ارشيف من :أخبار عالمية
العلاقة السورية اللبنانية والسورية الفرنسية على السكة الصحيحة
دمشق ـ راضي محسن
نجحت الدبلوماسية السورية عبر قمتين شاركت بهما في باريس في تحقيق اختراقات هامة على صعيد البدء بتأسيس مرحلة جديدة للعلاقة مع لبنان، وأخرى مع فرنسا خاصة وأوروبا عامة، بما يمهد لفتح الباب واسعاً أمام سورية للعب دورها على الساحتين العربية والإقليمية بعد محاولات لعزلها قامت بها دول عربية وأخرى أوروبية.
وشهدت باريس أمس قمتين الأولى ثنائية سورية فرنسية، والأخرى رباعية سورية فرنسية لبنانية قطرية، عدا عن لقاءات ثنائية انعقدت على هامش القمتين.
ووصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى باريس السبت في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام أجرى في يومها الأول مباحثات ثنائية مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي استمرت ساعة وربع الساعة، تلتها مباحثات رباعية ضمت إلى الرئيسين الأسد وساركوزي الرئيس اللبناني ميشيل سليمان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
ويشارك القادة الأربعة اليوم الأحد في القمة التي ستعلن انطلاق "عملية برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط.
والتقى الرئيس الأسد بالرئيس سليمان، وعقد لقاءاً مماثلاً مع الشيخ حمد.
واعتبر ساركوزي دعوته للرئيس السوري لزيارة فرنسا أنها "خيار سياسي مهم"، على حين وصف الأسد مباحثاته "بالمهمة جداً بمضمونها وتوقيتها".
وفي الشأن السوري اللبناني، ظهر جلياً تطابق مواقف الرئيسين الأسد وسليمان لجهة تطلعهما وسعيهما لقيام أفضل العلاقات بين سورية ولبنان، واتفاقهما على تبادل التمثيل الدبلوماسي بين بلديهما الأمر الذي اعتبره ساركوزي "تقدماً تاريخياً ونبأً عظيماً بالنسبة للكثيرين في فرنسا".
وبدا أن سورية لن تقف دعمها للبنان عند اتفاق الدوحة بل ستتجاوزه إلى الاستحقاقات المرتقبة التي تحملها الأيام القادمة، وبحسب ما قاله الرئيس الأسد في المؤتمر الصحفي الرباعي المشترك الذي تلا القمة الرباعية فإن هذا الاتفاق" كان إنجازاً كبيراً ولكنه لا يكفي، هو بحاجة للمزيد من الدعم.. تم انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة.. الآن هناك قانون الانتخاب.. وهناك الانتخابات.. ولاحقاً هناك الحوار الوطني بين اللبنانيين" منوهاً بأن الرئيس سليمان "سيكون له الدور الأساسي في رعاية هذا الحوار".
وإذ جدد الرئيس الأسد موقفه القائل بأن "سورية لا يوجد لديها أي مانع" لتبادل التمثيل الدبلوماسي مع لبنان، فإنه أشار إلى ضرورة وجود "خطوات قانونية (تأتي) بمبادرة من الرئيس ميشال سليمان ومن الحكومة اللبنانية" بحيث يجب العمل بها أولاً تمهيداً لفتح السفاراتين في البلدين.
واتفق الرئيس سليمان مع هذا الطرح وأشار إلى أنه "سيتم التنسيق بين سورية ولبنان لاتخاذ الترتيبات القانونية والإدارية اللازمة لوضع هذا الاتفاق (على تبادل السفارات) موضع التنفيذ بأسرع وقت".
