خاص الانتقاد.نت ـ هلال السلمان
وأخيرا حسم رئيس الحكومة فؤاد السنيورة خياره بالترشح للانتخابات النيابية عن احد المقعدين السنيين في مدينة صيدا وذلك في اليوم الاخير لمهلة تقديم الترشيحات النيابية فاتحا بذلك الساحة الصيداوية على معركة كسر عظم بين تيار المستقبل والتيار الوطني في المدينة الذي يمثله مرشح المعارضة الوحيد النائب اسامة سعد .
السنيورة استخدم في اعلان ترشيحه منبر مجلس النواب في الوقت الذي كانت الجلسة التشريعية منعقدة برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري لدراسة جدول اعمالها من المشاريع واقتراحات القوانين. ومن غير المستبعد ان يكون تحديد مكان الترشيح يشكل نوع من التحدي للرئيس بري الذي كان اكد في اكثر من مناسبة على ضرورة تجنيب صيدا معركة قاسية ومراعاة التوازن في هذه المدينة .
هذا وعقد لقاء استمر قرابة ساعة بين الرئيسين بري والسنيورة بعد اعلان الاخير ترشيحه ولم يدل السنيورة بعده بأي تصريح كذلك التقى الرئيس بري مرشح المعارضة في صيدا النائب اسامة سعد الذي  قال بعد اللقاء ان المعركة في صيدا لها ابعاد سياسية ووطنية وسنفوز بها ورب ضارة نافعة، في اشارة الى ترشيح السنيورة نفسه للانتخابات في صيدا واضاف ان فوز التيار الوطني في المدينة هو انتصار لكل اللبنايين وختم يا اهلا بالمعارك وابناء صيدا اوفياء .
مصادر نيابية في المعارضة قرأت اعلان ترشيح السنيورة في صيدا بأنه "خطوة تفجيرية" وقالت لـ"الانتقاد.نت" كأن هناك من يريد وضع صيدا على فوهة مواجهة مع باقي الجنوب الداعم للمقاومة وذلك لمصالح شخصية وفئوية واضافت انه لا يمكن التذرع بالديمقراطية امام التوافق لان ما يرسم السياسة العامة لهذا الوطن هو الوفاق والتوافق وما اقدم عليه السنيورة هو مغامرة ولا يمكن معرفة اين تضع صيدا من خلال هذا الترشيح.
لكن مصدرا قياديا نيابيا في المعارضة قال لـ"الانتقاد.نت" ان ترشيح السنيورة لم يكن مفاجئا وهو يقرأ هذا الترشيح من زاوية اخرى غير زاوية المواجهة مع المعارضة فقط وذلك من خلال قوله "يبدو ان النائب سعد الحريري لم يبلغ سن الرشد السياسي الذي يؤهله الترشح لمنصب رئاسة الحكومة المقبلة من الجهة الاقليمية التي ترعى تيار المستقبل" وهو ما يعني ان ترشيح السنيورة يأتي بالدرجة الاولى لقطع الطريق على امكانية ترشيح الحريري لترؤس أي حكومة مقبلة وبالتالي انه لم يحن بعد اوان احالته (السنيورة) الى التقاعد السياسي.
على ان ترشيح السنيورة اقفل لائحة المستقبل في صيدا بمرشحين وهو امر لا يحسم النتيجة لصالحه في الانتخابات حيث ترى مصادر متابعة ان هذا الترشيح سينشط انصار النائب اسامة سعد فضلا عن ان الجماعة الاسلامية استاءت من هذا الترشيح واعتبرته موجها ضدها وهو امر يصب في مصلحة النائب اسامة سعد .