كتب محمد يونس
المشهد الأول، القدس المحتلة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي تشرد العائلات الفلسطينية من المدينة وتهدم منازلهم وتصادر أراضيهم.
المشهد الثاني، الضفة الغربية المحتلة، مستوطنون صهاينة يهاجمون بحماية ومواكبة من الجيش الإسرائيلي قرية صافا الفلسطينية، ويعتدون على سكانها وممتلكاتهم.
المشهد الثالث، غزة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل الحصار المحكم على هذا القطاع، تعاونها في ذلك دولة عربية عريقة لها حدود مباشرة مع غزة.
المشهد الرابع، السودان، القوات الإسرائيلية تنفذ اعتداءً جوياً على هذا البلد فتقتل أكثر من ثلاثين شخصا.
المشهد الرابع، دولة عربية عريقة، توجه اتهامات علنية وبكل جرأة لمجموعات عربية بأنها تهرب السلاح إلى حركة المقاومة في غزة.
المشهد الخامس، يتم عرض المشاهد الأربعة السابقة وسط حضور عربي كثيف لم يترك حياؤهم لهم مكانا حتى لذرف الدموع.
هذا ما وصل إليه العرب في آخر صرعاتهم الانهزامية الخيانية حيث لم يجد بعضهم حرجا في الإعلان أنه يحارب كل من يمد المقاومة في فلسطين بالسلاح، ويعمل بكل قواه على منعه، ويحرص جدا على إحكام إغلاق أي معبر أو منفذ قد تنفذ منه هذه المقاومة، أو أي مؤيد أو داعم لها، في الوقت الذي يتعرض فيه أشقاؤهم (كما تفترض الحقائق البيولوجية) لشتى أنواع التنكيل والقتل والتهجير والتدمير.
هو مسرح قد يطول لكن نهايته لن تكون سوى بمشهد سادس تظهر فيه سواعد المقاومين مرفوعة إلى السماء تهلل لانتصار الحق على الباطل، ولن تسدل ستائره إلا والشعب العربي كله يحتفل بهزيمة الانهزاميين العرب قبل أسيادهم في الغرب.
الانتقاد/ العدد 1341 ـ 10 نيسان/ أبريل 2009