وحملت نتائج القمة السورية الفرنسية مؤشرات هامة وإيجابية لسورية وعلى أكثر من صعيد بدءاً من العلاقات الثنائية والانفتاح الدبلوماسي والسياسي على أعلى مستوياته بين البلدين والذي سيستكمل بزيارة يقوم بها ساركوزي إلى دمشق في أيلول القادم، وصولاً إلى إبداء فرنسا استعداداً صريحاً لتكون راعياً إلى جانب الولايات المتحدة لمفاوضات السلام السورية الإسرائيلية، وحصول دمشق على التزام من ساركوزي بالعمل على أن يبصر اتفاق الشراكة السورية الأوروبية النور، وإقرار فرنسا على لسان رئيسها بأهمية فتح حوار مع سورية وأهمية دورها في المنطقة، حتى أن ساركوزي ذهب حدَّ الطلب رسمياً من الأسد "أن تساعد سورية في حل" أزمة الملف النووي الإيراني.
وبحسب بيان رئاسي سوري، فقد بحث الرئيسان "آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين، كما تم التطرق إلى عملية السلام في الشرق الأوسط بما في ذلك المفاوضات غير المباشرة على المسار السوري بوساطة تركية وصولاً إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وجرى التأكيد بالشأن اللبناني على أهمية الاستمرار في تطبيق بنود اتفاق الدوحة في إطار التوافق الوطني اللبناني بما يحفظ وحدة لبنان واستقراره وأمنه".
ووضع الرئيسان الأسد وساركوزي خلال قمتهما "خطة عمل" تهدف إلى تعزيز العلاقات بين بلديهما في مختلف المجالات في خطوة باتجاه طيَّ صفحة الماضي التي شابها التوتر بين الجانبين "في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك" على خلفية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري واتهام سورية بالضلوع في الاغتيال وهو ما نفته مراراً عدا عن التوتر الذي ساد "في عهد الرئيس ساركوزي" على خلفية ملف الرئاسة الأولى في لبنان وبقاء سدتها في قصر بعبدا شاغرة ستة شهور وتحميل سورية والمعارضة الوطنية اللبنانية المسؤولية عن ذلك.
وأكد البيان المشترك الصادر في ختام مباحثات الأسد ـ ساركوزي أن "الرئيسان اتفقا على خطة عمل بغية تأمين إعادة إطلاق العلاقات الثنائية والتي تهدف بصورة مشتركة إلى تعزيز الصلات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين"، وأعلن ساركوزي أنه "وضمن هذه الظروف سيستجيب لدعوة من الرئيس الأسد لزيارة سورية في النصف الأول من شهر أيلول القادم".
وإذا عبر الأسد عن أمله "بأن تتمكن فرنسا مع الولايات المتحدة من أن تسهم بشكل كامل في اتفاق مستقبلي للسلام بين إسرائيل وسورية (...) بما في ذلك الترتيبات الأمنية المستقبلية"، فإن ساركوزي شدد "على استعداد فرنسا للاستجابة لمثل هذا الدور في حال أبدى الطرفان اهتمامهما في ذلك".
كما جدد الرئيسان "دعمهما الكامل لتطبيق اتفاق الدوحة وحيا الرئيس الفرنسي العزم القوي للرئيس الأسد على إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية".
وقدم ساركوزي "التزاماً" لدمشق "باعتباره رئيساً لمجلس أوروبا بأنه سيتخذ كل الإجراءات المناسبة بهدف التوقيع على اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وسورية وإطلاق عملية المصادقة عليه في أقرب وقت ممكن".
و"تعهد الجانبان بأن يتعاون البلدان بطريقة فاعلة من أجل تأمين نجاح الاتحاد من أجل المتوسط".
وتحدث الرئيس الأسد خلال المؤتمر الصحفي عن عملية السلام والمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل عبر الوسيط التركي فـ"هدف هذه الوساطة التركية هو أولاً استعادة الثقة بين الأطراف.. أي سورية وإسرائيل(...) وإيجاد أرضية مشتركة لعملية السلام".
ونوه الرئيس الأسد إلى أهمية أن تلعب أوروبا دورها في مفاوضات السلام "فالدور الأميركي هو دور أساسي في عملية السلام ولكن الدور الأوروبي هو ضروري جداً.. (...) كلاهما مكمل للآخر.. وأنا دعوت الرئيس ساركوزي للعب دور مباشر عندما ننتقل للمرحلة الثانية وهي مرحلة المحادثات المباشرة".
