ارشيف من :أخبار عالمية

"حماس ": "شاليط" لن يرى النور ما لم يستجب الاحتلال لنا ونرحب بأية وساطة لإنجاز الصفقة

"حماس ": "شاليط" لن يرى النور ما لم يستجب الاحتلال لنا ونرحب بأية وساطة لإنجاز الصفقة

المحرر الاقليمي

أكد القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أسامة المزيني تمسك الحركة بالمطالب العادلة مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليط، مرحبًا بأية وساطة لإنجاز الصفقة على قاعدة الاستجابة لمطالب المقاومة الإنسانية والعادلة.
وقال المزيني المتحدث باسم ملف صفقة شاليط في مقابلة مع شبكة فلسطين للحوار نشرت اليوم الجمعة : "نريد لأسرانا أن يُفرج عنهم، وبالتالي نحن حريصون على النجاح في هذا الملف"، مشددًا على أن الإفراج عن 450 من المعتقلين المحكومين بمؤبدات يُعتبر إنجازًا فريدًا من نوعه، وبالتالي نحن حريصون على هذا الأمر.
 وأكد المزيني أن مطالب المقاومة تتضمن المطالبة بإطلاق سراح جميع الأسرى العرب من كافة المناطق، والفلسطينيين من سكان الأراضي المحتلة منذ عام 1948، وجميع قيادات الشعب الفلسطيني، وأسرى من كافة ألوان الطيف الفلسطيني، لتكون صفقة وطنية شاملة.
وقال: "هذا سرُّ تمسكنا بإطلاق الـ450 أسيرًا، وعدم موافقتنا على عدم تخفيض هذا العدد، على اعتبار أن هذا العدد يسمح بتقديم صفقة وطنية متكاملة، وأي تغيير في هذا فإنه سيكون على حساب شريحة من الشرائح التي لا نريد أن تتضرر".
ورحب المزيني بوساطة أية دولة للوصول إلى إنجاز صفقة التبادل، قائلاً: "نرحب بأية جهة تريد أن تدخل على هذا الملف، لكننا لا نستطيع أن نطلب من أية جهة التدخل، فنحن لا نتسول، لكن إذا أرادت ألمانيا أو فرنسا أن تدخل فلن نقول لها لا ".
وأشار إلى أن بعض الدول الإسلامية والأوروبية عرضت الوساطة، وتم قبول ذلك، ولكن هذه الوساطات لم تفلح في إنجاز الصفقة بسبب التعنت الصهيوني.
وشدد المزيني على أن حركة "حماس" لا تستطيع التنازل عن مطالبها، لأن مطالبها هي الحدُّ الأدنى، وقال: "بالتالي لا يوجد مجال أن نتراجع عن هذه الأشياء، وبالتالي ما لم يستجب العدو إلى مطالبنا فإن الصفقة ستظل متعثرة".
وفي ملف الحوار الفلسطيني، أكد المزيني أن الحوار مطلبٌ وطنيٌّ، مشددًا على ضرورة إعادة اللحمة بين الشعب الفلسطيني.
غير أنه أشار إلى أن الحركة لن تسمح أن يكون الحوار أداة لعودة الفلتان في غزة، وقال: "أحب أن أطمئن الجميع؛ الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام مطلبٌ وطنيٌّ، ولكن ليس معنى ذلك أن يعود الفلتان، سنضع أثناء الحوار من الضوابط ومن الأسس ما يجعل الوطن يتمتع في غزة والضفة بالأمن إن شاء الله".
وشدد على وجود منهجين مختلفين على الساحة الفلسطينية؛ أحدهما يؤمن بمقاومة العدو الصهيوني، والآخر يؤمن بالتسوية مع العدو الصهيوني والتنسيق الأمني، معبرًا عن قناعته باستحالة الوحدة بين هذين المنهجين، لكن يجري التوافق على آليات عمل بينهما.
، مشددًا على أن المنهجين سيبقيان منفصلين متناقضين، "ولكن نتوافق حول آلية إدارة أمور الحكومة أو أمور الناس والتخفيف عن معاناة الشعب".
وتابع: "من هنا كنا واضحين في هذه المسألة، أن المسألة مسألة حكومة توافق لإدارة الشأن الفلسطيني وإخراج الوضع المعيشي الصعب من واقعه التعيس، أما في ما يتعلق بتقريب المناهج، فلا أحد يطرح مثل هذا الأمر؛ لأنه لا يمكن لـ"حماس" أن تتخلى عن نهجها، وواضح أنه من الصعب أن تتخلى "فتح" عن نهجها، فنقول لسنا نطرح وحدة وطنية حتى نقول بوجوب تنازل كل طرف عن منهجه ".
وحول الحراك في تغير النظرة العالمية لحركة "حماس"، أكد المزيني أن هناك تغيرًا عالميًّا في النظر إلى "حماس"، مبينًا أن سبب ذلك ثبات الحركة وصمودها، والقوة التي تمتعت بها، سواءً على الصعيد الجماهيري، أو على صعيد الثبات على المواقف، أو على صعيد الميدان العسكري.
وكشف أنه عندما جاء عضو الكونغرس الأمريكي "جون كيري" -مرشح الرئاسة الأمريكية- إلى غزة، كان معنيًّا بالتواصل بطريقة غير مباشرة مع "حماس" من خلال وسيط، ويريد من خلال هذا التواصل أن يوصل رسائل تفيد بوجود تغيرٍ في الموقف الأمريكي".
وقال: "كانوا يريدون نوعًا من التنازل من "حماس" من أجل أن يكون هناك نوع من العلاقات أو المحادثات"، مؤكداً أن "حماس" لا تستطيع أن تتنازل عن ثوابت الشعب الفلسطيني وأهدافه، مضيفًا: "طلبوا أن تلين "حماس" في مواقفها، وقلنا لهم أن مواقف "حماس" لينة، ولكن هناك ثوابت لها علاقة بأهداف الشعب الفلسطيني وحقوقخ لا تستطيع أن تتنازل الحركة عنها".
وأشار إلى أن النظرة الأمريكية لا تزال محكومة بالعلاقة الإستراتيجية مع الاحتلال الصهيوني، وليس منطقيًّا أن تتحول في يوم وليلة، معبرًا عن قناعته أن هناك تحولاً، وأن المستقبل سيجعل من هذا التحول يأخذ أبعادًا أكبر من الأبعاد الموجودة الآن .

2009-04-10