ارشيف من :أخبار عالمية

الرئيس الأسد إلى فرنسا: انطلاقة جديدة في علاقات البلدين

الرئيس الأسد إلى فرنسا: انطلاقة جديدة في علاقات البلدين

تتجه الأنظار إلى قصر الإليزيه اليوم لمتابعة القمة الثنائية بين الرئيس بشار الأسد والرئيس نيكولا ساركوزي التي ينتظر أن تشكل انطلاقة لصفحة جديدة في علاقات البلدين ودعم التعاون الثنائي بينهما على جميع الصعد حيث عبر الرئيس ساركوزي مؤخراً عن استعداد بلاده لدعم التنمية الاقتصادية الجارية في سورية ودفع عملية السلام.
وفي باريس يمكن الملاحظة بسهولة أن هناك مناخاً جديداً في دوائر صنع القرار السياسي الفرنسي تجاه سورية يحمل سمات واقعية بعيداً عن الانتقائية ويؤكد على الدور المفتاحي لسورية في حل قضايا المنطقة وتوفير متطلبات الأمن والاستقرار من خلال الوصول إلى سلام عادل وشامل يعيد الحقوق وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وكانت الصحف الفرنسية قد أسهبت في الحديث عن السياسة السورية الناشطة والتي أثبتت مصداقيتها وقدرتها على القراءة الدقيقة لتطورات الأحداث وفهمها لواقع المنطقة.
وكان اللافت أن المقابلات التي أجراها الرئيس الأسد مع ممثلي الإعلام الفرنسي التي نشرت في الصحف الفرنسية الكبرى مثل الفيغارو والأومانيتيه واللوموند والتي تناقلتها أكثر من 20 صحيفة محلية إضافة إلى لقاءات مع القناة الخامسة في التلفزيون الفرنسي تركت أثراً طيباً لما امتازت به من صراحة ودقة وتحليل عميق لمشكلات المنطقة وسبل معالجتها وخلصت إلى أن الدور السوري في عملية السلام والاستقرار لا يمكن تجاوزه.
ويجمع المراقبون السياسيون في العاصمة الفرنسية على أن هناك أبعاداً رئيسية لنتائج القمة السورية الفرنسية إضافة إلى اللقاءات والمناقشات التى ستجري في قصر المؤتمرات الذي سيشهد قمة الاتحاد من أجل المتوسط بحضور أكثر من أربعين رئيس دولة و وزارة.
أولها: الأهمية التي توليها فرنسا ومن ورائها الاتحاد الأوروبي للمباحثات التي ستجري في قصر الإليزيه بين الرئيسين الأسد وساركوزي في ضوء التطورات الايجابية في المنطقة بعد انتخاب الرئيس اللبناني التوافقي واستئناف المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل بوساطة تركية، حيث أكد الرئيس الأسد في المقابلة التي أجراها مع صحيفة الفيغارو على ضرورة تفعيل الدور الفرنسي والأوروبي في عملية السلام في الشرق الأوسط.
ثانيها: لقد ظهر جلياً أهمية المساهمة الفرنسية في دعم خطوات التنمية الاقتصادية التى تشهدها سورية وان تستفيد في مشاريعها من التكنولوجيا المتقدمة ومن الخبرات العلمية المتطورة حيث أبدت فرنسا أكثر من استعداد للمساهمة في عملية التحديث هذه وان تضع إمكاناتها الصناعية والعلمية لإنجاح هذا التوجه.
وقال المهتمون بالشأن السياسي الفرنسي إن زيارة الرئيس الأسد إلى فرنسا في هذه المرحلة بالتحديد تحمل بعداً عربياً لكونه رئيساً للقمة العربية وفرنسا تترأس الاتحاد الأوروبي في المرحلة الراهنة وهذا ما يضفي على محادثات الجانبين أهمية حيوية تتعلق بالحوار العربي الأوروبي ووضع خطوط عريضة يمكن أن تؤسس لتعاون مثمر وطويل الأجل.
إن الحرص الفرنسي الكبير على إعادة الحرارة والدفء إلى علاقاتها مع دمشق هو أمر لا يمكن إلا أن يكون عاملا من عوامل زيادة الاستقرار في المنطقة وخصوصا أن هناك إقراراً فرنسياً بأن سورية هي مفتاح رئيسي لكل ملفات المنطقة وأي محاولة لعزلها أو الالتفاف على دورها مصيرها الفشل الذريع كما أثبتت الوقائع والتجارب.
وغير بعيد عن هذه المواقف فان الدعم والحماسة التى تبديها فرنسا تجاه مفاوضات السلام غير المباشرة عبر الوسيط التركي بين سورية وإسرائيل يؤهلها بحكم موقعها وسياستها التى استعادت توازنها إلى لعب دور نشط وفعال في نقل هذه المفاوضات إلى مرحلة جديدة حيث رحبت سورية على لسان الرئيس الأسد بمثل هذا الدور الأمر الذي يعنى بان العلاقات السورية الفرنسية ستستعيد المزيد من إيقاعها وحيويتها لما فيه خير البلدين والمنطقة.
إن الأيام القليلة القادمة ستكون حبلى بالتطورات الايجابية وعلى كل المستويات والعيون معلقة على السياسة السورية الناشطة.


2008-07-12