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه لمس "حماساً كبيراً من الرئيس ساركوزي" في هذا الشأن "واتفقنا على أن يكون هناك تواصل أو تنسيق وتعاون بيننا وبين الحكومة الفرنسية حول تفاصيل عملية السلام".
وربط الرئيس الأسد بدء المفاوضات المباشرة بمجيء إدارة أمريكية جديدة لأنه "بكل وضوح هذه الإدارة غير مهتمة بعملية السلام" والمفاوضات المباشرة "لن تبدأ قبل ستة أشهر أي قبل مجيء إدارة أمريكية مقبلة".
وتطرق الرئيس الأسد إلى أزمة الملف النووي الإيراني، وأكد أن حلها يكون "سياسياً فقط" محذراً من " التفكير بأي حل غير سياسي لأن تداعياته ستكون خطيرة".
وأعلن أن ساركوزي طلب من دمشق لَعِبَ "دورٍ" من أجل حل الأزمة "وعادة يطلب منا رأي.. ولكن في هذه المرة هناك حديث في اتجاه آخر سوف ننقل هذا الموضوع للمسؤولين الإيرانيين.. وبحسب معلوماتنا لا يوجد أي مشروع عسكري" نووي إيراني.
بدوره توجه ساركوزي مخاطباً الرئيس السوري: أقول للرئيس بشار الأسد إنه من المهم للغاية أن تلعب سورية دوراً كاملاً في شؤون المنطقة.. ومن المهم لفرنسا الحوار الذي اخترنا ان نقوم به فيما بيننا.. وهو حوار واضح وصريح ونزيه. وسورية تلعب دوراً أساسياً في ذلك .
وقال الرئيس سليمان: إن لبنان الذي تمسك باستعادة سيادته الكاملة على مزارع شبعا وتلال كفر شوبا يشجع كل خطوة من شانها تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط انطلاقا من مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت في العام 2002 والقرارات الدولية ذات الصلة ولاسيما القرارين 425 و1701 والقرار 194 الذي يضمن حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه لافتا إلى انه وحده هذا السلام العادل والشامل يؤمن العدالة والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها.
ورداً على سؤال حول إمكانية إجراء مفاوضات إسرائيلية لبنانية قريباً قال الرئيس سليمان: أشرنا في كلمتنا الى تنفيذ التزامات القرارات الدولية ونحن ننتظر تطبيق القرار 1701 الذي مضت سنتان على إقراره وحتى الآن لم تنسحب إسرائيل من الغجر ولا من تلال كفر شوبا ومزارع شبعا.. وننتظر أيضاً رفع الظلم عن الفلسطينيين المهجرين الذين يعيشون حالة بؤس في وطننا ولا يمكن تركهم في هذه الحالة وكذلك تحديد أو تعليم ما اتفقنا على تسميته بالخط الأزرق فهو متعثر جداً ولا تؤمن إسرائيل هذه التسهيلات ونحن ننتظر هذه الالتزامات حتى نرى فيما بعد قضية السلام ونحن جاهزون للسلام.
ويلتقي الرئيس الأسد اليوم الأحد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء إسبانيا خوسيه ماريا ثاباتيرو، وعدد من الزعماء المشاركين في قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط» التي يحضرها الرئيس الأسد إلى جانب 42 من قادة الدول الأوروبية والمتوسطية.
ومساءً ينضم الرئيس الأسد إلى حفل العشاء الذي يقيمه الرئيس الفرنسي على شرف القادة المشاركين.
وفي اليوم التالي يحضر العرض العسكري الذي سيقام في جادة الشانزليزيه بمناسبة العيد الوطني الفرنسي الذي يعقبه حفل الغداء الذي يقيمه ساركوزي على شرف القادة المشاركين في القمة.
