رغم فوز النائب هاغوب بقرادونيان بالمقعد الأرمني في المتن بالتزكية، لا تزال الحماسة الانتخابيّة الأرمنية على حالها المتأججة بشأن الانتخابات. فالماكينة لا تهدأ، تعمل عنها وعن حلفائها. وفي الصالونات الأرمنية ملاحظة جديدة: الطاشناق سينتخب المر. والتجوال في مناطق النفوذ الأرمني الأخرى (دائرتا بيروت الأولى والثانية) يظهر أن دخول المعترك السياسي، بالنسبة إلى الأرمن، بات هدفاً أساسياً. ففي "بيروت الأولى"، ثمّة معركة أكثريّة ـ أكثريّة بشأن المقعدين الأرمنيين يبدو أنها مفتوحة على مزيد من التأزم، حيث يترشح عن مقعد الأرمن الأرثوذكس كل من جان أوغاسبيان (المستقبل) وسيبوه مخجيان (ميشال فرعون). والمعطيات المتوافرة تؤكد أن مخجيان لن يقبل الانسحاب بسهولة، وإذا انسحب فلن يكون متحمساً للعمل لمصلحة أوغاسبيان، فيما يؤكد كل أبناء الأشرفية أنهم يعرفون مخجيان أكثر مما يعرفون فرعون نفسه، وهو الأكثر تواصلاً مع ناخبي دائرته، فيما أوغاسبيان يُنزل فوق العاصمة إرضاءً لميشال المر في المتن الذي طالب بإبعاد أوغاسبيان، وكأن مرشحة المر عن المقعد الأرثوذكسي في الدائرة نفسها نايلة تويني لا تكفي وحدها. وعلى مقعد الأرمن الكاثوليك، يتنافس كل من سيرج طورسركيسيان (مرشح تيار المستقبل) وريشار قيومجيان (مرشح القوات)، حيث تؤكد مصادر طورسركيسيان أنه ليس بوارد سحب ترشحه أبداً. وفي الوقت نفسه، تقول مصادر "القوات" إن حضورها ودورها في معركة الأشرفية يفرض حصولها على مقعد. ورغم حسم الطاشناق مرشحَيه (فريج صابونجيان ـ أرمن أرثوذكس، وكريكوار كالوست ـ أرمن كاثوليك)، وشدّة التنافس على مقعدي الأكثرية، يسجل وجود 4 مرشحين آخرين (بينهم اثنان رديفان لمرشحي الطاشناق).
وفي بيروت الثانية، رغم سريان مفعول توافق الدوحة في هذه الدائرة على المقعدين الأرمنيين (أرتور نظريان ـ طاشناق وسيبوه الباكيان ـ كان مهاجراً إلى أوستراليا وعاد ليترشح بعد اتفاقه مع النائب يغيا جرجيان على تمثيله الهنشاك) يترشح 4 آخرون منفردين، أبرزهم رافي مادايان.
من جهة أخرى، لم تستبعد مصادر أرمنية إرضاء الحريري أحد الحزبين الأرمنيين الحليفين عبر استبدال النائب عن المقعد الإنجيلي في دائرة بيروت الثالثة باسم شاب بآخر إنجيلي أرمني (جورج أشخانيان أو دونالد بابيكيان).
أما في زحلة، فقد حسمت المعارضة ترشيح جورج قصارجي عن المقعد الأرمني، فيما يتنافس رئيس حركة "الأرمن الأحرار" ناريك أبراهيميان ومرشح تيار "المستقبل" أنطوان نشاناقيان.