهدف الإفراج عن مختطفين بريطانيين في البصرة، مشيراً إلى أن "بلاده لا تفاوض الإرهابيين".
وقال راميل، في ختام زيارة إلى دمشق استغرقت يومين، أن بلاده أرادت أن تواكب "التغيرات الإيجابية في لبنان" عبر الانخراط في حوار مع حزب الله، مشيراً إلى "اتفاق الدوحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية وجلوس نواب من حزب الله إلى جانب خصومهم" في البرلمان والحكومة. واعتبر أن هذه السياسة تقوم على اساس "خطوة خطوة، واختبار نوايا هذا المسار".
وحول كيفية تعامل الحكومة البريطانية مع "التحفظ" الأميركي على هذا السياسة، كشف راميل أن هذا الأمر قد تغير نسبيا، حيث يبدو "الصدى الراجع حيال لبنان أن الأميركيين مرتاحون لقيامنا بعملنا بطريقة مختلفة عما يقومون به في الوقت الراهن"، مضيفاً أنه "لا يوجد تضاد" بين الجانبين حيال هذه النقطة.
ورداً على سؤال عما إذا كانت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مستعدة للانخراط في هذا التوجه، قال راميل إن بريطانيا تريد الوصول إلى "وضع يتم فيه توسيع الحوار" في اتجاه لاعبين آخرين، وذلك مع ربط هذا التوجه مع استعداد الآخرين "لنبذ العنف".
ويشير كلام راميل إلى تطور نسبي عما كانت عليه الأمور منذ شهر واحد على أقل تقدير بين لندن وواشنطن، إذ سبق للإدارة السابقة أن اعترضت على الخطوة البريطانية حين أبلغت واشنطن بها في شتاء العام الماضي، وكان الموقف الأميركي مستندا إلى التخوف من أن يعتبر هذا تنازلا من قبل واشنطن بالوكالة، وفقا لما قاله دبلوماسيون بريطانيون في واشنطن لـ"السفير".
وظل هذا الموقف حاضراً حتى مع تسلم الإدارة الجديدة، ففي لقاء أجرته "السفير" في واشنطن مع مسؤول أميركي رفيع المستوى منذ ثلاثة أسابيع انتقد الأخير الخطوة البريطانية بشدة، وعلق ساخراً "نريد منهم أن يقولوا لنا كيف يفرقون بين جناح سياسي للحزب وجناح عسكري؟"، وهو موقف بات الرد عليه جاهزا من جهة لندن التي أشارت إلى أن "لدينا سبلنا لرسم فارق بين جناحي حزب الله السياسي والأمني، ونعتقد اننا قادرون على تحديد من له ارتباط بالعمل العسكري ومن لا".
وفي هذا السياق، رفض راميل الربط بين التوجه البريطاني وما ذكرته الصحف البريطانية عن رغبة في استخدام "نفوذ" حزب الله في العراق للمساعدة في الإفراج عن مختطفين بريطانيين في البصرة، حيث قال إن "بريطانيا لا تفاوض إرهابيين". من جهة أخرى أثنى المسؤول البريطاني على التعاون بين سوريا وبريطانيا في مكافحة الإرهاب، مشيراً إلى أن البلدين يعملان على سبل "الوقاية" من الإرهاب. وأضاف أن زيارته التي التقى خلالها بوزيري الخارجية وليد المعلم والأوقاف عبد الستار السيد هي في إطار عملية الحوار الحاصل بين الطرفين منذ 18 شهراً، "حيث لمسنا إشارات تحول من جانب سوريا ورغبنا في تشجيعها". وهذه الإشارات بحسب راميل هي "الحوار (غير المباشر) مع إسرائيل، الاعتراف المتبادل مع لبنان، وزيارة وزير الخارجية وليد المعلم الى العراق الأسبوع الماضي".
ولفت راميل إلى أن ثمة اختلافات أيضا مع الجانب السوري في هذه المواضيع التي يسجل حصول تقدم فيها، موضحاً "لدينا قلقنا في موضوع حقوق الإنسان، وأيضا لدينا قلقنا حيال لبنان بالرغم من التقدم الحاصل حيال موضوع وصول أسلحة لحزب الله "وإن "كان هذا قد تقلص" كما يقول، إضافة إلى "عبور المقاتلين إلى العراق وإن بأعداد اقل (من السابق). ولكن أعتقد أن حوار الخطوة خطوة يساهم في بناء هذه العلاقة (مع سوريا) التي طالما بقيت إيجابية فسنستمر فيها".