ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: حكايا زمن الانتصار

خلف القناع: حكايا زمن الانتصار
كتب مصطفى خازم
يعود نيسان محملاً بخضاب الحرية، وبذار النصر الذي تجلى في أيار/ مايو 2000، وأينع أشجاراً باسقات في تموز/ يوليو 2006، واشتد عوده ببشارة النصر الحاسم.
نيسان هذا العام ليس كغيره، ففيه وبعده يرسم اللبنانيون مستقبلهم الآتي في قابل الأيام.
لن يكون "صندوق فرجة"، سيكون صندوقة نصر لخيارات دفع اللبنانيون من أجله أغلى وأطهر وأشرف وأثمن الدماء ليصونوا بلدهم عزيزاً حراً سيداً مستقلاً.
من أول اعتداء شنته عصابات الإجرام الصهيوني على قرانا ومدننا، كان القرار مقاومة، ومضت السفينة برغم الأمواج العاتية، لم تكل ولم تهدأ، تطويراً للاساليب والقدرات، عتاداً وعدة وأفراداً أبوا الذلة.. فخرجوا بلحمهم مقابل أعتى قوة عسكرية.
وقف العالم كله حائراً بهؤلاء ماذا يفعلون، دروس وعبر استخلصتها كبريات الكليات العسكرية في العالم من تجربة المقاومة، ليس آخرها ما يجري الان في واشنطن، من إعادة قراءة واستخلاص لنتائج حرب تموز 2006 على ما كشفت صحيفة "الواشنطن بوست".
في نيسان من العام 1996، وقف الضمير العالمي ساكتاً امام هول ما حدث في المنصوري وقانا وسحمر والنبطية... مجازر غطت الدماء منها وجوه كل المتشدقين بالديموقراطية والعدالة والإنسانية.
"قانا" هي أكبر حكايات الانتصار. حكاية تمتد من كربلاء إلى يومنا.. والعبرة التي لم يتعلمها كل طغاة العالم.
شعبٌ ضرب بكل انواع الأسلحة ولم يتبق الا النووي لم ينزل على رأسه، وبقي رأسه مرفوعاً..
ما سر هذا العز، هي الحكايات التي لا تشبه حكايات الآخرين، أو قصص الاطفال قبل النوم..
هي حكايات عن أبطال صنعوا عزنا وكرامتنا بدمهم، ومرغوا أنوف المعتدين منذ فجر التاريخ..
لم تذكر الموسوعات في صفحاتها كلمة واحدة عن مقاوم أنه اعطى ظهره للعدو وفر.. ولم تسجل التقارير الطبية أن احدهم مات جراء "الصدمة".
شعب المقاومة، يروي لاطفاله حكايات زمن الانتصار.. من الشهيد القائد الحاج عماد مغنية في خلدة وتلالها، إلى آخر مرابط في إحدى دساكر المقاومة، يقبض زمام بندقيته، وزمام المبادرة.
هو نيسان يأتي بالربيع والأزهار التي اختلطت بدم الشهادة، فخرجت أقحواناً يلمع تحت عين الشمس.
"نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون".
"يا شعب فلسطين يمكنكم في الشدائد أن تراهنوا علينا.. وكفى".
"القدس عاصمة الأرض وعاصمة السماء".
هذه شعاراتنا، لم تتبدل ولم تتغير منذ يومها الاول.
اما الآخرون، الخانعون، المنبطحون، فقد باتوا معروفين بالعنوان والاسم والشكل واللون..
من نيسان 1996 إلى أيار 2000 إلى تموز 2006.
هو نصرٌ واحد مستمر، ولا رجوع إلى زمن الهزائم والنواح والعويل..
الانتقاد/ العدد 1341 ـ 10 نيسان/ أبريل 2009
2009-04-11