نجحت الدبلوماسية السورية عبر قمتين شاركت بهما في باريس في تحقيق اختراقات هامة على صعيد البدء بتأسيس مرحلة جديدة للعلاقة مع لبنان، وأخرى مع فرنسا خاصة وأوروبا عامة، بما يمهد لفتح الباب واسعاً أمام سورية للعب دورها على الساحتين العربية والإقليمية بعد محاولات لعزلها قامت بها دول عربية وأخرى أوروبية.
وشهدت باريس أمس قمتين الأولى ثنائية سورية فرنسية، والأخرى رباعية سورية فرنسية لبنانية قطرية، عدا عن لقاءات ثنائية انعقدت على هامش القمتين.
ووصل الرئيس السوري بشار الأسد إلى باريس السبت في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام أجرى في يومها الأول مباحثات ثنائية مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي استمرت ساعة وربع الساعة، تلتها مباحثات رباعية ضمت إلى الرئيسين الأسد وساركوزي الرئيس اللبناني ميشيل سليمان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
ويشارك القادة الأربعة اليوم الأحد في القمة التي ستعلن انطلاق "عملية برشلونة: الاتحاد من اجل المتوسط.
والتقى الرئيس الأسد بالرئيس سليمان، وعقد لقاءاً مماثلاً مع الشيخ حمد.
الأسد يتفق مع سليمان على تبادل السفارات ومع ساركوزي على خطة عمل لتعزيز العلاقات الثنائية |
وفي الشأن السوري اللبناني، ظهر جلياً تطابق مواقف الرئيسين الأسد وسليمان لجهة تطلعهما وسعيهما لقيام أفضل العلاقات بين سورية ولبنان، واتفاقهما على تبادل التمثيل الدبلوماسي بين بلديهما الأمر الذي اعتبره ساركوزي "تقدماً تاريخياً ونبأً عظيماً بالنسبة للكثيرين في فرنسا".
وبدا أن سورية لن تقف دعمها للبنان عند اتفاق الدوحة بل ستتجاوزه إلى الاستحقاقات المرتقبة التي تحملها الأيام القادمة، وبحسب ما قاله الرئيس الأسد في المؤتمر الصحفي الرباعي المشترك الذي تلا القمة الرباعية فإن هذا الاتفاق" كان إنجازاً كبيراً ولكنه لا يكفي، هو بحاجة للمزيد من الدعم.. تم انتخاب الرئيس وتشكيل حكومة.. الآن هناك قانون الانتخاب.. وهناك الانتخابات.. ولاحقاً هناك الحوار الوطني بين اللبنانيين" منوهاً بأن الرئيس سليمان "سيكون له الدور الأساسي في رعاية هذا الحوار".
وإذ جدد الرئيس الأسد موقفه القائل بأن "سورية لا يوجد لديها أي مانع" لتبادل التمثيل الدبلوماسي مع لبنان، فإنه أشار إلى ضرورة وجود "خطوات قانونية (تأتي) بمبادرة من الرئيس ميشال سليمان ومن الحكومة اللبنانية" بحيث يجب العمل بها أولاً تمهيداً لفتح السفاراتين في البلدين.
واتفق الرئيس سليمان مع هذا الطرح وأشار إلى أنه "سيتم التنسيق بين سورية ولبنان لاتخاذ الترتيبات القانونية والإدارية اللازمة لوضع هذا الاتفاق (على تبادل السفارات) موضع التنفيذ بأسرع وقت".
وحملت نتائج القمة السورية الفرنسية مؤشرات هامة وإيجابية لسورية وعلى أكثر من صعيد بدءاً من العلاقات الثنائية والانفتاح الدبلوماسي والسياسي على أعلى مستوياته بين البلدين والذي سيستكمل بزيارة يقوم بها ساركوزي إلى دمشق في أيلول القادم، وصولاً إلى إبداء فرنسا استعداداً صريحاً لتكون راعياً إلى جانب الولايات المتحدة لمفاوضات السلام السورية الإسرائيلية، وحصول دمشق على التزام من ساركوزي بالعمل على أن يبصر اتفاق الشراكة السورية الأوروبية النور، وإقرار فرنسا على لسان رئيسها بأهمية فتح حوار مع سورية وأهمية دورها في المنطقة، حتى أن ساركوزي ذهب حدَّ الطلب رسمياً من الأسد "أن تساعد سورية في حل" أزمة الملف النووي الإيراني.
