ارشيف من :آراء وتحليلات
تحالف 14 شباط: انتهى المشوار!!

كتبت ليلى نقولا الرحباني
أثار السباق الانتخابي اليوم عاصفة داخلية لدى قوى الموالاة جعلت المرحلة الانتخابية من أصعب المراحل التي يمر بها تجمع قوى 14 شباط.
يعاني تيار المستقبل والنائب سعد الحريري أسوأ مرحلة يمكن أن يمر فيها زعيم سياسي على الاطلاق، فهو غير قادر على إرضاء الجميع، ولا حصص كافية يمكن أن يوزعها على السائرين في ركب المستقبل منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ولغاية الآن.
من جهة المقاعد المسيحية، يبدو التسابق بين الكتائب والقوات على المقاعد محموما وطاحنا الى حد استعداد كل طرف منهما لإطاحة الهيكل على من فيه، في حال تمّ إعطاء منافسه مقاعد أكثر من مقاعده، وخاصة أن الحقد الكتائبي القواتي المستفحل منذ ثمانينيات القرن الماضي تفجر اليوم صراعاً حاقداً وتسابقاً على المقاعد، أدى الى إحراج سعد الحريري ووليد جنبلاط اللذين اغتاظا من طمع الجميل وجعجع، وعبّرا عن هذا الاستياء اكثر من مرة في مجالسهما، معتبرين أن "النفخ الذي مارسوه مع الطرفين طيلة أعوام أربعة، والامداد بالمال والسلاح والترويج الاعلامي، لم يجعلهما مجتمعين قوتين يحسب لهما حساب في وجه العماد عون في المناطق المسيحية".
أما على الساحة الاسلامية، والشمالية خاصة، فيعاني تيار المستقبل من عدم قدرته على إرضاء الجميع الذين يطالبون بحصة من المقاعد تناسب حجمهم الانتخابي.
على صعيد الجماعة الاسلامية، ما زالت المشكلة تتفاقم مع تيار المستقبل الذي يرفض لغاية الآن ترشيح عدد كافٍ من أعضاء الجماعة على لوائحه، ما دفع الجماعة الى التهديد بأنها لن تنسحب من المعركة كما حصل عام 2005 بل ستخوض المعركة منفردة أو مع طرف آخر غير المستقبل، في حال لم يتم الاتفاق. وتصر الجماعة على الحصول على ثلاثة مقاعد على لوائح الموالاة، فبنظرهم، هم وقفوا الى جانب المستقبل طويلاً ودفعوا أثماناً سياسية كبيرة بهذا التحالف مع سعد الحريري الذي لم يبادلهم بشيء لغاية الآن، بل أقصاهم عن الانتخابات عام 2005، ويريد أن يكرر التجربة معهم في 2009. وتعتبر الجماعة أن تمثيلها بثلاثة مقاعد هو الحد الادنى المقبول من جهتها، وتسأل كيف تُعطى القوات اللبنانية أربعة أو خمسة مقاعد وهي قوة مناطقية، بينما الجماعة التي تملك أنصاراً من الشمال الى الجنوب، تطالب بثلاثة مقاعد ولا تُعطى لها؟
وبالنسبة لسعد الحريري، يعدّ إرضاء الجماعة الاسلامية والقوات والكتائب في الشمال، كأساً مرّة قد يؤدي الى إفشال التفاهم المزمع عقده مع ميقاتي والصفدي في طرابلس والمنية الضنية وعكار، والذي يصرّ كل واحد منهم على عدد من المقاعد تناسب حجمه التمثيلي.
وفي الاطار الأرمني، وبعد أن نصّب جعجع نفسه وصياً على أرمن الموالاة، وعيّن لهم مرشحهم في بيروت الاولى، انتفض الارمن مطالبين سعد الحريري بسحب المرشح الذي أعلنه جعجع، والذي بحسب ما قال الأمين العام لحزب "الرامغافار" "لم يسمع به أحد من الارمن، ولا نعرف اذا كان يتحدث الأرمنية بالأصل".
انها مشاكل بالجملة يعانيها "تجميع" قوى الموالاة، ومن يراقب المسيرة السياسية لهؤلاء طيلة أعوام أربعة يدرك أن المصير الذي يلاقونه اليوم، كان متوقعاً، إذ إن ما يجمع بين هؤلاء هو أقل بكثير مما يفرقهم، فلا النظرة الى لبنان متطابقة، ولا الى كيفية بناء الدولة، والنظرة الى المقاومة، ولا بالنسبة للقضايا العربية العربية، وحل الصراع العربي الاسرائيلي، ولا بالنسبة لمجمل القضايا الاساسية في الوطن، والتي أعلن منها جنبلاط بالامس، الموقف من حياد لبنان، والذي اعتبر فيه انه ليس مع الحياد وأنه يختلف مع حلفائه في تأييد الحياد.
إن "تجميع قوى الموالاة" الذي تمّ بواسطة الاغراءات المالية طيلة سنوات، والذي استمر طمعاً في قطف ثماره في الانتخابات، وصل الى نقطة اللاعودة اليوم... لقد انتهى المشوار الموالي، أقلّه بالنسبة لمن اعتبر انه انتظر سنوات، فخرج بسلّة فارغة.