وبحسب بيان رئاسي سوري، فقد بحث الرئيسان "آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين وأهمية تعزيزها بما يخدم مصالح البلدين، كما تم التطرق إلى عملية السلام في الشرق الأوسط بما في ذلك المفاوضات غير المباشرة على المسار السوري بوساطة تركية وصولاً إلى تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وجرى التأكيد بالشأن اللبناني على أهمية الاستمرار في تطبيق بنود اتفاق الدوحة في إطار التوافق الوطني اللبناني بما يحفظ وحدة لبنان واستقراره وأمنه".
ووضع الرئيسان الأسد وساركوزي خلال قمتهما "خطة عمل" تهدف إلى تعزيز العلاقات بين بلديهما في مختلف المجالات في خطوة باتجاه طيَّ صفحة الماضي التي شابها التوتر بين الجانبين "في عهد الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك" على خلفية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري واتهام سورية بالضلوع في الاغتيال وهو ما نفته مراراً عدا عن التوتر الذي ساد "في عهد الرئيس ساركوزي" على خلفية ملف الرئاسة الأولى في لبنان وبقاء سدتها في قصر بعبدا شاغرة ستة شهور وتحميل سورية والمعارضة الوطنية اللبنانية المسؤولية عن ذلك.
وأكد البيان المشترك الصادر في ختام مباحثات الأسد ـ ساركوزي أن "الرئيسان اتفقا على خطة عمل بغية تأمين إعادة إطلاق العلاقات الثنائية والتي تهدف بصورة مشتركة إلى تعزيز الصلات السياسية والاقتصادية والثقافية بين البلدين"، وأعلن ساركوزي أنه "وضمن هذه الظروف سيستجيب لدعوة من الرئيس الأسد لزيارة سورية في النصف الأول من شهر أيلول القادم".
وإذا عبر الأسد عن أمله "بأن تتمكن فرنسا مع الولايات المتحدة من أن تسهم بشكل كامل في اتفاق مستقبلي للسلام بين إسرائيل وسورية (...) بما في ذلك الترتيبات الأمنية المستقبلية"، فإن ساركوزي شدد "على استعداد فرنسا للاستجابة لمثل هذا الدور في حال أبدى الطرفان اهتمامهما في ذلك".
كما جدد الرئيسان "دعمهما الكامل لتطبيق اتفاق الدوحة وحيا الرئيس الفرنسي العزم القوي للرئيس الأسد على إقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية".
وقدم ساركوزي "التزاماً" لدمشق "باعتباره رئيساً لمجلس أوروبا بأنه سيتخذ كل الإجراءات المناسبة بهدف التوقيع على اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وسورية وإطلاق عملية المصادقة عليه في أقرب وقت ممكن".
و"تعهد الجانبان بأن يتعاون البلدان بطريقة فاعلة من أجل تأمين نجاح الاتحاد من أجل المتوسط".
وتحدث الرئيس الأسد خلال المؤتمر الصحفي عن عملية السلام والمفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل عبر الوسيط التركي فـ"هدف هذه الوساطة التركية هو أولاً استعادة الثقة بين الأطراف.. أي سورية وإسرائيل(...) وإيجاد أرضية مشتركة لعملية السلام".
ونوه الرئيس الأسد إلى أهمية أن تلعب أوروبا دورها في مفاوضات السلام "فالدور الأميركي هو دور أساسي في عملية السلام ولكن الدور الأوروبي هو ضروري جداً.. (...) كلاهما مكمل للآخر.. وأنا دعوت الرئيس ساركوزي للعب دور مباشر عندما ننتقل للمرحلة الثانية وهي مرحلة المحادثات المباشرة".
وأشار الرئيس الأسد إلى أنه لمس "حماساً كبيراً من الرئيس ساركوزي" في هذا الشأن "واتفقنا على أن يكون هناك تواصل أو تنسيق وتعاون بيننا وبين الحكومة الفرنسية حول تفاصيل عملية السلام".
الرئيس الفرنسي يزور دمشق في أيلول المقبل ويلتزم بإتمام المصادقة على اتفاقية الشراكة السورية الأوروبية |
وتطرق الرئيس الأسد إلى أزمة الملف النووي الإيراني، وأكد أن حلها يكون "سياسياً فقط" محذراً من " التفكير بأي حل غير سياسي لأن تداعياته ستكون خطيرة".
وأعلن أن ساركوزي طلب من دمشق لَعِبَ "دورٍ" من أجل حل الأزمة "وعادة يطلب منا رأي.. ولكن في هذه المرة هناك حديث في اتجاه آخر سوف ننقل هذا الموضوع للمسؤولين الإيرانيين.. وبحسب معلوماتنا لا يوجد أي مشروع عسكري" نووي إيراني.
بدوره توجه ساركوزي مخاطباً الرئيس السوري: أقول للرئيس بشار الأسد إنه من المهم للغاية أن تلعب سورية دوراً كاملاً في شؤون المنطقة.. ومن المهم لفرنسا الحوار الذي اخترنا ان نقوم به فيما بيننا.. وهو حوار واضح وصريح ونزيه. وسورية تلعب دوراً أساسياً في ذلك .
وقال الرئيس سليمان: إن لبنان الذي تمسك باستعادة سيادته الكاملة على مزارع شبعا وتلال كفر شوبا يشجع كل خطوة من شانها تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في منطقة الشرق الأوسط انطلاقا من مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت في العام 2002 والقرارات الدولية ذات الصلة ولاسيما القرارين 425 و1701 والقرار 194 الذي يضمن حق العودة للشعب الفلسطيني إلى أرضه لافتا إلى انه وحده هذا السلام العادل والشامل يؤمن العدالة والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها.
ورداً على سؤال حول إمكانية إجراء مفاوضات إسرائيلية لبنانية قريباً قال الرئيس سليمان: أشرنا في كلمتنا الى تنفيذ التزامات القرارات الدولية ونحن ننتظر تطبيق القرار 1701 الذي مضت سنتان على إقراره وحتى الآن لم تنسحب إسرائيل من الغجر ولا من تلال كفر شوبا ومزارع شبعا.. وننتظر أيضاً رفع الظلم عن الفلسطينيين المهجرين الذين يعيشون حالة بؤس في وطننا ولا يمكن تركهم في هذه الحالة وكذلك تحديد أو تعليم ما اتفقنا على تسميته بالخط الأزرق فهو متعثر جداً ولا تؤمن إسرائيل هذه التسهيلات ونحن ننتظر هذه الالتزامات حتى نرى فيما بعد قضية السلام ونحن جاهزون للسلام.
ويلتقي الرئيس الأسد اليوم الأحد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، ورئيس وزراء إسبانيا خوسيه ماريا ثاباتيرو، وعدد من الزعماء المشاركين في قمة «عملية برشلونة: الاتحاد من أجل المتوسط» التي يحضرها الرئيس الأسد إلى جانب 42 من قادة الدول الأوروبية والمتوسطية.
ومساءً ينضم الرئيس الأسد إلى حفل العشاء الذي يقيمه الرئيس الفرنسي على شرف القادة المشاركين.
وفي اليوم التالي يحضر العرض العسكري الذي سيقام في جادة الشانزليزيه بمناسبة العيد الوطني الفرنسي الذي يعقبه حفل الغداء الذي يقيمه ساركوزي على شرف القادة المشاركين في القمة.