الانتقاد/ العدد 1341 ـ 10 نيسان/ أبريل 2009
أثار السباق الانتخابي اليوم عاصفة داخلية لدى قوى الموالاة جعلت المرحلة الانتخابية من أصعب المراحل التي يمر بها تجمع قوى 14 شباط.
يعاني تيار المستقبل والنائب سعد الحريري أسوأ مرحلة يمكن أن يمر فيها زعيم سياسي على الاطلاق، فهو غير قادر على إرضاء الجميع، ولا حصص كافية يمكن أن يوزعها على السائرين في ركب المستقبل منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ولغاية الآن.
من جهة المقاعد المسيحية، يبدو التسابق بين الكتائب والقوات على المقاعد محموما وطاحنا الى حد استعداد كل طرف منهما لإطاحة الهيكل على من فيه، في حال تمّ إعطاء منافسه مقاعد أكثر من مقاعده، وخاصة أن الحقد الكتائبي القواتي المستفحل منذ ثمانينيات القرن الماضي تفجر اليوم صراعاً حاقداً وتسابقاً على المقاعد، أدى الى إحراج سعد الحريري ووليد جنبلاط اللذين اغتاظا من طمع الجميل وجعجع، وعبّرا عن هذا الاستياء اكثر من مرة في مجالسهما، معتبرين أن "النفخ الذي مارسوه مع الطرفين طيلة أعوام أربعة، والامداد بالمال والسلاح والترويج الاعلامي، لم يجعلهما مجتمعين قوتين يحسب لهما حساب في وجه العماد عون في المناطق المسيحية".
أما على الساحة الاسلامية، والشمالية خاصة، فيعاني تيار المستقبل من عدم قدرته على إرضاء الجميع الذين يطالبون بحصة من المقاعد تناسب حجمهم الانتخابي.
على صعيد الجماعة الاسلامية، ما زالت المشكلة تتفاقم مع تيار المستقبل الذي يرفض لغاية الآن ترشيح عدد كافٍ من أعضاء الجماعة على لوائحه، ما دفع الجماعة الى التهديد بأنها لن تنسحب من المعركة كما حصل عام 2005 بل ستخوض المعركة منفردة أو مع طرف آخر غير المستقبل، في حال لم يتم الاتفاق. وتصر الجماعة على الحصول على ثلاثة مقاعد على لوائح الموالاة، فبنظرهم، هم وقفوا الى جانب المستقبل طويلاً ودفعوا أثماناً سياسية كبيرة بهذا التحالف مع سعد الحريري الذي لم يبادلهم بشيء لغاية الآن، بل أقصاهم عن الانتخابات عام 2005، ويريد أن يكرر التجربة معهم في 2009. وتعتبر الجماعة أن تمثيلها بثلاثة مقاعد هو الحد الادنى المقبول من جهتها، وتسأل كيف تُعطى القوات اللبنانية أربعة أو خمسة مقاعد وهي قوة مناطقية، بينما الجماعة التي تملك أنصاراً من الشمال الى الجنوب، تطالب بثلاثة مقاعد ولا تُعطى لها؟
وبالنسبة لسعد الحريري، يعدّ إرضاء الجماعة الاسلامية والقوات والكتائب في الشمال، كأساً مرّة قد يؤدي الى إفشال التفاهم المزمع عقده مع ميقاتي والصفدي في طرابلس والمنية الضنية وعكار، والذي يصرّ كل واحد منهم على عدد من المقاعد تناسب حجمه التمثيلي.
وفي الاطار الأرمني، وبعد أن نصّب جعجع نفسه وصياً على أرمن الموالاة، وعيّن لهم مرشحهم في بيروت الاولى، انتفض الارمن مطالبين سعد الحريري بسحب المرشح الذي أعلنه جعجع، والذي بحسب ما قال الأمين العام لحزب "الرامغافار" "لم يسمع به أحد من الارمن، ولا نعرف اذا كان يتحدث الأرمنية بالأصل".
انها مشاكل بالجملة يعانيها "تجميع" قوى الموالاة، ومن يراقب المسيرة السياسية لهؤلاء طيلة أعوام أربعة يدرك أن المصير الذي يلاقونه اليوم، كان متوقعاً، إذ إن ما يجمع بين هؤلاء هو أقل بكثير مما يفرقهم، فلا النظرة الى لبنان متطابقة، ولا الى كيفية بناء الدولة، والنظرة الى المقاومة، ولا بالنسبة للقضايا العربية العربية، وحل الصراع العربي الاسرائيلي، ولا بالنسبة لمجمل القضايا الاساسية في الوطن، والتي أعلن منها جنبلاط بالامس، الموقف من حياد لبنان، والذي اعتبر فيه انه ليس مع الحياد وأنه يختلف مع حلفائه في تأييد الحياد.
إن "تجميع قوى الموالاة" الذي تمّ بواسطة الاغراءات المالية طيلة سنوات، والذي استمر طمعاً في قطف ثماره في الانتخابات، وصل الى نقطة اللاعودة اليوم... لقد انتهى المشوار الموالي، أقلّه بالنسبة لمن اعتبر انه انتظر سنوات، فخرج بسلّة فارغة.
الانتقاد/ العدد 1341 ـ 10 نيسان/ أبريل 2009